الخليج والعالم
المناورات البحرية للحرس الثوري في الخليج تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بعدة مواضيع، أبرزها التدريبات البحرية التي يقوم بها الحرس الثوري في الخليج.
وبهذا الخصوص، نقلت صحيفة "كيهان" عن قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنكسيري قوله "إن هذا التدريب جرى على أنظمة صواريخ كروز البحرية من فئات مختلفة، وطائرات قاذفة وطائرات من دون طيار ذات أهداف متعددة ومتزامنة".
وأكّد أنه تم الانتهاء من التدريب بنجاح في جميع المراحل العملياتية المخطط لها بتوقيت محدد، مضيفًا: "لقد تم تصميم وبناء هندسة القوة القتالية على أساس التهديدات والأنشطة العسكرية للعدو، وبمباركة الثورة الإسلامية، من قبل علماء الدولة الشباب والملتزمين، وقد تم إنتاجه بشكل محلي ووطني بالكامل، ولم نحتج إلى أي جهات خارجية"، قائلًا "إننا مستقلون تمامًا ومكتفون ذاتيًا".
وفي إشارة إلى نقاط تميز هذا التمرين عن التدريبات السابقة، لفت الأدميرال تنكسيري إلى أن التواجد النشط والواسع لفيلق التعبئة البحري وفرق البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في جغرافية التدريب من أجل تعميم أمن السواحل والمياه الإقليمية من بين السمات الأخرى للتدريب، موضحًا أن الهجوم البرمائي على القاعدة البحرية للعدو ومنشآته والتنسيق والتآزر باستخدام شبكة الدفاع الجوي المتكاملة والقوات الجوية لجيش جمهورية إيران الإسلامية كان من بين البرامج المخطّط لها أيضًا، والتي برزت في المقدّمة بجودة عالية نموذجية.
التعاون الروسي الإيراني
في سياق آخر، نقلت صحيفة "إيران" في عددها الصادر اليوم عن النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر خلال لقائه مع إيغور ليفيتين المساعد الخاص للرئيس الروسي، قوله "إن استمرار الاجتماعات وزيادة التنسيق بين طهران وموسكو خطوة مهمّة لدفع البرامج المشتركة بين البلدين إلى التقدم".
وأضاف أنّ "الاجتماعات بين المسؤولين في البلدين يمكن أن تؤدي إلى اتفاقات ينبغي تنفيذها في أقرب وقت ممكن".
وفي إشارة إلى الاستعدادات لتنفيذ مشروع ممر الشمال والجنوب، أعرب مخبر عن أمله في أن نشهد بالمشاركة الجادة للأطراف تسريع تنفيذ هذا المشروع المهم والفعال.
وأكّد النائب الأول للرئيس ضرورة تنفيذ العقود والاتفاقيات بين البلدين خاصة في مجال الطاقة. وأشار إلى أن تنفيذ الاتفاقيات ومشاركة البلدين في تطوير حقول النفط والغاز أمر مهم ومن الضروري متابعته بجدية، معتبرًا أن إزالة القضايا والعقبات المصرفية خطوة نحو تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري.
وتابع: "تم توقيع اتفاقيات جيدة بين البلدين في هذا المجال، ويجب الإسراع في التنفيذ الكامل لهذه الاتفاقية".
وشدّدت الصحيفة على أنّ ليفيتين وصف في هذا الاجتماع التفاعلات المكثفة بين البلدين بأنها فعّالة في تحقيق الأهداف المشتركة، ونقلت عنه قوله في إشارة إلى لقائه بمحافظ البنك المركزي للجمهورية الإسلامية الإيرانية: "أنا شخصيًا أتابع عملية التعاون بين البنكين المركزيين في البلدين، وآمل أن تنفذ الاتفاقية الموقعة بين البلدين في أقرب وقت ممكن".
الاتحاد الأوروبي واللعب بالنار
من جهتها، ذكرت صحيفة "آرمان ملي" أن محاولة الاتحاد الأوروبي المغامرة لإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية بدعة خطيرة في التفاعلات الدولية، وستكون لها عواقب وخيمة على الدول الأوروبية.
وبحسب "آرمان ملي"، فإنه إذا كان الاتحاد الأوروبي، تحت تأثير الإدارة الأميركية واللوبي الصهيوني، يريد أن يضع الحرس الثوري الإيراني، وهو مؤسسة عسكرية رسمية للجمهورية الإسلامية، في قائمة المنظمات الإرهابية، فمن المؤكد أن إيران ستتخذ إجراءات قاسية ضد قوات الاتحاد الأوروبي في المنطقة.
وأضافت: "تعتبر هزيمة ما يقرب من 47 دولة مختلفة من العالم شاركت في الاضطرابات الأخيرة في إيران بمثابة هزيمة للحرب العالمية المشتركة ضد الجمهورية الإسلامية، ودفع هذا الفشل الاتحاد الأوروبي إلى تبني أساليب أخرى لعزل إيران والضغط على المؤسسات العسكرية والأمنية للجمهورية الإسلامية، ومن هذه الأساليب المغامرة محاولة الاتحاد الأوروبي وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية".
ولفتت إلى أنه مع هذا الإجراء الخطير المحتمل، سيعرض الاتحاد الأوروبي مصالحه للخطر، لأن إيران ستتخذ إجراءات مماثلة للتعامل مع الابتزاز السياسي للاتحاد الأوروبي، ويمكن اعتبار وضع قوات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في قائمة المنظمات الإرهابية، وفرض ضرائب باهظة على السفن التجارية التابعة لدول أوروبية التي تمر عبر مضيق هرمز، وحظر دخول القوات العسكرية للاتحاد الأوروبي إلى الدول الحليفة لإيران، جزءًا من العقوبات الإيرانية المتوقعة ضد الاتحاد الأوروبي.
حاجة واشنطن الملحة لتقديم عرض مقبول لإيران
من جانبها، تطرقت صحيفة "مردم سالاري" اليوم إلى تأكيد مركز الفكر "EDN" الأميركي في تحليل له أن على الولايات المتحدة أن تقترح خطة لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران يمكن أن تقبلها إيران عمليًا.
وبحسب مركز الأبحاث المذكور والتابع لنقابة الصحفيين الأميركية، فإنّ إيران ستعيد النظر في علاقتها بالولايات المتحدة، ويجب أن ترى الولايات المتحدة ما إذا كانت الحكومة الإيرانية لا تزال مستعدة للعودة إلى بنود الاتفاقية النووية التي وقعتها مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في الولايات المتحدة ببعض الثقة المتبادلة، أم أنها لا تزال تفكر أنه منذ أن مزقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لا يمكن لأي رئيس في أميركا العودة إليها.
ونقلت "مردم سالاري" عن هذا المركز البحثي قوله "إنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن خُمس النفط المصدر في العالم يمر عبر الخليج حيث تمتلك إيران خطًا ساحليًا طويلًا، على الرغم من عدم وصول أي من شحنات النفط من هذا الخليج إلى الولايات المتحدة إلا أن انقطاع عملية نقل النفط من هذا المكان يمكن أن يؤثر على السعر العالمي للطاقة.
وقالت: "لسخرية القدر، يذهب معظم نفط الخليج إلى الصين".
وسألت: "في الواقع، كانت اتفاقية 2015 (JCPOA) بوابة للدخول في مفاوضات مع إيران، فلماذا نتوقع أن تتوقف إيران عن القتال ضد واشنطن بعد 40 عامًا من الانتهاكات من قبل أميركا وحلفائها؟".
وختمت: "لذلك، كلما تمكنت أميركا من العودة إلى طريق المفاوضات في وقت أقرب، كان تحقيق السلام في غرب آسيا (الشرق الأوسط) أسرع، لذا، يجب على واشنطن اغتنام الفرصة وتقديم اقتراح إلى إيران بشأن الاتفاق النووي".