الخليج والعالم
تركيا تطلق عملية "المخلب السيف" ضد مسلحي "قسد"
دمشق - علي حسن
فجأة ومن دون أي مقدمات ميدانية، نفّذت الطائرات الحربية التركية هجومًا جويًا واسع النطاق طال معظم مواقع "قسد" في مناطق عين العرب وريفها، وكذلك تل رفعت.
وذكرت مواقع تابعة لـ "قسد" ومواقع أهلية أن "الطيران الحربي التركي نفّذ أكثر من 25 غارة جوية طالت 10 منها مواقع "قسد" في عين العرب المعروفة أيضًا بكوباني"، في حين طالت 8 غارات مناطق تل رفعت وما حولها، عدا عن غارات استهدفت مناطق أخرى.
وأقرت "قسد" بمصرع 10 من عناصرها خلال تلك الغارات، فضلًا عن سقوط العديد من الجرحى، فيما أفادت مصادر أهلية عن إصابة جندي من الجيش العربي السوري من القوات المنتشرة في النقاط القريبة من قوات "قسد"، ولكن لم يتم تأكيد هذا الخبر من مصادر أخرى.
المبرّرات المعلنة والأسباب الحقيقية
تركيا التي كانت تتوعّد منذ شهور طويلة بتنفيذ عملية واسعة ضد مسلحي "قسد" وجدت في التفجير الدامي الذي وقع في اسطنبول الأحد الماضي وأسفر عن مقتل 6 أتراك وإصابة 80 آخرين المبرر الكافي لتنفيذ مشروعها العسكري هناك، وهو ما عبّرت عنه وزارة الدفاع التركية في تغريدة عبر حسابها على "تويتر"، نشرتها مع صورة لطائرة تركية مقلعة أنه "حان تسديد الحساب".
وبعيد التغريدة، أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانًا عسكريًا أعلنت من خلاله بدء عمليتها العسكرية التي أسمتها "المخلب السيف"، وأعلنت الوزارة أن الهدف منها حماية أمن 82 مليون تركي من خلال تدمير مصادر التهديد لهم في مناطق تواجد قوات "قسد".
وتزامن الهجوم التركي مع دخول رتلين للقوات التركية إلى شمال سورية عبر المناطق الخاضعة لمسلحيها لتصبح تلك القوات بمحاذاة قوات قسد المنتشرة هناك.
ضوء أصفر أميركي وانتقاد كردي له
وفي ضوء المستجدات الأخيرة، حذّرت الولايات المتحدة رعاياها المتواجدين في شمال سوريا من البقاء هناك، وطلبت منهم الحيطة والحذر، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الذاتية بقيادة "قسد" التي انتقد الناطق باسمها بشكل ضمني البيان الأميركي، واصفًا إياه بالتهويل غير المبرّر، مؤكدًا أنه لا يوجد ما يشير إلى تغيير على أرض الواقع يستدعي هذا البيان.
وقال "إن الإدارة الذاتية كانت ولا تزال مصممة على الدفاع عن مناطقها في وجه أي عدوان محتمل.
وفي تعليقه على الحدث، لفت المحلل السياسي خالد عامر في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى أن العملية العسكرية التركية لم تأت من فراغ بل سبقها الكثير من التحضيرات والتفاهمات السياسية التي جرت من تحت الطاولة، واعتبر المحلل أن البيان الأميركي مثير للشك وهو بمثابة ضوء أصفر للعمل العسكري التركي.
وبرّر المحلل الموقف الأميركي بأنه محاولة لجذب الأتراك أكثر نحوهم ضد روسيا في الحرب التي تدور رحاها على الأراضي الأوكرانية، خاصة أن الأتراك بارعون في اللعب على الحبال، وهم يقومون بتغيير مواقفهم وفقًا للمصالح والصفقات التي تعرض عليهم.