معركة أولي البأس

الخليج والعالم

"ميدل إيست آي" تروي قصص سجن ثلاثة سعوديين بسبب آرائهم
07/11/2022

"ميدل إيست آي" تروي قصص سجن ثلاثة سعوديين بسبب آرائهم

تحدث موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن قصص لثلاثة من أصل 14 سعوديًا تم اعتقالهم وإخفاؤهم قسريًا بسبب آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من استخدامهم أسماء مستعارة خلال نقاشات خاضوها وركزت على تدهور الحريات والحقوق المدنية في السعودية.

لينا الشريف وأسماء السبيعي وعبد الله جيلان، هم 3 من 14 معتقلًا وَجهت إليهم السلطات السعودية اتهامات بالإرهاب وتمويله، وذلك لمجرد حديثهم عبر مواقع التواصل عن مشكلات المجتمع السعودي.

التقرير الذي كتبته دانيا العقاد في الموقع، قال "إن هؤلاء كانوا يعرفون أن ما يفعلونه كان محفوفًا بالمخاطر، لكن كان هناك شعورًا سائدًا لديهم بأنهم كانوا يسعون لتحسين مجتمعهم من خلال تسليط الضوء على إخفاقاته، ودعم الفئات الأكثر ضعفًا".

ويشير التقرير إلى أنّ "العدد الحقيقي للمعتقلين بهذه الطريقة قد يقدّر بالمئات، لكن ذويهم وأصدقاءهم لا يجرؤون على الكلام، خوفًا من انتقام السلطات".

لينا الشريف

وبحسب التقرير، الشريف طبيبة شابة في أحد المستشفيات بالرياض، تغرد وتتفاعل باسم مستعار حول ما يدور في مجتمعها والذي كان انعكاسًا للوضع في المملكة من حيث تداعي الحقوق المدنية وغيره.

وخلال إحدى الدردشات في غرفة تضم نحو 1000 مستمع وكان موضوعها عن "خطورة المعارضة في السعودية وسبل وأدها"، قال أحد المشاركين "إن هناك معارضة تدعي أنها طبيبة في الخارج، لكننا نعرف أنها تعمل بمستشفى في الرياض، وسنصل إليها قريبًا".

ووفق التقرير، كان هذا بداية الخطر، وتم تنبيه الطبيبة الشابة بالفعل، لكنها لم تكترث ولم تتصور أن الأمر جدي، لتتوالى بعدها التهديدات عبر الإنترنت مع التحذير نفسه: "نحن قادمون من أجلك"، ما دفعها للتعاقد مع ممثل قانوني أوصته بالتحرك فور القبض عليها ونشر قصتها.

وفي خضم أزمة "كورونا"، بدأت الشريف تتكلم باسم مستعار عبر مواقع التواصل حتى جاء أواخر أيار/مايو 2021، عندما اقتحمت قوة من أمن الدولة منزلها واعتقلوها وهي مكبلة، وتم إخفاؤها قسريًا لمدة 4 أشهر.

وفي أيلول/سبتمبر 2021، وردًا على بلاغ أرسلته مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري، كشفت الحكومة السعودية أن الشريف محتجزة في سجن الحائر، وهو منشأة ذات إجراءات أمنية قصوى تبلغ مساحتها 19 مليون قدم مربع تديرها السعودية.

وقد تم اعتقالها بموجب مادتين من قانون مكافحة الإرهاب وتمويله، وهو قانون مثير للجدل تم وضعه مع صعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى السلطة.

أسماء السبيعي

أما أسماء السبيعي فهي ناشطة على "تويتر" تكتب كغيرها في جرائم السلطات، لكن معظم المناقشات التي اشتركت فيها كانت عن مناهضة العنف المنزلي وقضايا حقوق المرأة.

وقد داهم جهاز أمن الدولة منزل السبيعي في حزيران/يونيو 2021، وتم اقتيادها وإخفاؤها قسريًا أيضًا، وكشفت الحكومة السعودية عن احتجازها كذلك بسجن الحائر في كانون الثاني/يناير 2022.

وظهرت السبيعي في تقرير في حزيران/يونيو 2022 أذاعته قناة "إم بي سي" السعودية ضمن سجينات داخل سجن الحائر، وذلك ضمن حملة إعلامية لتلميع السلطات وتبييض ما يحدث داخل السجون السعودية.

عبد الله جيلان

وفي اليوم التالي من الحكم على الناشطة سلمى الشهاب في آب/أغسطس الماضي والتي  تمت معاقبتها بالسجن 45 عامًا بسبب تغريدات لها، قال أحد أصدقاء عبد الله جيلان "إنه سمع أن محاكمته ستبدأ، لذلك كان قلقًا من أن تتم معاقبته بأحكام مطولة على غرار الشهاب".

وقال صديقه الذي يدعى ناصر "إن جيلان كان مخدوعًا لجهة نظرته إلى السلطة ووعودها بالإصلاح، لكنه بعد أن عاد من الولايات المتحدة (التي درس الصحة العامة فيها) إلى السعودية فشل في الحصول على عمل، الأمر الذي أحبطه كثيرا ودفعه إلى التوجه نحو مواقع التواصل للتنفيس عن غضبه من البيروقراطية والفساد في السعودية، وكالعادة باسم مستعار".

ولا يزال من غير الواضح كيف تمكنت السلطات السعودية من التوصل إلى جيلان عبر حسابه الذي كان يضم حوالى 400 متابع وقت اعتقاله، لكن هناك نظريات وشكوك، تفاقمت بعد إدانة موظف سابق في "تويتر" سرب بيانات 6000 مستخدم إلى السلطات السعودية في العام 2015 مقابل مبالغ نقدية وهدايا باهظة الثمن.

ويُعتقد أن تلك التسريبات أدت في آذار/مارس 2018 إلى الاختفاء القسري لعبد الرحمن السدحان، موظف الهلال الأحمر الذي كان يغرد دون الكشف عن هويته، والصحفي تركي بن ​​عبد العزيز الجاسر.

وفي مساء 12 أيار/مايو 2021، اختطف جيلان من قبل 20 من عملاء أمن الدولة يرتدون ثيابًا مدنية من منزل والدته في المدينة المنورة، حيث وصلوا في قافلة مؤلفة من ست سيارات وأشاعوا الرعب في المكان.

وقد علمت عائلة جيلان أنه محتجز في سجن تديره المباحث في المدينة المنورة، حيث تعرض في مناسبتين منفصلتين للتعذيب بقضيب ينبعث منه حوالى 360 فولت من الكهرباء أثناء استجوابه، فيما تم تقييده ووضعه في الحبس الانفرادي، ثم نُقل لاحقًا إلى سجن آخر تديره المباحث في ذبحان.

حقوق الانسان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم