معركة أولي البأس

الخليج والعالم

العراق: مراجعات وإجراءات أمنية حازمة بعد خروقات "داعش" الأخيرة
19/12/2022

العراق: مراجعات وإجراءات أمنية حازمة بعد خروقات "داعش" الأخيرة

بغداد - عادل الجبوري

 

استذكر آية الله العظمى السيد علي السيستاني خلال لقائه وفدًا أمميًا صباح اليوم الاثنين "الانتصار الكبير الذي حقّقه العراقيون في منازلتهم الكبرى لتخليص بلدهم من عصابات "داعش" الإرهابية"، مشيدًا -بإجلال وإكبار- بالتضحيات الجسام التي قدّمها أبناؤهم من المقاتلين الأبطال بمختلف عناوينهم في تحقيق ذلك الإنجاز التاريخي العظيم".

وأكد السيد السيستاني أنه "لولا ذلك الانتصار الحاسم لما تسنى العمل على ملاحقة عناصر "داعش" ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق العراقيين، لا سيما جرائم القتل والسبي والاغتصاب وتدمير الآثار العراقية"، وترحم "على الشهداء الأبرار" ودعا للمصابين بالشفاء والعافية.

وباسم الوفد، قال المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق بجرائم "داعش" في العراق (UNITAD) كريستيان ريتشارد إنّه "منذ إنشاء الفريق استرشدنا بحكمة السيد السيستاني، وكانت دعوته للسلام والعدالة"، وأمل "من خلال جهودهم المضي بعمل السيد السيستاني في نبذ العنف وجرائم الإبادة الجماعية".

وشدّد ريتشارد على أنّ "جميع الضحايا لديهم الحق في محاكمة المجرمين من دون تسلسل هرمي"، وقال: "لا يمكننا أن ننسى جميع المجتمعات التي عانت وتألمت بسبب جرائم "داعش" الإرهابي، ذلك التنظيم الذي كان يريد هدم الثقافة العراقية وتنوع النسيج الاجتماعي".

أسباب الخروقات الأمنية الأخيرة

هذا وعزا خبراء أمنيون عراقيون أسباب الخروقات الأمنية الأخيرة، المتمثلة بالعمليات الإرهابية التي نفذتها عصابات "داعش" في بعض المناطق مؤخرًا إلى الطبيعة الجغرافية لتلك المناطق وضعف التنسيق بين المؤسسات والمفاصل الأمنية المختلفة، بالإضافة إلى الإهمال والتراخي من قبل بعض الضباط والمنتسبين.    

وفي ما يتعلق بالعمل الإرهابي الأخير الذي وقع في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك وتسبب باستشهاد عدد من عناصر قوات الشرطة الاتحادية بينهم ضابط، أكّد الخبير الأمني اللواء المتقاعد محيي الدين محمد أن "طبيعة المنطقة الممتدة بين محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى هي منذ فترة طويلة وقبل أن يجتاحها تنظيم "داعش"، كانت بؤرة لنشاطات العصابات الإرهابية، ومردّ ذلك هو طبيعة المنطقة وسكانها الذين ربما فيهم نسبة كبيرة من المتعاطفين لتوجهات الإرهابيين".

وأشار محمد الى أن هناك ضعفًا في التنسيق الأمني، مؤكدًا أن "الإرهابيين لا يتحكمون ما لم تكن هناك حواضن لهم تأويهم وتجعلهم يتحركون في الوقت المناسب"، وشدد على أنه "لا بد من تحديث الخطط الأمنية وتنفيذ عمليات استباقية ضد أوكار الإرهاب وضرورة تفعيل التنسيق الأمني والاستخباري بين العراق وقوات التحالف الدولي"، لافتًا الى أن "الخروقات الأمنية تحصل وتتكرر في ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها".

وكانت عصابات "داعش" الإرهابية قد أقدمت قبل يومين على شن هجوم مزدوج في جنوب غربي محافظة كركوك أدى الى استشهاد تسعة من عناصر الشرطة الاتحادية بينَهم ضابط برتبة رائد.

وقالت مصادر أمنية رسمية "إن عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور دوريةٍ للشرطةِ الاتحادية قرب قرية الصفرة في ناحية الرياض بقضاء الحويجة، رافقَها هجوم بالأسلحة الرشاشة".

من جانبه، أكّد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر اسكندر أن "غياب التنسيق بين القيادات المسؤولة عن مسك الأرض في مثلث كركوك وديالى وصلاح الدين هو السبب وراء التعرضات المستمرة في هذه المناطق"، وقال: "على القيادات مع العمليات المشتركة إيجاد التنسيق من أجل تأمين الفراغ الأمني لضمان منع تكرار الخروقات الأمنية التي تحدث داخل هذه المحافظات، حيث يجب عقد اجتماع بين العمليات المشتركة ورئاسة أركان الجيش والقائد العام للقوات المسلحة من أجل الشروع في خطة جديدة لمعالجة الفراغ الأمني في تلك المناطق، التي تعاني من نقص في القطعات العسكرية الماسكة للأرض فيها".

عملية أمنية من ثلاثة محاور جنوب كركوك

وفي الوقت الذي وجه رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني بإطلاق عملية أمنية من ثلاثة محاور جنوب كركوك من قبل قوات أمنية مشتركة مدعومة بإسناد من طيران الجيش، تم إعفاء 2 من القادة العسكريين من منصبيهما على خلفية هجوم كركوك الإرهابي.

وأكدت مصادر أمنية مطلعة صدور أوامر عليا بإعفاء آمر اللواء الآلي الثاني في الشرطة الاتحادية في محافظة كركوك، وكذلك إعفاء آمر فوج في الشرطة الاتحادية.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول "إنّ السوداني أمر قائد قوات الشرطة الاتحادية بالتوجه إلى مكان الهجوم لمتابعة مجريات الحادث وتفاصيله، ووجّه بملاحقةِ العناصر الإرهابية التي أقدَمت على هذا العمل".

وكشف المستشار الأمني الحكومي حسين علاوي عن تدريبات للقوات الأمنية لتعقب قيادات "داعش" في كهوف عميقة بعد الهجوم الإرهابي في قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك.

وقال علاوي في تصريحات صحافية "إنّ القوات الأمنية سترد ردًا حاسمًا على الحادث الإرهابي في الحويجة"، مشيرًا الى "إرسال وفد فني وتقني واستخباري لتوجيه ضربات موجعة وتجفيف منابع الإرهاب".

وتابع علاوي أنّ "فلول الإرهابيين يتخفون في المناطق الزراعية، التي تختلف طبيعة المعارك فيها في المدن والمناطق الحصينة، باعتبارها قرى وأرياف وأراضي مفتوحة"، موضحًا أن ""داعش" يسعى للقيام بعمليات إرهابية بعد تنصيب ما يسمى بـ"الخليفة"، وهذا يتطلب جهدًا فنيًا واستخباريًا مغايرًا لتحقيق الانتصار على الإرهاب".

وأضاف أنّ "العلاقة مع التحالف الدولي مستمرة وتحولت الى الاستشارة والتدريب، بحيث لا توجد طلعات جوية لقوات التحالف، وكل العمليات العسكرية تقوم بها القوة الجوية العراقية".

وصباح اليوم الاثنين، وصل رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يار الله ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي الى محافظة كركوك، للوقوف على تداعيات الهجوم الإرهابي الأخير. وأشارت مصادر مطلعة الى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد زخمًا أكبر وأوسع للحملات العسكرية والأمنية لضرب أوكار "داعش" وملاحقة فلوله في كل المناطق التي يمكن أن تتواجد فيها، والتي تنطلق منها هجمات الإرهابيين".

السيد علي السيستانيالجيش العراقي

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة