الخليج والعالم
العراق يحيي ذكرى استشهاد قادة النصر.. نعم للاقتصاص من القتلة وطرد المحتل
بغداد: عادل الجبوري
رغم الانخفاض الحاد بدرجات الحرارة والبرد القارص، فقد احتشد عشرات الالاف من المواطنين العراقيين، وبينهم النساء والأطفال ليلة أمس في شارع الشهيد "أبو مهدي المهندس" قرب مطار بغداد الدولي، لاحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر؛ نائب رئيس هيئة الحشد الشهيد "ابو مهدي المهندس"، وقائد فيلق القدس الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاقهما في عملية غادرة وجبانة خططت لها ونفذتها الولايات المتحدة الاميركية بالتعاون والتنسيق مع أطراف داخلية وخارجية.
ومثّل التجمع الجماهيري الحاشد قرب مطار بغداد الفعالية الرئيسية المركزية ضمن برامج احياء ذكرى استشهاد قادة النصر في العاصمة بغداد ومختلف المحافظات العراقية الأخرى، التي انطلقت قبل أسبوعين، حيث شهد هذا التجمع فقرات مختلفة، كالقاء الخطب والكلمات والقصائد الشعرية والأهازيج الشعبية وتقديم العروض المسرحية.
في ذات الوقت، امتدت سرادق العزاء والمواكب الحسينية على طول الطريق المؤدية الى موقع جريمة الاغتيال لتقديم مختلف الخدمات للمشاركين في التجمع.
ورفع المشاركون شعارات منددة بالولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني، ومطالبة بالاقتصاص من القتلة واخراج الاميركيين من أرض العراق.
وتزامنًا مع التجمع الجماهيري في موقع الجريمة بالعاصمة بغداد، شهدت محافظة النجف الأشرف مسيرات جماهيرية حاشدة في مقبرة وادي السلام، لاحياء ذكرى استشهاد القادة عند روضة الشهيد ابو مهدي المهندس، شاركت فيها حشود من طلبة الجامعات والمعاهد وأبناء العشائر وأوساط الحوزة العلمية ورجال الدين والمثقفين، إضافة إلى شخصيات ايرانية من بينها ممثل قائد الثورة الاسلامية الايرانية في العراق، آية الله السيد مجتبى الحسيني.
وتكريمًا للقادة الشهداء، ولأجل افساح المجال لاحياء ذكراهم، أعلنت الحكومات المحلية لأربعة عشرة محافظة عراقية تعطيل الدوام الرسمي لهذا اليوم المصادف الثالث من شهر كانون الثاني/يناير؛ وهو اليوم الذي أقدمت فيه واشنطن على اغتيال سليماني والمهندس.
اشادات بتضحيات القادة الشهداء
وفي معرض استذكارهم للقادة الشهداء، أكد كبار المسؤولين في الدولة العراقية، والزعامات والشخصيات السياسية المختلفة، أنّه لولا تضحيات قادة النصر، لما كان العراق ينعم اليوم بالأمن والأمان والاستقرار، وأن تضحياتهم أسست لعهد جديد.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أنّه "من الواجب استذكار قادة النصر وبطولاتهم في التصدي لأعتى جماعة إرهابية متطرّفة عرفها تأريخنا المعاصر، وأنّ استهدافهم كان عملاً مداناً في كل الأعراف والقوانين الدولية، ولهذا تعمل حكومتنا على تثبيت السيادة والعمل من أجل عراق مستقل في سياساته، قادر على حماية أبنائه".
فيما قال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، "أنّ جريمة اغتيال قادة النصر، فرضت واقعًا جديدًا، إذ أن ما بعد الجريمة ليس كما قبلها، وأن الجموع التي خرجت أعلنت الوفاء من أجل هؤلاء الذين ضحوا بوجودهم ودمائهم، وكانوا يتقدمون كل يوم للشهادة وكانت أعمارهم كلها منازلة مع الباطل".
من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي الشيخ همام حمودي في بيان له بهذه المناسبة، "بإجلال وإكبار نقف اليوم، ومعنا كل أحرار العالم، لدماء الشهادة الزكية لقادة الانتصار ورفاقهما، لمن ذاد بروحه عن الدين والأرض والعرض، وأعزّ كرامة العراقيين وحفظ وجودهم، وأبى الله إلاّ أن يكرمهم بشرف الشهادة على أيدي أقذر الطغاة أعداء الله والانسانية".
وأكد الشيخ حمودي، "أنّ دماء الشهادة التي سُفِكت قرب المطار هي امتداد لدماء "الطف"، ستستلهم منها الاجيال إرادة التحدي، وقوة البقاء، وسر الحياة الحرة الكريمة، وهو الثمن العظيم للتضحية التي يجب أن نغرسها في نفوس أجيالنا، وننتهز كل فرصة لسرد بطولاتها ومعانيها، ليعرف أبناؤنا أعداءهم ويعتزوا برموزهم ويتخذوا هؤلاء القادة العظماء قدوة لهم في الايثار والفداء والايمان الراسخ بالله وحق مواجهة كل معتد أثيم".
أما الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، فقد شدد على أنّه "حان الوقت للكشف عن كلّ خيوط جريمة اغتيال قادة النصر"، معاهدًا الشهداء على الاستمرار في طريقهم، وأبناء الشعب العراقي على بناء هذا البلد ومحاربة الفساد وتحقيق الرفاه للجميع"، وأكد "أنّ دماء الشهداء ستبقى النبراس الذي نسير على هداه".
رئيس تحالف الفتح هادي العامري، أكد من جانبه "أنّ المجرمين الذين اغتالوا هذين القائدين يجهلان أنّ دمهما سيغيّر مجرى الصراع، فقد أصبحا نجمين للبطولة والاستشهاد في سماء كل بلدان العالم الحر، وأمدّا المقاومة في كل بلدانها بشعلة من الإصرار على المضي بأقدام واتدة على المحجة البيضاء لميادين الحرية والفداء، لقد صنعت هذه القرابين اللامعة تحولًا شاملًا في ثقافة المقاومة، فأصبح المقاومون يهتفون بأنّ جميع معاركهم المقبلة لا تكفي للثأر لدم الشهيدين".
وقال العامري في بيان له "أننا إذ نحيي ذكرى رفيقي الدرب ونبراسي الليالي الحالكة الشهيدين المهندس وسليماني والثلة الطيبة من مساعديهم الذين قضوا معهم في جريمة المطار، إنما نحيي يوم فراق معمّد بالدم واللوعة، فعلى الدنيا بعدهم العفا".
ودعا القادة والسياسيين في العراق إلى استلهام جوهر الإخلاص والإيثار من هذا العروج المقدس، وأن يدركوا أي واجب ثقيل ينتظرهم من أجل بلدهم وشعبهم.