الخليج والعالم
لتعميق الوعي بالقضية الفلسطينية.. طلبة تونسيون ينجزون مشروعًا تشكيليًا معماريًا
تونس – عبير رضوان
بمبادرة فريدة من نوعها، قام مجموعة من طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير بجامعة قرطاج بتونس بإنجاز مشروع حول شِعر محمود درويش يهدف الى تعميق الوعي بالقضية الفلسطينية وقضايا الأمة عبر الوسائط الجمالية، والى تنمية الوعي الجمالي والانتماء الحضاري للمهندس المعماري، من خلال توطيد العلاقة بين الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص والهندسة المعمارية، وقد أشرف على المشروع الدكتور أنس التريكي الأستاذ بالجامعة.
اشتغل الطلاب المشاركون في هذا العمل الإبداعي على تسع قصائد ونص نثري للشاعر الفلسطيني محمود درويش في محاولة لتحقيقه كمجسمات ملموسة.
واشتغلت الطالبة نورهان بن سالم على قصيدة "لحن غجري"، بينما اشتغل الطالب حمزة بوزيد على قصيدة "نحب الحياة إذا ما استطعنا اليها سبيلاً"، واشتغل الطالب أيوب فناني على نص نثري بعنوان "موهبة الأمل"، فيما اشتغل الطالب علي هرابي على قصيدة "أيها العابرون بين الكلمات العابرة".
كما اشتغلت الطالبة بشرى بن عبد الله على قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، واشتغلت الطالبة هبة بن عشيبة أيضًا على قصيدة "لا شيء يعجبني"، والطالبة آية مرواني على قصيدة "أثر الفراشة"، والطالبة آلاء نوري على قصيدة "تُنسى كأنك لم تكن"، والطالبة أميمة ربحي على قصيدة "من أنا دون منفى".
وتولّى مناقشة المشاركين لجنة مكوّنة من الأساتذة عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد السابق بجامعة الدول العربية، ومنصف نوار الرسام المحترف والأستاذ المساعد في الفنون التشكيلية، وياسر جرادي الفنان التشكيلي والموسيقي إضافة الى عابد الزريعي مدير مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء الذي أوضح لموقع "العهد" الإخباري أن آلية الاشتغال تمثلت في تقديم كل نص ضمن أربعة مستويات: المستوى الأول تخطيطي حيث قام كل طالب بإنجاز النص كتابيًا كمعلقة باللغة العربية أو بالعربية والفرنسية، وقد أُرفق بمجموعة من الرسوم.
والمستوى الثاني عرض تحليلي لغوي، حيث قام كل طالب بتفكيك النص وتحليله وإبراز دلالات المعنى الكامنة فيه بينما تمثل المستوى الثالث في إخراج النص كشريط فيديو قصير، والتعبير عن دلالاته من خلال الصور والموسيقى المصاحبة مع قراءة للنص بصوت محمود درويش أو بصوت الطالب.
وتبدى المستوى الرابع في التشكيل حيث قدّم كل طالب تصميمًا مجسدًا للنص الذي اختاره، ومن الملاحظ أن أغلب المشاركين صمّموا أكثر من صيغة تجسيمية للنص.
وأشار الزريعي لـ"العهد" الى أنّ هذه المشاريع الهندسية تعبّر عن حسّ وطني لدى الأجيال الجديدة التونسية بأهمية القضية الفلسطينية من مختلف النواحي الفكرية والثقافية وتجذرها كقضية أولى في مختلف المستويات، وأضاف: "لقد فتحت هذه المناسبة نافذة على التفكير في العمل النضالي على مستوى الوطن العربي داخل الفضاءات الجامعية وغيرها، عبر آليات تتوافق وطبيعة هذا الفضاء واهتماماته التخصصية، بما يسمح بالتقدم والتطور في ناحيتين، الأول تصوير القدرات بالنسبة لجمهور الفضاء المختار، وفي ذات الوقت إيصال القضايا الوطنية والقومية بآليات ناجعة" بحسب قوله.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024