الخليج والعالم
لقاء الإمام الخامنئي بمسؤولي الإعلام والفن يتصدر اهتمامات الصحف الإيرانية
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم على اللقاء الذي جمع آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بمسؤولي الإعلام والفن.
وفي التفاصيل، التقى الإمام الخامنئي ظهر أمس بمجموعة من مديري هيئة الدعاية الإسلامية والعاملين في المجال الفني، وقد دعا لإنتاج وتقديم منتجات مبنية على الفكر المتقدم الجديد مع مراعاة المتطلبات الاجتماعية والثقافية.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "وطن أمروز" أن الإمام الخامنئي دعا إلى "المراعاة والالتزام والمراقبة" باعتبارها إستراتيجية ضرورية ودائمة، مستشهدًا بآيات قرآنية.
وأضاف أنه يجب أن تكون مؤسسات وعناصر الدعاية الثقافية حريصة تمامًا على عدم مخالفة كلام الله تعالى، كما يجب ألا تخاف من الجدال والاتهامات، معتبرًا أن للأعمال الثقافية بعض الضروريات التي ينبغي الاهتمام بها بشكل كامل، مشددًا على ضرورة الانتباه إلى استعمال اللغة المناسبة في أنشطة الإعلان الثقافي، أي "لسان القوم" لا بطرق التعبير غير المناسبة للمخاطبين.
وبحسب "وطن أمروز"، فقد قال الإمام الخامنئي إن المنظمة الإعلانية والفن قاما بالكثير من الأعمال الجيدة في مختلف المجالات، ولكن ليس بقدر عمرهما البالغ 40 عامًا منذ انتصار الثورة الإسلامية، لذلك يجب العمل بجهد مضاعف.
وتابع أنه يجب استثمار طاقات الناس إلى أقصى حد، وبالطبع إذا تحسن الاقتصاد وحياة الناس، فإن سعادتهم ورضاهم سيكونان مضمونين إلى حد ما، ولكن بصرف النظر عن هذه القضية، يمكن القيام بأشياء حية بمشاركة الناس أنفسهم.
وتضمن الجزء الأخير من تصريحات سماحته في هذا الاجتماع عدة توصيات، من بينها تجنب الانقسامات، حيث قال إننا بحاجة إلى وحدة الكلمة والتعاطف في كل البلاد، خاصة الجماعات الثورية التي يجب أن تتجنب تمامًا الوقوع في فخ التيارات الفكرية والفئوية المختلفة.
قرار الاتحاد الأوروبي بشأن الحرس الثوري
في سياق آخر، ذكرت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم أنه ردًا على فشل الغرب في مشروع خلق الفوضى والاضطراب في الجمهورية الإسلامية في إيران، توجه البرلمان الأوروبي إلى بدعة خطيرة ضد إحدى المؤسسات العسكرية الرسمية الإيرانية، ووافق على تعديل مقترح ضد الحرس الثوري الإسلامي (استنادًا إلى دعوة الاتحاد الأوروبي إلى وصف الحرس الثوري الإيراني بأنه إرهابي).
وفي التفاصيل، صوت نواب البرلمان الأوروبي، أمس الأربعاء، لصالح التعديل المقترح لإدراج الحرس الثوري الإسلامي في قائمة الجماعات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، عقب الإجراءات التدخلية واستدعاء سفراء إيران من قبل الدول الأوروبية.
واعتبرت "كيهان" أن النقطة المهمة هي أنه على الرغم من فشل خطة العدو تجاه إيران على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، لكن الدول الغربية لم تستسلم وما زالت تحاول إشعال نار الفتنة المطفأة على شكل لقاء مع ناشطي المعارضة والثورة، ومعاقبة الحرس الثوري وتصنيفه إرهابيًّا.
وأضافت "كيهان" أن هذا على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية سبق أن حذرت من الحركات المعادية لإيران في أوروبا ضد الحرس الثوري الإسلامي باعتباره مؤسسة عسكرية رسمية.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن تصريحات المسؤولين الأوروبيين "فيما يتعلق بقرار معاقبة الحرس الثوري الإسلامي، هي استمرار للأعمال غير البناءة وغير المسؤولة".
وأكد كنعاني أن الحرس الثوري الإسلامي هو المؤسسة العسكرية الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأمل من الحكومات التي تتخذ إجراءات في هذا المجال أن تهتم بنتائج أعمالها غير البناءة، وعلى وجه الخصوص، عدم التضحية بمصالحهم المشتركة من أجل المصالح السياسية العابرة والقرارات العاطفية.
ونقلت "كيهان" عن صحيفة "فاينانشيال تايمز" قولها في تقرير لها مساء الاثنين الماضي أن وزارة الداخلية البريطانية بدأت عملية التحقيق بشأن الحرس الثوري الإيراني باعتباره أقوى فرع عسكري في إيران، ولكن "لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد لأن هناك مناقشات داخل الحكومة" حول كيفية تنفيذ هذا الإجراء.
وأضافت: "من غير المعتاد جدًا أن تصنف حكومة ما منظمة عسكرية لدولة أخرى على أنها منظمة إرهابية، ويجب على المملكة المتحدة أن تزن مخاطر وفوائد هذا الإجراء". ولفتت إلى أنه وفقًا لمسؤولين مشاركين في الحكومة فإن هناك قلقًا في وزارة الخارجية البريطانية بشأن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
الطريق إلى انهيار "إسرائيل" يمر عبر الانقسام السياسي
من جانب آخر، قالت صحيفة "إيران" إنه بينما تشهد الأراضي المحتلة مظاهرات يومية من قبل اليهود والصهاينة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يمكن أن تكون الحكومة الجديدة، وفقًا للعديد من المحللين في وسائل الإعلام العبرية فأسًا يأتي من داخل الكيان الصهيوني إلى جذور هذا الاحتلال التاريخي.
ولفتت إلى أن العديد من الصهاينة هذه الأيام يحتجون على عودة نتنياهو إلى السلطة، ومع ذلك، فإن احتجاجاتهم موجهة في الغالب إلى مجلس الوزراء، الذي، وفقًا للمحللين، لديه العديد من أوجه القصور والتحديات، وأن المتظاهرين في شوارع الاراضي المحتلة يهتفون هذه الايام بأن الحكومة مخزية، وفي القدس المحتلة وحيفا، فيما المظاهرات أوسع بكثير من المناطق الأخرى.
وبحسب صحيفة " إيران"، فإن ما نشهده اليوم هو انقسام سياسي واجتماعي عميق بين طبقات مختلفة من الصهاينة الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، وإن أحد أهم جوانب التطورات في الأراضي المحتلة هذه الأيام وسعة انتشار هذه الاحتجاجات لم يسبق لها مثيل منذ عام 1948.
وقالت الصحيفة: "في الأيام الأخيرة، حذر نتنياهو مرارًا وتكرارًا من أن معارضي الحكومة الجديدة يجب أن يتوقفوا عن التظاهر وألا يسعوا إلى الفوضى والحرب الأهلية بأفعالهم، وعلى الرغم من الاحتجاجات الواسعة، فقد أعلن أنه أمر بتعديل بعض القوانين في النظام القضائي، وبالتالي أعلنت المعارضة أنها تنوي تنظيم مظاهرات غير مسبوقة ضد هذه القرارات الأحادية من أجل إجبار حكومة نتنياهو الجديدة على تغيير القرارات.
في الوقت نفسه، وقعت أميركا، كواحدة من الحلفاء بلا منازع للنظام الصهيوني وفقًا لما ذكره عاموس هريل، أحد الكتاب والمحللين المعروفين للنظام الصهيوني، في "صدمة ومفاجأة سببها القلق" بشأن مصير الحكومة الجديدة، وقال إن متاعب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في قضايا مثل خلافاتها مع الصين والتكاليف المالية الناتجة عن تقديمات الأسلحة للحرب في أوكرانيا وإدارة الحرب بالوكالة للغرب، جعل خطط وأهداف الحكومة الجديدة في الأراضي المحتلة لا تتطابق مع رغبات وأهداف بايدن والحزب الديمقراطي.
وختمت صحيفة " إيران": "الانقسام السياسي العميق بين القادة والمسؤولين الصهاينة بحسب المحللين والخبراء يدل على أنه إذا استمر بهذا الاتجاه، فإن الانهيار السياسي داخل الأراضي المحتلة أمر مؤكد".