معركة أولي البأس

الخليج والعالم

زيارة السيد رئيسي لجامعة طهران تتصدّر الصحف الإيرانية
08/12/2022

زيارة السيد رئيسي لجامعة طهران تتصدّر الصحف الإيرانية

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة فجر اليوم بلقاء رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي بطلاب جامعة طهران أمس، حيث أشار إلى التواصل المستمر بين الحكومة والمجتمع الطلابي في جميع أيام السنة.

وبحسب صحيفة "كيهان" قال الرئيس الإيراني: "أنا أعتبر التواصل بين الحكومة والجامعة ضرورة وأعتقد حقًا أن الجامعة باعتبارها مركز الفكر التابع للحكومة عليه أن يساعد الحكومة في حل مشاكل البلاد"، وأضاف "جامعتنا ضربت العدو اليوم، ولهذا السبب أرادوا خلق الفوضى في هذا الفضاء وإغلاق الفصول الدراسية، لكن الأساتذة والطلاب المثقفين لم يسمحوا لهم بذلك".

وشدّد السيد رئيسي على "الفرق بين أعمال الشغب والاحتجاج"، وتابع "الاحتجاج يهدف إلى تحسين الأمور وبناء الدولة، لكن نتيجة الاضطرابات وأعمال الشغب هي الدمار وانعدام الأمن"، وأوضح: "إيران القوية بالتأكيد ليست مرغوبة من قبل الأمريكيين، وهم يتطلعون إلى جعل إيران مدمرة مثل أفغانستان وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان التي غزاها الأميركيون، لكن إيران على عكس البلدان والأقاليم الأخرى، لديها رجال ونساء بحيث لن يسمحوا أبدًا بتنفيذ مثل هذه المؤامرات من قبل الأمريكيين".

وأردف "جامعاتنا اليوم هي مصدر كل تقدم في البلاد، وإن الإنجازات الدفاعية والأمنية هي نتاج الجامعة، ولذا سعى اتجاه العدو إلى إغلاق الجامعات وتدمير حيوية الطلاب ووضع الطلاب في مواجهة بعضهم البعض، لكن مجتمعنا الطلابي أظهر أنّ الصوت الحقيقي للطلاب الإيرانيين هو صوت مناهض الغطرسة".

وفي جانب آخر من حديثه وسط حشد الطلاب، أشار السيد رئيسي إلى جهود الأعداء لمنع التحول في الإدارة التنفيذية للبلاد، بما في ذلك جهود وقف الصادرات النفطية وغير النفطية، ومنع زيادة حجم التجارة الخارجية الإيرانية، وأضاف: "على الرغم من كل الجهود والمؤامرات، ارتفعت صادراتنا النفطية اليوم إلى مستويات ما قبل العقوبات، وقد تم تأسيس روابطنا مع البنية التحتية الآسيوية من خلال اتفاقيات شنغهاي وأوراسيا، وحجم التجارة الخارجية للبلاد سجلت زيادة بنسبة 48%".

وأوضح السيد رئيسي أنّ وراء كواليس أعمال الشغب وانعدام الأمن في البلاد كان الهدف هو إيقاف التقدم وإغلاق الجامعات، وأضاف: في هذا الصدد، يجب على المجتمع الطلابي وأساتذة الجامعات أن يعطوا هذا الهدف قدر المستطاع.

وأكد السيد إبراهيم رئيسي أنّه اليوم أكثر الحكومات استبدادًا وديكتاتورية في العالم هي الإدارة الحاكمة للولايات المتحدة الأمريكية، وهم الذين أسسوا داعش وارتكبوا جرائم مثل جرائم مرقد حضرة شاه شيراغ المقدس.

وأوضح السيد رئيسي أنّ الحكومة الثالثة عشرة هي الحكومة الوحيدة بعد انتصار الثورة الإسلامية التي لديها خطة مكتوبة لحل مشاكل البلاد وقدمت خطتها للخبراء والنخب والمثقفين، وأضاف: نعتقد أننا بسبب القدرات الهائلة في البلاد وبدعم من الشعب، يمكننا حلّ المشاكل في البلاد وتحسين اقتصادها بمساعدة الناس.

الرئيس الإيراني أجاب في جزء آخر من كلمته عن أسئلة الطلاب حول كيفية تعيين مديرين في الحكومة الثالثة عشرة، وتطور الحركة الوطنية للإسكان، والتوظيف، والانترنت، وإلغاء العملة التفضيلية، وسوق السيارات، وسوق رأس المال، وكذلك استخدام الحكومة لقدرات المراكز الثقافية والأكاديمية.

استياء أميركي من زيادة التخصيب الإيراني

بدورها، ذكرت صحيفة "مردم سالاري" في عددها اليوم أنّ الولايات المتحدة الأميركية تصبّ جهدها على الاحتجاجات في إيران دون الاهتمام بالمفاوضات التي كانت جارية قبل الأزمة الأخيرة في الداخل الإيراني.

وقالت: "في مؤتمر صحفي، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على أسئلة حول الأحداث الأخيرة في إيران والتطورات في برنامج إيران النووي من خلال إثارة مزاعم ضد إيران".

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين "إسنا"، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في جزء من مؤتمر صحفي نُشرت تفاصيله على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، على سؤال حول مشروع قرار لإزالة إيران من لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة والتي سيتم التصويت عليها في 14 كانون الأول (ديسمبر)، وردًا على سؤال حول تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، قال: نحن ملتزمون بإخراج إيران من هذه اللجنة، لأن هذا حقًا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، هذا يدل على أننا نقف إلى جانب الشعب الإيراني، بما في ذلك مجموعات المجتمع المدني التي دعت إلى إزالة إيران من لجنة الأمم المتحدة هذه.

وعن الأحكام الصادرة بحق بعض الأشخاص خلال الاضطرابات الأخيرة في إيران، زعم: هذه الأحكام لتخويف من لديهم آراء معارضة، يجب أن تعلم الحكومة الإيرانية أن العالم يراقب. وواصل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تصريحاته التدخلية وقال: نحن ملتزمون بدعم الشعب الإيراني.

كما كتب الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية أن برايس قال عن برنامج إيران النووي: "نحن على علم بادعاء إيران أنها تخصب اليورانيوم حتى درجة 60٪ في موقع فوردو، نحن نعلم أن إيران لديها كميات كبيرة من اليورانيوم عالي النقاء الذي لا يستخدم مدنيًا بشكل موثوق به ويمكن تخصيبه بدرجة أكبر إلى مستويات الأسلحة إذا رغبت إيران في ذلك.

ووفق "مردم سالاري"، أكدت السلطات الإيرانية أنّ إنتاج واستخدام الأسلحة النووية لا مكان له في العقيدة الدفاعية الإيرانية وأنّ برنامج إيران النووي يسعى فقط إلى تحقيق أهداف سلمية.

وأضاف: ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، في الوقت نفسه. واعترف مرة أخرى بأنّ مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة ليست على جدول الأعمال وأنّ بلاده تركز على الاضطرابات في إيران.

وختمت "مردم سالاري": تؤكد جمهورية إيران الإسلامية أنه إذا تصرف الجانب الأمريكي بواقعية، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق في فيينا، وأنّ الاتفاق الذي تدرسه إيران هو وثيقة ترفع العقوبات قدر الإمكان.

يد أميركا في جيب أوروبا لمنافسة الصين

صحيفة "إيران" كتبت من ناحيتها "قبل ثلاثة أشهر في 16 آب/ أغسطس 2022، أقر الكونغرس الأمريكي قانونًا يسمى "خفض التضخم"، كان الغرض من هذا القانون هو السيطرة على التضخم من خلال تقليص عجز الميزانية، وخفض أسعار الأدوية، والاستثمار في إنتاج الطاقة المحلية، وتعزيز الطاقة النظيفة، لكن وراء كواليس هذه القوانين، تكمن قضية فصل سلسلة التوريد الأمريكية عن الصين، خاصة في مجال المعادن الحيوية والبطاريات الكهربائية، التي لها تطبيقات واسعة في التقنيات المستقبلية والصناعات العسكرية".

وأضافت: "تُظهر نظرة على درجة اعتماد سلسلة التوريد للسيارات الكهربائية وخاصة البطاريات الكهربائية على الصين مدى تأثير هذا القانون على صناعة السيارات في العالم والاقتصادات التابعة لها، ولذا إن الاعتماد العميق لسوق السيارات الكهربائية والبطاريات الموجودة فيها على الصين، إلى جانب القانون الأمريكي الجديد الذي يحظر استيراد البطاريات التي هي جزء منها من الصين، سيواجه سوق السيارات الكهربائية بتحديات خطيرة في السنوات القليلة المقبلة".

وختمت صحيفة "إيران": بالإضافة إلى الضغط على الصين، يتعرض حلفاء أمريكا أيضًا لضغوط كبيرة في هذا القانون، بادئ ذي بدء، كما قيل فإن الجهات الفاعلة في هذه الصناعة تعتمد بشكل كبير على الأسواق الصينية، والقانون الأمريكي الجديد يمنعهم من التواصل مع الصين من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق الأمريكية، ثانيًا، يجبر صانعي السيارات الأوروبيين والكوريين وغيرهم على نقل مصانعهم إلى أمريكا حتى يتمكنوا من المنافسة في السوق الأمريكية، في الواقع، تريد أمريكا تحسين صناعة البطاريات الكهربائية على حساب حلفائها وتقليل اعتمادها على المعادن الحيوية من الصين وغيرها.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل