معركة أولي البأس

الخليج والعالم

هل تفرض تركيا واقعًا جديدًا على الفصائل المسلحة في الشمال السوري؟
05/11/2022

هل تفرض تركيا واقعًا جديدًا على الفصائل المسلحة في الشمال السوري؟

دمشق - علي حسن

مع تصاعد أعمال العنف وانتشار الفوضى وعمليات السلب والنهب في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية الموالية لتركيا، وجهت أنقرة رسالة شديدة اللهجة لقادة تلك الفصائل في الشمال السوري.

ووجهت الرسالة خلال الاجتماع الذي عُقد الأربعاء الماضي في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا  - والذي لم يدم سوى 45 دقيقة - على لسان مسؤولين عسكريين وأمنيين أتراك، وهدفها (وفق وصفهم) "ضبط الأوضاع في الشمال السوري والقضاء على الفوضى الأمنية الموجودة، وتشكيل مرجعية عسكرية حقيقية لهذه الفصائل"، وفقًا لمصدر مقرب من بعض الفصائل.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن المصدر قوله إن الجانب التركي عرض "خطة" على ممثلي الفصائل هدفها إرساء الاستقرار في الشمال السوري الذي يقع ضمن نفوذ أنقرة العسكري والأمني، وطلب من قادة الفصائل الذين حضروا الاجتماع الالتزام بالخطة، وفقًا للبنود التي حددتها أنقرة، أو المحاسبة وفرض عقوبات.

خطة تركية جاهزة لفرض الواقع الجديد 

وتتضمن الخطة بحسب موقع "العربي الجديد" انسحاب "جبهة النصرة" عسكريًا وأمنيًا من منطقة عفرين التي دخلت إليها، وتشكيل هيئة استشارية من قادة الفيالق الثلاثة في ما يسمى "الجيش الوطني" مع الحكومة المؤقتة ووزارة الدفاع فيها، للتنسيق مع الجانب التركي وإدارة المنطقة.

وتشمل الخطة "إفراغ وإلغاء جميع حواجز المنطقة وتسليمها للشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني، وتسليم جميع المعابر من أجل إدارتها من فريق عمل اقتصادي متفق عليه، وتوحيدها ماليًا في صندوق واحد، حلّ جميع الأجهزة الأمنية ضمن الفصائل وإنشاء جهاز أمني واحد لكل المنطقة، وإغلاق جميع السجون التابعة لهذه الفصائل في الشمال".

وأشار المصدر إلى أن الأتراك طالبوا أيضًا "بإنهاء جميع التشكيلات العسكرية الموجودة حاليًا مثل "عزم"، و"ثائرون"، و"حركة التحرير والبناء"، وسواها من التشكيلات، وحل الفصائل الصغيرة والالتزام بالعمل فقط ضمن الفيالق العسكرية الثلاثة التي تمثل الجيش الوطني الذي من المفترض أن تنضوي كل فصائل المعارضة تحت رايته. 

وحول هذه الخطة والرسائل الحازمة الموجهة من تركيا لتلك الفصائل، قال المحلل والخبير العسكري فؤاد أحمد لموقع "العهد" الاخباري  إن تركيا تريد من خلال تلك الرسائل أن تؤكد للقوى الإقليمية والدولية المعنية بالملف السوري أنها تثبت أقدامها بقوة في شمال سورية، وتستطيع إنهاء كل مظاهر الفوضى هناك، تمهيدًا لأية تسوية سياسية قادمة أو تطبيع لعلاقاتها مع دمشق.

من ناحية أخرى، رأى أحمد أن أنقرة بهذه البنود تحاول أيضًا لجم "جبهة النصرة" المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي وإظهار باقي فصائلها الذين لا يقلون إجرامًا عنها بصورة القوى المعتدلة التي يمكن النقاش والحوار معها، وبالتالي تمكينها من الاشتراك في رسم الصورة النهائية لسورية المستقبل، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن هناك بونًا شاسعًا ما بين المرامي التركية وواقع الميدان المليء بالمطبات والافخاخ، فتلك الجماعات وبالرغم من السطوة التركية الواضحة عليها، إلا أنهم ليسوا اللاعب الوحيد هناك، اذ إن العديد من تلك الفصائل مخترقة من قبل أجهزة استخبارات أخرى، كما أن كثرتها وانغماس معظم قادتها وأفرادها في عمليات القتل سيجعل من الصعب على الأتراك ضبط سلوكياتهم وتوحيدهم، وكذلك محاولة تلميع صورتهم التي لوثتها تجاوزات الأيام.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم