الخليج والعالم
بعد 7 أشهر على إخلاء كفريا والفوعة.. ما اللغز الذي حيّر الإرهابيين هناك؟
أكثر من سبعة أشهر مضت على إخلاء بلدتي كفريا والفوعة اللتين وقف أهلهما في وجه الأعداد الهائلة من الإرهابيين المدججين بكل أنواع الأسلحة، ولم يقتنع هؤلاء الإرهابيون أنّ من صمد في وجههم وأعجزهم عن دخول شبر واحد من البلدتين طيلة تلك السنين مقاتلون متسلحون بالعقيدة وبحب آل البيت (ع) والأرض، يبحثون في أرجاء كفريا والفوعة عما يُخيّلُ إليهم بأنه سيكون عذرهم ليلقوا عليه عجزهم وفشلهم أمام لوم عوائلهم ومناصريهم.
يقول محمد زنوبة، وهو أحد سكان كفريا والفوعة ومن عناصر حاميتهما سابقًا لموقع "العهد" إنّ " الإرهابيين الموجودين في ادلب لم يقتنعوا حتى اليوم بعدم وجود أسلحة وذخائر داخل البلدتين ولا يزالوا يبحثون عنها في أرجائهما حتى اليوم"، ويضيف "بين الحين والآخر تصله رسائل من الإرهابيين المتمركزين في ادلب يعرضون عليه أموالًا طائلة مقابل إعطائهم أماكن وجود الذخائر والأسلحة غير الموجودة أصلاً والتي يظن هؤلاء الإرهابيون أنّ حامية القريتين كانت تستعملها لصد هجماتهم العنيفة".
كانت حجة فشل المسلحين دائمًا أمام حاضنتهم في ادلب بأنّ حامية القريتين تمتلك ترسانةً عسكرية عملاقة، بحسب حديث زنوبة، الذي يرصد تنسيقياتهم بنشاط، مشيراً خلال حديثه الى أنّ " دخولهم لكفريا والفوعة وعدم وجود تلك الأسلحة أحرجهم جدًا وباتوا كالمجانين لا يستطيعون تصديق فكرة أنّ من كان يصدّ هجماتهم متسلح بالعقيدة والإيمان ولا يملك سوى بعض مدافع الهاون وقذائف الآر بي جي".
وأكد زنوبة أنّ "إقناع هؤلاء الإرهابيين أمرٌ مستحيل فمعادلة الحربِ في تلك المنطقة كانت غير متوازنة حقاً وكان من الصعب جداً الحفاظ على حدودِ بلدتين صغيرتين محاصرتين في عمق محافظة ادلب باستخدامِ الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فقط، ولكن سلاح العقيدة للدفاع عن العرض والأرض والشرف أقوى من كلّ الأسلحة الحربية وأقوى من الدباباتِ والمدافع والراجمات التي كانت تزودهم بها دولٌ بحالها.. ولكن لطالما كانت فوهات بنادقهم ودباباتهم تلك موجهة على باطل ولم يكن النصر حليفهم أبداً طيلة تلك السنين".