الخليج والعالم
المحاربون القدامى أعمدة اليمين المتطرّف في الداخل الأميركي
توقّف الكاتب بيتر ماس في مقالة نشرت على موقع "ذا انترسبت" الأميركي عند العدد الصغير نسبيًا من المحاربين القدامى في معسكر اليمين المتطرّف الذين لهم تأثير كبير على العنف الذي يمارسه المتطرفون البيض، واصفًا إياهم "بأعمدة الخيمة" للإرهاب المحلي.
وفي المقالة التي حملت عنوان: "حروب أميركا في أعقاب الحادي عشر من أيلول خلقت عناصر العنف اليميني المتطرف في الداخل"، نقل الكاتب عن الباحث في جامعة "ماريلاند" مايكل جنسن أنَّ المحاربين القدامى يصلون إلى أعلى الهرم في جماعات اليمين المتطرّف ولديهم قدرة كبيرة على تجنيد المزيد من الأتباع.
واعتبر أنَّ كل ذلك يعود إلى بناء الولايات المتحدة لجيشٍ كبيرٍ والذهاب إلى الحروب، مشيرًا إلى أنَّ رجالًا من خلفيات عسكرية لعبوا دورًا أساسيًا في الإرهاب اليميني الذي مُورس خلال الأعوام الخمسين الماضية.
وأوضح الكاتب أنَّه وإلى جانب العنف، فهناك شخصيات بارزة في المعسكر السياسي لليمين المتطرف جاؤوا من المؤسسة العسكرية، ذاكرًا في هذا السياق مايكل فلين الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال فترة وجيزة في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
عقب ذلك، لفت الكاتب إلى أنَّ الحروب التي تُشن على أساس أكاذيب مثل فيتنام والعراق وأفغانستان فضلًا عن الوفيات الناتجة عن هذه الحروب "بلا جدوى" تدفع بمحاربين قدامى إلى الشعور بالتعرض للخيانة من قبل حكومتهم.
كما نقل الكاتب عن المؤرخة كاثلين بيليو أنَّ العامل الأساس وراء الإرهاب المحلي يبدو أنه ليس الشعبوية أو موضوع الهجرة أو الفقر أو غيره، بل تداعيات الذهاب إلى الحرب.
كما شدَّدت المؤرخة على أنَّ هذا الموضوع يعد في غاية الأهمية ليس فقط بسبب وجود من له خلفية عسكرية في صفوف المعسكر اليميني بل لأنه يعكس شيئًا أكبر، وهو تزايد كبير للعنف بكافة أشكاله في أعقاب الحروب.
ومن ثم ذكَّر الكاتب بما قاله الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن عام 2005 عن ضرورة محاربة الإرهابيين في الخارج "كي لا نضطر إلى مواجهتهم في الداخل" وذلك في إطار التعليق حول ما يسمى الحرب على الإرهاب، لافتًا إلى أنَّ "المفارقة هي أنَّ الحروب التي تحدَّث عنها بوش أدَّت في المقابل إلى إيجاد جيل من المتطرفين الذين يواصلون ممارسة العنف في الولايات المتحدة لأعوام مقبلة".