الخليج والعالم
الفاعليات السياسية والدينية والاجتماعية العراقية تستنكر تدنيس المصحف الشريف
بغداد - عادل الجبوري
عبّرت شخصيات وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية عراقية عن استهجانها وإدانتها الشديدة للتجاوزات الفاضحة على المقدسات الإسلامية من قبل بعض الجهات في العالم الغربي، والمتمثلة مؤخرًا بإحراق وتدنيس المصحف الشريف في السويد على أيدي عناصر متطرفة.
ودعت هذه الشخصيات لاتخاذ مواقف إسلامية عالمية حازمة وقوية لوضع حد للاساءات والتجاوزات والانتهاكات المتكررة لمقدسات الدين الإسلامي الحنيف من أطراف وشخصيات ومؤسسات غربية، تسعى لبث الفتنة وإشعال الحروب والصراعات بين الأديان، في سياق مشاريع وأجندات تخريبية تقف وراءها أجهزة مخابرات ودوائر سياسية غربية.
على المستوى الحكومي الرسمي، أدانت وزارة الخارجية العراقية سماح السلطات السويدية بقيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف.
وجاء في بيان لها بهذا الشأن "أن وزارة الخارجية العراقية تعرب عن إدانة واستنكار جمْهورية العراق الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمْهُورية تركيا في ستوكهولم"، مشيرة الى "أن هذه الأحداث من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم وتشكل استفزازًا خطيرًا لهم"، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، ونبذ كافة أشكال الكراهية والتطرف ومحاسبة مرتكبيها".
من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي المجتمع الدولي إلى الوقوف بوجه المتطرفين، قائلًا في تصريحات له "رفضنا التطرّف وقاتلناه ودفعنا الدماء للقضاء عليه، وعلى المجتمع الدولي أن يقف بوجه المتطرفين الذين يهددون السلم في العالم عبر الإساءة إلى الأديان والكتب المقدّسة"، ودعا الحكومة السويدية "لمنع تكرار الإساءة للقرآن الكريم ومحاسبة المسيء واحترام مشاعر المسلمين عبر العالم".
وفي ذات السياق، أدان نائبا رئيس مجلس النواب علي محسن أكبر المندلاوي وشاخوان عبد الله في بيانين منفصلين لهما الإساءة الى كتاب الله المجيد والتجاوز على المقدسات الإسلامية، مشددان على ضرورة محاسبة المتورطين وتقديم اعتذار رسمي من قبل الحكومة السويدية جراء ذلك الانتهاك الفاضح.
وعلى المستوى السياسي، أدان الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي ذلك العمل المشين، قائلًا في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" "إنه يدين وبشدّة سماح الحكومة السويدية بالتصرف الدنيء الذي صَدر مِن أحد سياسيي اليمين المتطرّف، بتجاوزه على حرق نسخة من المصحف الشريف، خلال تظاهرة في مدينة ستوكهولم، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على التفكير الضّحل للجماعات التي تُنادي بالديمقراطية والحرية في كل مَحفل وتجمع".
وطالب "الأمة الإسلامية جمعاء بإدانة هذا التصرف الهمجي، ممن يدعونَ نبذهم للتطرف وخطاب الكراهية، وهم يمارسون الفعل المتطرّف الذي يثير الكراهية بين بني البشر، لذلكَ لا بُد من اتَّخاذ خطوات فعلية وبأعلى المستويات، حتى لا يتجرأ أحد مرة أخرى، ويكرر هذا الفعل المشين"، وحث "القوى والشخصيات الإسلامية العراقية، للوقوف صفًا واحدًا دفاعًا عن مقدساتنا وعقائدنا وأسسنا الثابتة التي ربانا عليها الإسلام العظيم".
من جانبه، عدّ زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر تمادي حكومة السويد بحماية (محرقي القرآن) بأنه ليس من الحرية في شيء، داعيًا لاتخاذ جملة خطوات للرد على ذلك، ومن بين تلك الخطوات، قيام أئمة الجمعة بإستنكار ما حصل بشكل موحد وشديد اللهجة، وقيام ذوي رؤوس الأموال ببناء نصب في كل مركز محافظة للمصحف الشريف وبالتنسيق مع الجهات المختصة، وجمع تواقيع استنكارية مليونية وإرسالها إلى سفارة السويد من خلال وفد حوزوي عال المستوى.
بالتزامن، أدان رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم تدنيس نسخة من القرآن الكريم من قبل جهات متطرفة في السويد، واعتبره إساءة بالغة لمعتقدات مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أرجاء العالم، وطالب الجهات المعنية في السويد بمتابعة أي سلوكيات تخالف القانون الدولي القاضي بعدم ازدراء المعتقدات والإساءة لمتبنيات جميع الأديان والمذاهب والقوميات، محذرًا من مساعي بعض الجهات المغرضة لإشاعة روح الكراهية بين الشعوب.
ومن المقرر أن تنظم تظاهرات جماهيرية حاشدة هذا اليوم أمام السفارة السويدية في بغداد استنكارًا واستهجانًا للتجاوزات المرفوضة على مقدسات ورموز الدين الإسلامي الحنيف.
وتأتي حادثة إحراق المصحف الشريف مؤخرًا بعد أقل من عام على حادثة مماثلة، حينما أقدم السياسي اليميني السويدي راسموس بالودان خلال تظاهرة لليمين المتطرف في العاصمة السويدية استوكهولم في السابع عشر من شهر نيسان/ابريل 2022 بإحراق نسخ من القرآن الكريم على مرأى ومسمع السلطات السياسية والأمنية السويدية، ناهيك عن تجاوزات وإساءات مستمرة في دول غربية وأوروبية أخرى، مثل فرنسا وهولندا والولايات المتحدة الأميركية والدانمارك وغيرها ضد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم.