معركة أولي البأس

الخليج والعالم

02/04/2019

"ناشونال إنترست": مكافحة الإرهاب تعني مواجهة السعودية

رأى الباحث الأميركي في موقع "ناشونال إنترست" كارلو خوسيه فيسنتي كارو أن مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال السعودية تتناقض وشعاره الإنتخابي عن ضرورة مواجهة ما أسماه "الإرهاب الإسلامي الراديكالي".

وقال الكاتب إنَّ "ترامب لديه إيمان مطلق بالملكية السعودية ويردد خطاب القيادة السعودية إذ يصف إيران بأنها "الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم"، لافتًا إلى أن "جماعات "القاعدة" و"النصرة" و"داعش" لا تتشكل من متطرفين شيعة بل هي خاضعة لتأثير الفكر السلفي وتعاليم رجال الدين السعوديين".

الكاتب أضاف أن "تعاليم ابن تيمية تشكل الأساس الايديولوجي للوهابيين و تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وغيرهم من الجماعات"، وتابع أن ""داعش" يبرر الكثير من أفعاله استنادًا إلى فلسفة ابن تيمية"، وأردف "محمد بن عبدالوهاب تبنى نفس فكر ابن تيمية وحوّل هذا الفكر إلى حركة سياسية دينية امتدت حول العالم، والمشكلة هنا هي أن هذا النموذج هو نموذج طائفي إلى درجة كبيرة، ومن الطبيعي أن هكذا نموذج مبني على الكراهية سيولد عنفا لا محالة".

وإذ أشار الكاتب إلى قيام السعودية بتصدير هذا الفكر عبر تمويل المدارس في العالم الإسلامي في سياق مساعيها الهادفة الى القضاء على اي فكر إسلامي معتدل، لفت إلى أن هدف السعودية هو الهيمنة على العالم الإسلامي، وقال إن "المعركة ليست فقط مع الشيعة بل مع أي فكر آخر داخل الطائفة السنية".

كذلك وصف الكاتب رؤية ابن تيمية بـ"المنغلقة والتوسعية"، وتحدث عن قيام السعودية بنشر الفكر المتطرف في دول مثل باكستان وإندونيسيا.

وحول إندونيسيا، قال الكاتب إنَّ "المساجد التي مولتها السعودية هناك تتسبّبت بمشاكل طائفية لم تكن موجودة سابقًا في هذا البلد"، وأشار إلى تقارير أفادت بأن "رجال الدين في بعض هذه المساجد أيدوا سفك دماء الأقلية الشيعية في إندونيسيا".

 وبناء عليه، اعتبر كارو أن هدف السعودية هو السيطرة على الحشود وتلقينهم الفكر المتطرف.

في سياق متصل، لفت الكاتب إلى أن "المشكلة لا تنحصر بالعالم الإسلامي إذ أن السعودية تمول رجال الدين والمساجد في الغرب أيضا"، مستشهدًا بتقرير صدر عن الحكومة البريطانية عام 2017 جاء فيه أن السعودية هي المصدّر الأول للتطرف داخل بريطانيا.

الكاتب رأى أنه "لا يمكن محاربة التطرف دون مواجهة الدور الذي تلعبه السعودية فيه"، معربًا عن اعتقاده بأن "ترامب ولو كان يعني بالفعل ما يقوله عن أميركا أولاً، لكانت الولايات المتحدة تبنَّت مقاربة أكثر استراتيجية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي".

وتابع الكاتب بالقول إنه "كان ينبغي على الإدارة الأميركية اتخاذ خطوات للضغك على الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بهدف دفع الأخير إلى إقالة نجله محمد بن سلمان من منصب ولي العهد، كما كان ينبغي على الإدارة الأميركية إتخاذ خطوات على صعيد إلغاء صفقات التسلح مع السعودية وفرض عقوبات عليها بسبب قيامها بنشر خطاب الكراهية".

وشدّد في الختام على أن "موقف ترامب تجاه السعودية يتناقض ووعده الإنتخابي حول ضرورة مواجهة ما أسماه الإرهاب  الراديكالي".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم