الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: كلمة الإمام الخامنئي وموقف طهران من وكالة الطاقة الذرية في الواجهة
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة من طهران فجر اليوم على الكلمة التي ألقاها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في اللقاء مع منظمي مؤتمر شهداء قم الذي عقد صباح الخميس الماضي.
كلمة الإمام الخامنئي في مؤتمر شهداء محافظة قم
الإمام الخامنئي أكد في كلمته على ضرورة إحياء ذكرى الشهداء والاستماع إلى وصاياهم، في إشارة إلى الدور اللامع الذي لعبه أهل قم في انتصار الثورة والدفاع المقدس والاختبارات المتتالية حتى اليوم.
كما أدرج الإمام الخامنئي الشهيد والشهادة كمجموعة من القيم القومية والدينية والإنسانية والأخلاقية، وأضاف: الشهيد هو تجسيد لـ "الإيمان الصادق" و"العمل الصالح" و"الجهاد في سبيل الله".
وطالب بضرورة نقل تفاصيل الدفاع المقدس ووصف الشهداء وآبائهم وأمهاتهم وقال: هذا العمل يتطلب لغة الإنتاج الفني كالأفلام والمسلسلات.
وفي نهاية حديثه، أعرب الإمام الخامنئي عن أمله في أن يستخدم كل من لديه حب للإسلام والثورة والأمة كل قوته وقدراته من أجل الأطفال والأجيال الجديدة وإيران حتى تكون ذاكرة ورسالة الشهداء مستمرة ومنتقلة من جيل إلى آخر.
تطور الشغب في إيران: مثيرو الشغب ينتقمون من الشعب
كما نقلت الصحف الإيرانية اليوم التطورات الأخيرة في طهران وبعض المدن الاخرى. وفي التفاصيل، عقب دعوة مثيري الشغب إلى إشاعة الفوضى، استشهد يوم الخميس الماضي في مدينة مشهد المقدسة 2 من مدافعي التعبئة في حادث طعن من قبل أحد مثيري الشغب.
والأربعاء الماضي، أصيب 3 من عناصر القوات الأمنية في مدينة أصفهان برصاص من أسلحة حربية خلال هجوم إرهابي واستشهدوا، كما استشهد احد قادة القوى الأمنية وكذلك شخصان من التعبئة في هجوم ارهابي اثناء توفير الامن في منطقة اصفهان.
وبحسب صحيفة "إيران"، تشير التقارير إلى أن مثيري الشغب هاجموا مدافعين أمنيين بسكين في مشهد المقدسة، لمجرد أنهم كانوا يحاولون منع المشاغبين من إزعاج وترهيب العمّال وإجبارهم على إغلاق المحلات التجارية.
وفي حديث مع وكالة "تسنيم"، أفاد محافظ مشهد أن الجريمة وقعت يوم الأربعاء الماضي والمشاغبون كانوا يخططون لإغلاق المحلات التجارية بالتهديد، لكنهم تفرقوا بسبب تواجد قوة الشرطة، وعندما تفرق المشاغبون، هاجم أحدهم فجأة 5 من عناصر التعبئة بسكين، حيث استشهد اثنان منهم وأصيب 3 آخرون.
بعد هذه الحادثة، أعلن رئيس قضاة خراسان عن هوية المهاجم بحسب الصور التي نشرتها الكاميرات الأمنية في مكان الحادث.
ووفق صحيفة "إيران"، بعد ساعات قليلة من هذه الجريمة، حضرت مجموعة من المحبين للشهداء في مشهد، وتكريمًا لذكرى هذين الشهيدين الأمنيين، وطالبوا باعتقال ومعاقبة المشاغبين في أسرع وقت ممكن والاستشهاد.
وأضافت: "عقب أعمال الشغب الأخيرة، الثلاثاء والأربعاء والخميس، في بعض مدن محافظتي أذربيجان الغربية وكردستان، انضم 5 مدافعين أمنيين إلى شهداء أعمال الشغب الأخيرة، وفي مدينة بوكان بمحافظة أذربيجان الغربية استشهد شخصان من التعبئة، وفي مدينة سنندج، قُتل "العقيد حسين يوسفي"، بوحشية وبطعنات متعددة بسكين ومنجل، بعد أن تعرّف المشاغبون على هويته".
ماذا بعد القرار المعادي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدّ إيران؟
في المقابل، وافق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار يطالب إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وكانت الموافقة على هذا القرار متوقعة بالنظر إلى الأجواء السياسية والإعلامية الشديدة التي انطلقت ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأسابيع والأشهر الماضية.
وطالب هذا المجلس بتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فيما عارضت الصين وروسيا هذا القرار.
وبحسب وكالة "إرنا"، فإن الجمهورية الإسلامية وفقًا لتقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعاونت أكثر من غيرها مع هذه المنظمة الدولية وكواحدة من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) وعضو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكدت مرارًا على اعتقادها حرمة السعي نحو الأسلحة النووية وعلى الاستخدام المسؤول والسلمي للطاقة النووية.
صحيفة "مردم سالاري" علّقت على هذا التطوّر، فقالت إنه وبحسب ما يُزعم من بنود هذا القرار، فقد اتُّهمت إيران بالقيام بأنشطة تخصيب اليورانيوم في أماكن معينة دون إبلاغ مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وادعى ستيفن كليمنت، سفير الاتحاد الأوروبي لدى المنظمات الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، يوم الخميس على هامش اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "في السنوات الماضية، أعرب الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا عن مخاوفه الجادة بشأن وجود مواد نووية في مواقع غير معلن عنها في إيران واليوم الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق عميق من أن الموقع الحالي أو المعدات الملوثة بالمواد النووية، والتي قد لا تزال موجودة في إيران اليوم، غير معروفة للوكالة".
وأضافت "مردم سالاري": هذه المواد المزعومة غير موجودة بل وأثار الحديث عنها في البداية رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وبعد ذلك لم تسمع الوكالة تفسير إيران لهذه المزاعم.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، قبل ساعات من الموافقة على القرار، إن هدف مؤسسي القرار الأصليين هو إساءة استخدام الأوضاع الإيرانية الأخيرة، وكان دافعهم ممارسة ضغوط سياسية على الجمهورية الإسلامية، وأضاف: إن جمهورية إيران الإسلامية ملتزمة بتنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة ومواصلة التعاون مع الوكالة بناءً على هذا الاتفاق.
كما قال السفير والمندوب الدائم لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا محمد رضا غائبي بخصوص الموافقة على قرار مجلس المحافظين المناهض لإيران إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماعه اليوم الخميس بضغوط سياسية شديدة من دول أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا، أصدر قرارا ضد الأنشطة السلمية لإيران، وأضاف "خلال التحقيق في هذه القضية قدم مؤيدو مشروع القرار معلومات كاذبة وادعاءات لا أساس لها لتبرير نهجهم غير البناء أمام مجلس المحافظين وحاولوا استغلال هذا الاجتماع باعتباره أداة لمتابعة أهدافهم السياسية.
لعبة الترويكا وأميركا لجر إيران إلى تهمة المشاركة بالحرب
من جهتها، كتبت "مردم سالاري": يصر الاتحاد الأوروبي، الذي أغمض عينيه لمدة أربع سنوات عن الانتهاك الواضح لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 من قبل الولايات المتحدة، وبحسب وكالة أنباء إيرنا، كرر المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، في لقاء مع الصحفيين، ادعاء دور الطائرات الإيرانية من دون طيار في الحرب في أوكرانيا وزعم أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات أولية على إيران بسبب تسليم الطائرات بدون طيار إلى روسيا التي قتلت الشعب الأوكراني ودمرت البنية التحتية المدنية.
وادعى المتحدث جوزيب بوريل أن الطائرات من دون طيار الإيرانية، التي زُعم أنها قدمتها لروسيا قبل أشهر من بدء الحرب، تُستخدم حاليًا في هذه الحرب لقتل الأوكرانيين، وهذا انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 وقد وافق الاتحاد الأوروبي بالفعل على عقوبات في هذا الصدد وسيتخذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر.
وختمت "مردم سالاري": يصر الأوروبيون على إعلان مشاركة إيران المزعومة في حرب أوكرانيا انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231؛ قرار انتهكته الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2018 بسبب انسحابها من خطة العمل الشاملة المشتركة وتهديد الأعضاء الآخرين، لكنه واجه صمتًا من المحافل الدولية.
الوكالة الدولية للطاقة الذريةقم المقدسة