معركة أولي البأس

الخليج والعالم

05/04/2019

"داعش" قد يشنّ هجمات داخل الولايات المتحدة وضدّ مصالحها

اعتبر الدبلوماسي الأميركي المتقاعد ريتشارد سيندلير "Richard Sindelar" في مقالة نشرها موقع "لوبيلوغ" (Lobelog) أن تنظيم داعش "لم يهزم" وهو باقٍ لفترة طويلة.

الكاتب الذي عمل في مكتب الإستخبارات والأبحاث التابع لوزارة الخارجية الأميركية، تحدّث عن دخول داعش في مرحلته الأخطر. وأشار إلى وثائق تم العثور عليها تكشف أن قيادة داعش دعت "جحافل" التنظيم وأنصاره على الإنترنت إلى "تنظيم وتسليح وتمويل" عمليات إرهابية جديدة ثأراً لسقوط ما يسمى بـ"دولة الخلافة".

وتابع: ""داعش" وبعد خسارته في الرقة استمر في انتقاله إلى "النموذج الثالث"، محذراً من أن هذا النموذج سيشكل خطرا اساسيا على الشرق الأوسط والغرب، لكنه قد يمتد  أيضًا إلى أيّ زاوية في العالم".

وقال الكاتب إن "جميع التنظيمات الإرهابية الحديثة في المنطقة مرت بأربع مراحل قبل ان يتم القضاء عليها"، موضحا ان "المرحلة الأولى هي مرحلة "الحمل"، وفيها لا تملك أجهزة الإستخبارات الغربية سوى أفكار "مبهمة" حول المجموعة الإرهابية، أمّا المرحلة الثانية فهي مرحلة "الإنطلاق"، حيث يرافقها في العادة حدث كبير،  وبالنسبة للمرحلة الثالثة  فهي مرحلة "الخبث المتواصل"، حيث تقوم المجموعات الإرهابية بارتكاب أعمال دموية تتواصل لأعوام، وذلك قبل ان تبدأ بالمرحلة الرابعة والنهائية، التي تتمثل بمرحلة الزوال.

ولفت الكاتب إلى أن "أمد حياة هذه المجموعة ليس قصيرا، حيث تبقى على قيد الحياة لمدة تتراوح بين 30 و50 عاما"، مضيفا ان "المراقبين كانوا على علم بوجود تنظيم "القاعدة" في أوائل التسعينيات لكنهم اعتبروه مجموعة صغيرة".

وأضاف ان تفجير مركز التجارة العالمي في شهر شباط عام 1993 كان بمثابة انطلاقة لعمل "القاعدة" الإرهابي، ودخل التنظيم بعد ذلك إلى المرحلة الثالثة ليفجر سفارتين في القارة الأفريقية قبل ان ينفذ هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.

كذلك تابع الكاتب بأنه وبعد الإجتياح الأميركي لأفغانستان، خسرت القاعدة ملاذها هناك ودخلت في المرحلة الرابعة. وأردف بأن التنظيم انقسم إلى مجموعات صغيرة في مناطق مختلفة، واستمر بتلقي الدعم المالي من أنصاره "في السعودية وغيرها من الأماكن"، وفق تعبير الكاتب نفسه.

وفيما يتعلق بـ"داعش"، قال الكاتب إن ردارات الأجهزة الاستخباراتية رصدت التنظيم منذ البداية، لكنها استهانت بـ"قوته"، وذكر ان "مرحلة انطلاق "داعش" بدأت بسيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق".

وقال إن "داعش دخل المرحلة الثالثة و"الأخطر" مع خسارته في الرقة"، موضحا أن "التصدي للتنظيم كان أسهل عندما كان مسيطرا على أراض واسعة، إذ إن قيادة التنظيم وثقله العسكري و"قاعدته الإقتصادية" كانت كلها موجودة داخل ما يسمى "دولة الخلافة".

كما أشار الكاتب  إلى أنه "بعد دحر التنظيم من مناطقه، انتشر في انحاء الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأماكن اخرى"، مضيفا انه "بذلك اصبحت عملية تعقب "داعش" وجمع المعلومات الإستخبارية حوله أصعب".

وتحدث الكاتب حول إمتلاك "داعش" للموارد، موضحا ان هناك خارطة صادرة عن "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب" في الولايات المتحدة تشير إلى ان التنظيم ينشط في  18 بلداً. ولفت إلى أن "القاعدة" ضربت مركز التجارة العالمي المرة الثانية (في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر عام 2001) بواسطة 20 إرهابيا فقط. وحذر من ان عدد الضحايا قد يكون هائلاً حتى إذا قامت مجموعة صغيرة من "داعش" بشن اعتداء على غرار الحادي عشر من أيلول/سبتمبر او على غرار هجمات اخرى، كتلك التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.

كما حذر من خطورة أنصار "داعش" على وسائل التواصل الإجتماعي، وقال إن "مقاتلي التنظيم الأجانب "غير المعلنين" يتحولون إلى "خلايا نائمة محتملة" لدى عودتهم إلى بلادهم، في وقت يتواصل تمويل "داعش" من خلال النشاط الإجرامي أو الممولين "السعوديين" وممولين من جنسيات أخرى".

وشدد الكاتب على أن "داعش" يشكل اليوم خطرًا كبيرًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها"، محذراً من ان الهجمات الإرهابية التي يحضر لها التنظيم قد تستمر لعشرة اعوام أو حتى عشرين عاما".

وقال إن "الداخل الأميركي لن يكون محصناً، وان داعش في مرحلته الثالثة والحالية سيبحث عن اماكن أخرى لضربها، ما يؤكد ان الأراضي الأميركية ستصبح هدفا اساسيا له".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم