معركة أولي البأس

الخليج والعالم

تحرير الشام تدفع بمقاتليها الأجانب إلى خارج سورية
13/01/2023

تحرير الشام تدفع بمقاتليها الأجانب إلى خارج سورية

دمشق - علي حسن

بعد أيام على مغادرة "أجناد القوقاز" ها هو تنظيم "جماعة الألبان" ينضمّ  إلى القافلة ويغادر إدلب باتجاه أوكرانيا. الفصيلان اللذان كانا حتى الأمس القريب القوة الضاربة واحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها هيئة تحرير الشام في عملياتها الإرهابية.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "القدس العربي" نقلًا عن مصدر من "هيئة تحرير الشام" في إدلب، عن خروج مجموعات من المقاتلين الألبان من شمال سوريا إلى أوكرانيا. ولم يحدّد المصدر عدد العناصر الذين غادروا إدلب، مؤكداً أنّه "من غير المعلوم ما إن كان خروجهم من إدلب نهائياً، أي هناك احتمالية لعودتهم"، على حد تأكيده.

وكانت مواقع إعلامية قد تحدثت خلال اليومين الماضيين عن مغادرة مجموعات من مقاتلي "جماعة الألبان" إدلب نحو أوكرانيا، بعد انشقاقهم عن الجماعة التي يقودها عبد الجشاري المكنى بـ"أبو قتادة الألباني"، وذلك بهدف مشاركة القوات الأوكرانية القتال ضد روسيا.

وبعد فترة من الغياب التي رافقها الكثير من التكهنات عن مصيره ووجهته ظهر أخيرًا عبد الحكيم الشيشاني قائد فصيل أجناد القوقاز في مقطع فيديو ترحيبي بثته المخابرات الأوكرانية في السابع من الشهر الحالي أثناء انضمامه إلى ما سمته كييف الفيلق الدولي الذي يقاتل إلى جانبها ضد موسكو في الحرب التي تدور رحاها اليوم في أوكرانيا الأمر الذي حسم بشكل واضح الوجهة الحقيقية للمقاتلين الأجانب الذين بدأوا بمغادرة الأراضي السورية.

توقيت الخروج وأسبابه

وفي تعليقه على الحدث، قال الخبير الإستراتيجي خالد عامر لموقع "العهد" الاخباري أنّ "هناك أسبابًا عديدة دفعت الجماعات المتطرفة وخاصة الأجنبية منها لمغادرة الشمال خاصة بعد التضييق الواضح الذي بدأ الجولاني يمارسه عليهم بعد أن كانوا ثقته وقوته الضاربة في الميدان".

وبحسب الخبير الإستراتيجي، فإنّ "تبدل الجولاني عليهم يرجع إلى استشعاره بوادر تفاهم إقليمي بين سورية وتركيا ستكون إحدى نتائجه تصفية الجماعات الإرهابية لذلك صبت مساعي الجولاني طوال الفترة الماضية على الخروج من جلده والظهور مع فصيله بمظهر التنظيم المعتدل الجاهز للانخراط في أية تسوية سياسية قادمة، وقد شهدت الفترة الماضية قتالاً عنيفاً بين هيئة تحرير الشام والفصائل الجهادية الأجنبية بالإضافة إلى حملات اعتقال واسعة قامت بها الهيئة ضدهم".

وأضاف عامر "في الوقت الذي كان يشعر فيه هؤلاء المقاتلون أنه لم يعد مرحبًا بهم في إدلب كان الطريق معبدًا بالنسبة لهم إلى أوكرانيا حيث لا تخفي السلطات هناك سعيها الحثيث لاستقطاب أكبر عدد من المقاتلين للقتال إلى جانبها حتى لو كانوا من التنظيمات الإرهابية  الاكثر فسادًا في كل الأماكن التي حلت بها ومما يشجعهم أكثر على التوجه إلى هناك أنهم سيحظون بالرضا الأمريكي الذي قد يغسل عنهم تهمة الإرهاب ويحولهم ربما إلى مقاتلين من أجل الحرية".

كما أكد الخبير الإستراتيجي أنّ "هذه الجماعات مع الأسف يعاد تدويرها وانتاجها في كل بقعة من بقاع العالم تخوض فيها الولايات الأمريكية حروبها ضد الآخرين قبل أن يتحولوا من اداة للاستخدام إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر ضدهم فتسارع الإدارة الأمريكية لتصفية قسم كبير منهم وتستخدم الآخرين في معارك أخرى".

وأشار عامر الى أنّ "هؤلاء الارهابيين لا يعتبرون من دروس الماضي وهم على استعداد دائم لاجترار أخطائهم والوفاء لمن يغدر بهم ويسوقهم إلى درب الافساد والتهلكة في ذات الوقت".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم