معركة أولي البأس

الخليج والعالم

نخب أكاديمية تونسية وعربية تحذّر من التطبيع مع الصهاينة
11/11/2022

نخب أكاديمية تونسية وعربية تحذّر من التطبيع مع الصهاينة

تونس - عبير رضوان

تحت عنوان "فلسطين هل هي الحل أو المشكل؟"، احتضنت جزيرة قرقنة التونسية التابعة لولاية صفاقس ندوة دولية نظمتها جمعية "قرقني ناجح" للتنمية المستدامة وبمشاركة نخبة من المثقفين والأكاديميين التونسيين والكتاب العرب.

وقدّم المشاركون مداخلات وورقات علمية وبحثية تنوعت بين التطرق للمسألة الفلسطينية بكل أبعادها التاريخية والجيوسياسية، وصولا إلى وضع تصورات حول كيفية مواصلة دعم نضال الشعب الفلسطيني خاصة في ظل تصاعد مخاطر التطبيع الصهيوني.

وأكد المشاركون على أهمية التصدي لخطر التطبيع بمختلف أشكاله السياسية والثقافية وغيرها.

الصهاينة واحتلال الجغرافيا والعقول

سفير فلسطين، هائل الفاهوم، أشار في كلمته الى الترابط الكبير الذي يجمع بين الشعبين التونسي والفلسطيني، مشددا على أهمية وضع استراتيجيات جديدة لترتيب الوعي العربي في مواجهة المحتل، وقال إن الاستراتيجية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني لم تقتصر أهدافها على فلسطين فحسب بل هدفت لتفتيت المنطقة العربية.

وأضاف "قبل احتلال الجغرافيا تم احتلال عقولنا وتسييرنا في مسيرات تتماشى مع هذه الاستراتيجية، كما طوّر أعداؤنا هذه الاستراتيجية وبحثوا عن الآليات لتنفيذها لتكون شعوبنا العربية مفتتة وللأبد".
وأشار الى صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري بالرغم من الإمكانيات المعدومة دفاعا عن مستقبل شعوبنا العربية وعن الإنسانية جمعاء، وقال "ان هذا الحق الفلسطيني اذا اختفى ستختفي حقوق 99 بالمئة من ديموغرافية العالم"، مضيفًا "ان عودة الحق الفلسطيني هو عودة الحق في جوهره ومضمونه للبشرية جمعاء".

كما تطرق الفاهوم الى وعد بلفور وسايكس بيكو، مبينا بأنها كلها استراتيجيات قامت في سبيل تجهيل شعوبنا وإفسادنا من داخلنا وتقسيمنا وعزلنا والهيمنة علينا. ودعا لكسر حلقة الإحباط لدى الأجيال القادمة حتى تستطيع مواجهة المستقبل بوعي جديد، مؤكدا أن كل الأوراق تكشفت فأعداؤنا هم من صنعوا القاعدة وداعش وأقحموا الدين بشكله الخاطئ لتشويهه من داخله.  

تفاعل الشعب التونسي مع القضية الفلسطينية
من جهته تطرق المؤرخ د. عبد اللطيف الحنّاشي في مداخلته الى أهم المحطات التاريخية في علاقة بالترابط بين تونس وفلسطين، مؤكدا أن التونسيين اهتموا بالقضيّة الفلسطينيّة منذ أواسط العشرينيات ثم تكثّف الأمر وأخذ يصل الى درجات عليا منذ الثلاثينيات، ولم يمنع الاهتمام بالقضايا الوطنيّة من الاهتمام بالقضيّة الفلسطينيّة.. مقابل ذلك لا يلاحظ اهتماما مشابها للقضايا الخارجية وخاصة غير العربية وكانت مادة أساسية لأهم الصحف الوطنية التونسيّة في أغلب الأحيان.

وأبرز الحناشي محطات عديدة انخرط فيها التونسيون في دعم الفلسطينيين بمختلف الأشكال سواء المظاهرات أو الاحتجاجات والدعم المالي وغيره، موضحا أن أول متطوع تونسي من أجل فلسطين كان المبروك بن العباسي أصيل تطاوين الذي غادر البلاد سنة 1935 واستقر بالقاهرة بهدف مواصلة دراسته في الأزهر، إلا أنه سافر إلى فلسطين أواخر سنة 1936 والتحق بالانتفاضة وألقي القبض عليه من قبل الجيش البريطاني سنة 1939 وحكم عليه بالإعدام، ثم خفّضت المحكمة العسكرية حكمها الى المؤبد، وتمكّن من الهرب من السجن وظلّ مختفيا لفترة طويلة والتحق بجيش الإنقاذ سنة 1947 خاض عدة معارك وأصيب بثلاث رصاصات في ساقه.

وأشار إلى أن عدد المتطوعين التونسيين إلى فلسطين بلغ 2676 متطوعا إلى حدود 20 تموز/يوليو 1948، وشملت حركة التطوع أغلب المناطق التونسية وإن بتفاوت من ذلك مثلا 222 من جهة قابس و 276 من صفاقس و 256 من الساحل و657 من تونس.

وساهم المتطوعون التونسيون  في معارك الشمال مع الجيش السوري (سوريا ولبنان)، والجيش المصري(القطاع الجنوبي)،ومن إنجازاتهم على الجبهة الشمالية أسرهم لنحو 12 جنديا صهيونيا في منطقة اليهودية، كما مهدوا للاحتلال قلعة القسطل ونسف جسر كالوني.

وأكد الحناشي أنه منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي انضم عدد كبير من الشباب التونسي إلى مختلف المنظمات السياسية الفلسطينية وناضلوا في صفوفها بمواقع مختلفة، وقام العديد منهم بعدة مهام دقيقة وحساسة واستشهد خلال ذلك عدد هام منهم.
واستقبلت تونس في تموز/يوليو 2008 رفات ثمانية من أبنائها ممن شملتهم عملية التبادل بين الكيان الصهيوني وحزب الله.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم