معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الأول من نيسان .. يوم الجمهورية الاسلامية الإيرانية
01/04/2019

الأول من نيسان .. يوم الجمهورية الاسلامية الإيرانية

الأول من نيسان عام 1979، يوم خلده الإيرانيون في ذاكرتهم، وهو الذي أهداهم الديمقراطية في طرازها الاسلامي والتي بدأت مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران لتكون الطريقة المثلى لحكم الشعب على الشعب في ظل الشريعة الاسلامية، هو يوم تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كيف جرى الإستفتاء؟

بعد 49 يومًا من انتصار الثورة في 11 شباط عام 1979 جرى استفتاء بأمر من الإمام الراحل اية الله الامام الخميني (قدس سره) ليرسم الشعب الايراني لوحة المستقبل، فحظي الاستفتاء باقبال كبير من قبل الشعب بمختلف اصنافه وقومياته واديانه ومذاهبه، وصوت الشعب آنذاك بنسبة 98.2% لصالح نظام الجمهورية الاسلامية.

النموذج الديمقراطي الأمثل 

يعد نظام الجمهورية نموذجًا عمليًا لسيادة الشعب وفقًا للمبادئ الإسلامية، حيث إنه يرتكز على الحكومة الاسلامية التي تستمد شرعيتها من السيادة الشعبية الدينية.

وتشير المادة 6 من الدستور الإيراني إلى ضرورة أن تدار شؤون البلاد بالاعتماد على رأي الشعب الذي يتجلى بانتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي وسائر مجالس الشورى ونظائرها، أو عن طريق الاستفتاء العام في الحالات التي نص عليها الدستور.

وبحسب المادة 107 من الدستور يتم انتخاب قائد الثورة الاسلامية من قبل مجلس خبراء القيادة والذي ينتخب اعضاء هذا المجلس بشكل مباشر من قبل الشعب الايراني، وبهذا يكون الشعب هو من ينتخب قائده بطريقة غير مباشرة.


نص إعلان الإمام الخمیني للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة  

بسم الله الرحمن الرحیم‏

﴿وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِینَ﴾.


أبارك بإخلاص للشعب الإیرانی العظیم ما حققه، رغم القهر والاستخفاف الذی مارسه النظام الشاهنشاهي بحقه بإیحاء من مستكبریه.

لقد منَّ الله تعالي علینا فحطم نظام الاستكبار بیده المقتدرة التی تمثل قدرة المستضعفین، وجعل من شعبنا إماما ورائدا للشعوب المستضعفة وقیض لكم ارثه الحق بإقامة الجمهوریة الإسلامیة.

إننی أعلن فی هذا الیوم المبارك، یوم إمامة الأمة ویوم الفتح والظفر للشعب، أعلن قیام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة. إننی أعلن للدنیا بأن لا سابقة لمثل هذا الاستفتاء فی تاریخ إیران، بحیث هجم الناس فی مختلف أنحاء البلاد علي مراكز الاقتراع بشوق ولهفة وعشق للإدلاء بآرائهم المؤیدة ولإلقاء النظام الطاغوتي فی مزبلة التاریخ وإلى الأبد.

إننی أعرب عن تقدیری البالغ لهذا التلاحم الفرید الذی استجاب فیه الجمیع للنداء السماوی ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً﴾2 وصوتت الغالبیة العظمي من أبناء الشعب- عدا حفنة من الكفار والمتمردین لصالح الجمهوریة الإسلامیة، وأثبتت بذلك للشرق والغرب نضوجها السیاسي والاجتماعي.

أبارك لكم إقامتكم حكومة العدل الإلهی باقتراعكم لصالح الجمهوریة الإسلامیة، بعد دحركم للعدو الجبار وفرعون الزمان بفضل شهادة شبابكم الأبطال وما تحمله الآباء والأمهات من مشقات وعذاب لا یطاق.

مبارك لكم الحكومة التی ستنظر سواسیة إلي الجمیع، مبارك لكم نور العدالة الإلهیة الذی سیسطع علي الجمیع بشكل متجانس، مبارك لكم غیث رحمة القرآن والسنة النبویة الذی سینزل على الجمیع دون تفریق.

مبارك لكم هذه الحكومة التی لا تنظر إلي اختلاف العنصر ولا تفرق بین الأسود والأبیض والتركي والفارسي واللري والكردي والبلوشي، فالجمیع أخوة والكرامة فقط وفقط فی ظل التقوى والتفاضل بالأخلاق السامیة والأعمال الصالحة.
مبارك لكم هذا الیوم الذی ینال فیه كل أبناء الشعب حقوقهم المشروعة، ولا یفرق فیه بین المرأة والرجل أو بین الأقلیات الدینیة والآخرین فی إجراء العدالة.

لقد دفن الطاغوت وسوف یدفن بعده الطغیان والاستبداد، وتم إنقاذ البلاد من أسر الأعداء الداخلیین والخارجیین والناهبین والسارقین، وأصبحتم الآن یا أبناء هذا الشعب الشجاع حراس الجمهوریة الإسلامیة، أصبحتم مكلفین بحفظ هذا الإرث الإلهي بحزم واقتدار والحیلولة دون نفوذ فلول النظام المتعفن الذین یتربصون بنا وأنصار اللصوص الدولیین وسراق النفط الطفیلیین.

انتم مطالبون الآن بتقریر مصیركم وعدم فسح المجال للانتهازیین بالانتقال إلي المرحلة المقبلة معتمدین علي القدرة الإلهیة التی تتجلى فی الجماعة الموحدة، وباختیار مجموعة فاضلة وأمینة للانضمام إلي المجلس التأسیسی لإقرار دستور الجمهوریة الإسلامیة. وكما أدلیتم بآرائكم لصالح الجمهوریة الإسلامیة بعشق ومحبة، علیكم أن تصوتوا لصالح أمناء الشعب حتى لا یتاح للطالحین فرصة دخول هذا المجلس.

إن صبیحة الثانی عشر من فروردین الیوم الأول لحكومة الله من اسمى أعیادنا الدینیة والوطنیة. وعلى أبناء الشعب أن یحتفلوا بهذا الیوم ویحیوا ذكراه، فهو الیوم الذی انهار فیه مجلس أعیان القصر الملكي الذی واصل 2500 عام من حكومة الطاغوت، ورحلت فیه السلطة الشیطانیة إلي الأبد وحلت محلها حكومة المستضعفین، حكومة الله.

أیها الشعب المجید، الذی أخذت حقك بدماء شبابك، تمسك بهذا الحق العزیز واعرف قدره واحفظه، وأقم العدالة الإلهیة تحت لواء الإسلام ورایة القرآن بجهدك وتضحیاتك. إننی أمضي الأیام المتبقیة من عمری فی خدمتكم التي هی خدمة للإسلام، وإنني أتوقع من أبناء الشعب أن یحرسوا بكل طاقتهم الإسلام والجمهوریة الإسلامیة.

أطالب الحكومة بالتخلص من آثار النظام الطاغوتي وجذوره الممتدة فی جمیع شؤون البلاد، دون خوف من الغرب أو الشرق وبالاستناد إلى فكر وإرادة مستقلة، وأن تعید صیاغة الثقافة ومراكز العدلیة وسائر الوزارات والإدارات بشكل إسلامي بعد أن كانت تدار بأسلوب غربي متأثرة بالثقافة الغربیة، ولتعكس للدنیا العدالة الاجتماعیة والاستقلال الثقافي والاقتصادي والسیاسي.

أسأل الله تعالى العزة والاستقلال للبلاد وللأمة الإسلامیة.


والسلام علیكم ورحمة الله.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم