الخليج والعالم
إيران تحيي ذكرى الشهيدين سليماني والمهندس: "قلب المقاومة ينبض أكثر"
أحيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر الفريق الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، باحتفال تأبيني نظمته الخارجية الايرانية بطهران اليوم الاثنين.
وتحدث في الاحتفال وزير الخارجية حسین أمیر عبد اللهیان، الذي أعلن أنّ الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والعراق لمتابعة قضية اغتيال الشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، ستعقد الأسبوع المقبل في طهران.
ولفت عبد اللهیان إلى إجراءات الحكومة الإيرانية لمتابعة قضية اغتیال الشهيد سليماني موضحًا، أنّ الحكومة الحالية كانت اختارت دبلوماسيًا متمرسًا في الشؤون القانونية والدولية ليكون المسؤول عن متابعة قضیة الاغتيال في المجالین القانوني والدولي، وشكلت لجنة خاصة في وزارة الخارجية بالتعاون الوثيق مع السلطة القضائیة والدائرة القانونية في الحرس الثوري الإسلامي وفيلق القدس ومؤسسات أخرى داخل البلاد.
وتابع عبد اللهیان: "في الأشهر الأربعة الماضية، تمكن رئيس لجنة المتابعة القانونية والدولية لملف اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني، عباس علي كدخدائي، من اتخاذ إجراءات فعالة"، وأوضح "تم اتخاذ إجراءات أخرى، وأبلغنا الجانب الأميركي ببعض الإجراءات القانونية من خلال السفارة السويسرية في طهران، بصفتها مكتب راعي المصالح الأميركية في إيران".
وأكد عبد اللهيان أنّ الجهاز الدبلوماسي لن يتوانى عن أداء واجباته من أجل تقديم جميع مرتكبي وضالعي هذا الاغتيال الأميركي إلى العدالة، مضيفًا: "سنستمر في المتابعة حتى تقديم هؤلاء الإرهابيين الأميركيين المسؤولين عن اغتيال الشهید سليماني إلى العدالة".
وأشار إلى تعاون الحكومة العراقية في متابعة هذه القضية، وأن هناك تعاونًا بين القضاءين الإيراني والعراقي في هذا المجال، وقد أجريت حتى الآن ثلاث جولات من المفاوضات الفنية والتفصيلية.
وأعلن عبد اللهیان أنه ستعقد الجولة الرابعة والأخيرة من هذه المفاوضات الأسبوع المقبل باستضافة طهران، مشيرًا إلى أنّه تم جمع كافة الوثائق المشتركة المطلوبة للتقدیم في مسار المتابعة القضائية والدولية.
واعتبر عبد اللهيان أنّ قبول الحكومة العراقية، وإعلانها الرسمي بأن الجنرال سليماني كان ضيفًا رسميًا على حكومة جمهورية العراق كانت من الوثائق الأخیرة التي كنا في حاجة إليها.
*العميد علي رضا نقدي: علينا أن ننهض للثأر للشهيد سليماني
بدوره، أكد مساعد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية في الشؤون التنسيقية العميد علي رضا نقدي، أنّ مرتكبي جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني اعترفوا بصراحة بقتله، مؤكدًا أنّ إيران ما زالت تجمع الوثائق لطرحها في المحكمة.
وفي حديثه خلال مؤتمر المطالبة والمتابعة الحقوقية لاغتيال الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني، قال العميد نقدي: "لقد ارتقى القائد الشهيد سليماني قبل 3 سنوات إلى أرقى مرتبة في عالم الإمكان، ومن أجل الوصول إلى هذه المكانة قطع الصحاري والجبال وذاق الحر والبرد والمصاعب، وقد كان من حقه ليرقى".
وتابع العميد نقدي: "هذا الشهيد العظيم كان يؤكد في كل خطاباته وفي وصيته على التمسك بولاية الفقيه، وألاّ نستكين في مواجهة ظلم المستكبرين وجورهم".
وبيّن: "أننا نواجه حربًا هجينة كما قال قائد الثورة، ونواجه حربًا شاملة في جبهة الاقتصاد والثقافة والسياسة والجبهات العسكرية والأمنية والإعلامية، وعلينا أن نطبّق نموذج الدفاع الشامل في جميع الميادين، ولا ينبغي أن نترك المقاتلين وحدهم في الساحة".
وأردف العميد نقدي: "مضت 3 سنوات على استشهاد هذا الرجل الذي كان يمثل رصيدًا كبيرًا لشعوب المنطقة، وقد اعترف منفذو هذه الجريمة بصراحة بقتله، ونحن ما زلنا نجمع الوثائق لنطرحها في المحكمة".
وأكد "أننا على أتم الجاهزية لننفّذ أي أوامر يصدرها حرس الثورة، مثلما قصفنا في السابق إحدى القواعد الأميركية، وهذا الأمر يمكن تكراره وليس شعارًا، ففي أيّ لحظة يصدر الأمر وتكون فيه مصلحة الأمة الاسلامية فسننجز هذا الأمر".
*علي باقري كني: سليماني استطاع أن يجنّد الطاقات الكامنة لدى شعوب المنطقة
من جهته، نوّه مساعد وزير الخارجية، علي باقري كني، بمزايا الشهيد قاسم سليماني، لافتًا إلى أنّ "الشهيد القائد استطاع أن يجنّد الطاقات الكامنة لدى شعوب المنطقة وإيجاد آليات للحوار داخل محور المقاومة؛ الأمر الذي أفضى إلى هزيمة الإرهاب ميدانيًا".
وأضاف باقري كني: "إنّ هذا الارهاب الذي كان يتلقّى الدعم السافر من قبل العديد من القوى الغربية، تكبّد هزيمة صارخة في كلّ من العراق وسوريا، وذلك خلافًا لما توقعته تلك البلدان المساندة له".
واعتبر أنّ الجانب الأساسي الذي ينبغي التركيز عليه في هذا الخضم، هو نهج ومبادرة الشهيد سليماني لمواجهة المخطط العدواني بحق الشعوب الاقليمية، والذي يتمثل في التعويل على طاقات هذه الشعوب وتكوين قوة صارمة لضرب الإرهاب وبالتالي القضاء عليه.
* بيان الخارجية الايرانية: أميركا تتحمل مسؤولية هذه الجريمة
وفي السياق ذاته، أكّد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، في بيان، عشية الذكرى الثالثة لاغتيال الشهيد سليماني أنّ "قلب المقاومة ينبض أكثر من الماضي"، مشددًا على وجوب معاقبة قتلة هذا البطل الشهيد.
ووصف كنعاني الشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس بأنّهما "بطلا مكافحة الإرهاب"، و"وجها المقاومة"، اللذان استشهدا على يد الإرهاب الأميركي.
وقال كنعاني إنّ "وزارة الخارجية تتابع قضية اغتيال الحاج قاسم سليماني ورفاقه على المستويين الإقليمي والدولي حتى الوصول إلى النتيجة النهائية".
*جدارية
وللمناسبة صممت مجموعة من الفنانين الإيرانيين جدارية ضخمة للشهيد سليماني في ساحة "ولي عصر (ع)" بالعاصمة طهران.
وتُعتبر جدارية ساحة "ولي عصر (ع)" معلمًا ضخمًا في طهران، يتم تغييرها وفقًا للأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها التي تمرّ بإيران.
الخارجية الايرانيةقاسم سليماني