الخليج والعالم
منظمة تروي قصص ضحايا يرزحون تحت التعذيب في سجون البحرين
تحت عنوان "آثار العذاب طويلة الأمد": ضحايا يرزحون تحت التعذيب في البحرين"، نشرت منظمة "أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان" في البحرين تقريرها الذي تطرقت فيه إلى الانتهاكات الجسيمة التي يعاني منها السجناء السياسيون وسجناء الرأي في البحرين.
وأعربت المنظمة عن أهمية التطرق إلى التأثير النفسي والاجتماعي طويل المدى للتعذيب على حياة الضحايا، والتحديات والمشاكل الشخصية التي غالبًا لا يتم تسليط الضوء عليها خاصة عند مناقشة التعذيب في البحرين.
وناقش تقرير المنظمة الجروح الخفية التي لا تزال قائمة في الحالة النفسية والعلاقات الاجتماعية لضحايا التعذيب البحرينيين بعد سنوات من سوء معاملتهم، معتمدين على شهادات الضحايا أنفسهم وبالتعاون مع اختصاصي درس هذه الحالات.
الاعتقال والاستجواب والاحتجاز
وأكدت المنظمة في تقريرها على أنّ عملية الاعتقال تجري عادة من قبل شرطة مكافحة الشغب، وضباط ذوي ملابس مدنية، وضباط تحقيقات جنائية، ومن المرجح أن يلجأوا إلى العنف.
وفندت المنظمة أشكال التعذيب الجسدي: الركل والصفع، الضرب بالهراوات والأنابيب، التعليق، الوضع في غرف ذات درجات حرارة شديدة البرودة أو السخونة، الإجبار على الوقوف لفترات طويلة، الحرمان من النوم واستخدام الحمام، الحرق، الصعق الكهربائي، نزع الملابس.
أما في إطار التعذيب النفسي، فقد تبنت السلطات سياسة التهديد بإيذاء أفراد الأسرة، التهديد بالقتل والمزيد من التعذيب، المنع عن الصلاة، إهانة أفراد العائلة والدين وكذلك الشخصيات الدينية، والسجن الانفرادي المطول.
وأوردت المنظمة وصف أحد الضحايا تجربته بالقول إنه تم القبض عليه في مداهمة في الساعة الثانية صباحًا، وكُبلت يداه وعُصبت عيناه من قبل شرطة مكافحة الشغب. وفي طريقه إلى مركز التحقيق في سجن القرين تعرض للإهانات الطائفية والضرب. وبمجرد وصوله إلى السجن، قام الضباط بضرب وركل الضحية، وقد استهدفوا رأسه تحديدًا، كما تم "البصق" عليه، ودفعه أرضًا مرارًا وتكرارًا. علاوة على ذلك، تم تهديده بالاعتداء على بناته. وعندما رفض تصوير اعتذار، تعرض الضحية لاعتداء جسدي. وبعد إحدى جلسات المحكمة، قام الضباط بضرب الضحية حتى أنهم استخدموا أحذيتهم حيث كانوا يضعون كعوب حذائهم في فم الضحية. وعندما أبلغ الضحية النيابة العامة بذلك تم تجاهله.
وكشفت المنظمة عن سجين آخر تم عزله حين بدأ بالإضراب عن الطعام للمطالبة بالرعاية الطبية المناسبة، وإنهاء استخدام التكبيل الشديد والمضايقات أثناء المكالمات، وتوفير مستلزمات النظافة، والحق في ممارسة الشعائر الدينية بحرية أثناء عزله وما تلاه من اختفاء قسري. ولقد تم تقييد الضحية إلى سرير حديدي من يديه ورجليه لمدة 7 أيام، حيث كان يتعرّض للتعذيب بشكل يومي والحرمان من الدخول إلى الحمام، كما تعرض للضرب والتعليق من يديه. وأصيب الضحية بعدة جروح وشوهد منهكًا وهو يستغيث أثناء نقله، وعندما رُفعت هذه القضية إلى الأمانة العامة للتظلمات والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، اعتبروا أن السجين هو المعتدي وليس ضحية للتعذيب.
الآثار النفسية
وفي رصدها لانعكاسات التعذيب على الضحايا، نقلت المنظمة عن عدد من الضحايا معاناتهم. في شهادة أحد الضحايا الذي تم اقتحام منزله أثناء تواجده في الحمام، حاول الفرار ولكن تم القبض عليه عاريًا في الشارع وتعرض للضرب وسحب على الأرض أمام الجيران. وأثناء فترة سجنه، أصبح أكثر عزلة ولم يتواصل مع الآخرين. بعد إطلاق سراحه، أصبح يعتريه الغضب باستمرار من مواقف تافهة. علاوة على ذلك، بات خائفًا طوال الوقت، خشية أن يقبض عليه مجددًا، خاصة وأن الضباط هددوه. ونتيجة لذلك، يخشى الضحية التحدث عما حدث في السجن وحتى رؤية ضباط الشرطة. أيضًا، هو يقلق من فكرة فقدان عائلته، لسبب كالسجن أو الموت. هذا الخوف منعه من حضور جلسات العلاج النفسي لخوفه من مواجهة أعمال انتقامية إذا أفشى عما تعرض له، هذا بالطبع نتيجة التهديدات الصادرة عن قوات الأمن.