معركة أولي البأس

الخليج والعالم

أزمة الطاقة تجبر أوروبا على العودة إلى الفحم الحجري
14/01/2023

أزمة الطاقة تجبر أوروبا على العودة إلى الفحم الحجري

يومًا بعد يوم تشتد تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على الاتحاد الأوروبي، إذ اضطرت أوروبا التي ترفض بإصرار استخدام الفحم من أجل حماية البيئة، إلى تغيير نهجها في مجال الطاقة.

وتحولت دول الاتحاد الأوروبي إلى الفحم -الذي أطلقوا عليه لسنوات عديدة اسم الوقود "القذر"، مما قلّل من استخدامه- كرد فعل على أزمة الطاقة، التي تفاقمت بسبب الحرب.

واضطرت الدول الأوروبية، التي اتبعت لسنوات عديدة سياسة في اتجاه حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ، والتخلي عن الفحم، مع اندلاع الصراع في الأوكراني ووقف إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا بأسعار معقولة، إلى تغيير هذا النهج.

وبحسب التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة "الفحم-2022"، فقد ارتفع استهلاك الفحم العالمي العام الماضي بنسبة 1.2% مقارنة بعام 2021، بينما بلغ النمو في الاتحاد الأوروبي 6.5%.

وارتفع استهلاك الفحم في دول الاتحاد الأوروبي، والذي بلغ 449 مليون طن في عام 2021، إلى 478 مليون طن في عام 2022. وقد تم دعم هذه الزيادة من خلال زيادة الطلب على الفحم المستخدم لتوليد الكهرباء.

وارتفع إجمالي إنتاج الفحم في دول الاتحاد الأوروبي، والذي كان عند مستوى 332 مليون طن في عام 2021، بنسبة 7.3% في عام 2022، إلى 357 مليون طن.

الطلب على الفحم آخذ في الازدياد

وكانت حصة محطات الطاقة الحرارية في الاتحاد الأوروبي، والتي وفرت 40% من إنتاج الكهرباء في عام 1990، تتناقص باستمرار على مدار الثلاثين عامًا الماضية. ففي عام 2020، انخفضت حصة الفحم في توليد الكهرباء إلى 13%.

وقبل الحرب في أوكرانيا، كانت الاستعدادات جارية لإغلاق نحو نصف جميع محطات الطاقة الحرارية البالغ عددها 324 في أوروبا بحلول عام 2030.

ووفقًا لمركز الأبحاث "Bruegel"، فقد انخفض إنتاج الكهرباء التي تعمل بالفحم في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بنسبة 40% بين عامي 2015 و2020.

وتشير التقديرات إلى أنه مع زيادة الطلب على الفحم على خلفية أزمة الطاقة، ستصل حصة هذا الوقود في توليد الكهرباء إلى 20% في عام 2022.

واكتسبت صناعات الفحم والتعدين زخمًا مؤخرًا في بعض الدول الأوروبية، سعيًا لاتخاذ إجراءات مختلفة ضد أزمة الطاقة. كما أن هناك زيادة في الإنتاج في مناجم الفحم الموجودة في الاتحاد الأوروبي، بينما أعدت بعض البلدان، ولا سيما المملكة المتحدة وبولندا، مشاريع لمناجم الفحم الجديدة.

واتخذت دول مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا وإسبانيا وإيطاليا واليونان والمجر والنمسا خطوات نحو إطالة عمر محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وإعادة تشغيل محطات الطاقة المغلقة وزيادة الإنتاج.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم