معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مواقف الإمام الخامنئي في يوم مكافحة الاستكبار العالمي تتصدّر الصحف الإيرانية
03/11/2022

مواقف الإمام الخامنئي في يوم مكافحة الاستكبار العالمي تتصدّر الصحف الإيرانية

ركزت الصحف الإيرانية الصادرة فجر اليوم من طهران على كلمة الإمام الخامنئي أمام جمع من الطلاب التقاهم بمناسبة اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار العالمي.

خطاب الإمام الخامنئي أمام جمع من الطلاب

وبحسب ما نقلته الصحف عن مكتب سماحته الإعلامي، استعرض الإمام الخامنئي جرائم ومؤامرات أمريكا بعد انتصار الثورة من قبيل دعم واشنطن للفصائل الانفصالية في الأيام الأولى للثورة، وكذلك دعم "المنافقين" الذين أوقعوا الآلاف من الشهداء في جميع أنحاء البلاد، والدعم الشامل لصدام في الحرب المفروضة، وإسقاط طائرة الركاب الإيرانية في سماء الخليج واستشهاد حوالى 300 شخص من الشعب، وما قامت به بعد ذلك من الوقاحة في تكريم قائد البحرية الذي أطلق النار على طائرة الركاب هذه، ومضافًا إلى كل هذا، العقوبات على الأمة الإيرانية منذ العام الأول لانتصار الثورة.

وأضاف الإمام الخامنئي مخاطبًا الأميركيين: "في معظم الأحداث المعادية لإيران آثار أقدامكم معروفة أيضًا، ثم تكذبون بغطرسة كاملة وتدعون أنكم تتعاطفون مع الأمة الإيرانية؟". وقال: "طبعًا لم ننسَ أبدًا بعض الأحداث ولن ننساها، ونحن جادّون في ما قلناه حول الانتقام لاستشهاد القائد سليماني، وسيتم الردّ في الوقت المناسب".

وفي تحليله لوضع أميركا الحالي وفرقها عن ماضيها، أكد الإمام الخامنئي أنّ "الخبراء والوقائع تجمع على أنّ الولايات المتحدة في حالة تراجع كبير"، وأضاف: "يمكن رؤية بوادر هذا التراجع الواضح في المشاكل الداخلية غير المسبوقة في الولايات المتحدة سواء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وكذلك وجود الانقسامات الدموية الداخلية لأمريكا".

واعتبر الإمام الخامنئي ما جرى في أفغانستان علامة أخرى على انحدار أمريكا باعتباره سوء تقدير أمريكا في الشؤون العالمية، وقال: "مثال على هذا التقدير الخاطئ هو الهجوم الأمريكي على أفغانستان قبل 20 عامًا للقضاء على طالبان، والذي كان مصحوبًا بالعديد من الجرائم والقتل، ولكن بعد عشرين عامًا بسبب سوء فهم القضايا اضطروا لمغادرة أفغانستان وتسليم هذا البلد إلى طالبان".

ووصف الإمام الخامنئي الهجوم على العراق والفشل في تحقيق الأهداف المرجوة مثالًا آخر على خطأ حسابات الأمريكيين، وسرد إخفاق أمريكا في سوريا ولبنان، لا سيما في القضية الأخيرة لترسيم الحدود البحرية، كأمثلة أخرى على الفشل بسبب أخطاء حسابية، وأشار إلى أن هناك علامة أخرى على تراجع أمريكا وهي تصويت الناس لأناس مثل الرئيس الحالي والرئيس السابق.

في خصوص الأحداث الأخيرة في الأسابيع الماضية، أشار الإمام الخامنئي إلى أن "ما جرى هو بتخطيط وتنفيذ من قبل الأميركيين، ودعا إلى الاهتمام واليقظة الخاصة بالعقول المدبرة الرئيسية وخططهم".

وتوقّف سماحته عند قضية شاه جراغ، إذ وصفها وقتل الناس والأطفال بـ"الجريمة الكبيرة"، وقال: "ما الذنب الذي ارتكبه الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحادثة؟ ما ذنب الولد الذي فقد والديه وأخاه في هذه الجريمة وعانى من هذا الحزن الشديد؟ ما ذنب "أرمان" العزيز، الطالب الحوزوي والشاب الثوري، الذي استشهد تحت التعذيب في طهران وترك جسده في الشارع؟".

صانعو الأزمة في دمشق مثيرو الفتن في طهران

بالموازاة، نقلت الصحف الإيرانية اليوم تفاصيل لقاء رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي أمس مع وزير خارجية سوريا "فيصل المقداد" في طهران.

وخلال اللقاء، أكد السيد رئيسي ضرورة السعي الجاد والتنفيذ الكامل لاتفاقيات البلدين، ولفت إلى أنّ نفس الأشخاص الذين تورطوا في الأزمة السورية يحاولون إثارة الفتنة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف: "عندما رأى الأعداء تلك الثورة وبعد فرض الحرب وبعد سنوات من التهديدات والإرهاب، وجد الأعداء أن سياسات الحصار لم تمنع تقدم الأمة الإيرانية، لذلك سعت إلى القيام بمؤامرة لإثارة الفتن ضد الشعب الإيراني".

وقال السيد رئيسي إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل طريق التقدم والعدالة والمقاومة بقوة، وأضاف: "إن محاولة زعزعة استقرار إيران دليل على غضب العدو ويأسه من تحقيق أهدافه في إيران والمنطقة، وهذه المؤامرات لن تجعل الأمة الإيرانية العظيمة تتردد في تحقيق أهدافها العظيمة".

من جهته، أدان وزير الخارجية السوري في هذا الاجتماع الجريمة الإرهابية في ضريح شاهجراغ في شيراز وأكد أن "العلاقات الاستراتيجية الإيرانية السورية ستستمر في طريقها".

وأضاف المقداد: "من الواضح أنه عندما يُهزم أعداء دول المنطقة في سوريا، فلن يكون لديهم بالتأكيد فرصة لتحقيق أهدافهم ضد دولة إيران القوية".

في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري في إشارة إلى عملية المفاوضات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: "سنرسل وفدًا من إيران إلى فيينا في الأيام المقبلة لبدء المحادثات وتعزيز التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضاف عبد اللهيان: "بالطبع وبالتوازي مع هذا الإجراء، نواصل تبادل الرسائل بشأن الوصول إلى الخطوات النهائية للاتفاق، رغم بعض التصريحات المتناقضة لبعض المسؤولين الأمريكيين".

كما أشار إلى التقدم في مجال التبادلات الاقتصادية بين إيران وسوريا، وقال: "اتفقنا على عقد لجنة عليا مشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في المستقبل القريب".

وأكد وزير الخارجية السوري أنّ سوريا تقف إلى جانب إيران قيادة وحكومة وشعبا ضد العدوان المنحاز لأمريكا و"إسرائيل" وحلفائهما، وأضاف: "نحن ندعم موقف إيران في المفاوضات النووية ونعتقد أن إيران ستتصرف بأمانة خلال هذه المفاوضات، ونأمل أن تكون الجولة القادمة من المحادثات ناجحة وأن تتخلى الدول الغربية عن مواقفها غير النزيهة في هذه المحادثات".

محاصرو روسيا أكبر زبائنها

بدورها، كتبت صحيفة "كيهان" تحت عنوان "أصبح محاصرو روسيا أكبر زبائنها": "دخلت الحرب في أوكرانيا اليوم 252، خلال هذه الفترة، شكلت أوروبا وأمريكا وحلفاؤها الآسيويون جبهة كبيرة معادية لروسيا وفرضت عقوبات غير مسبوقة على هذا البلد بحجة هجوم روسيا على أوكرانيا، لكن وفقًا لتقرير بلومبرج، ارتدّت هذه العقوبات إلى الغرب".

ووفقًا للتقارير الرسمية - بحسب "كيهان"- خلال الأشهر الثمانية الماضية، أصبحت روسيا أكثر دول العالم تعرضًا للعقوبات، إلا أن العقوبات لم تفشل فقط في وقف روسيا، بل أدت أيضًا إلى تدفق مليارات الدولارات على خزائن هذا البلد بعد ارتفاع أسعار صادرات النفط والغاز الروسية، وفي هذا السياق انتقدت "نيويورك تايمز" في تقريرها الجديد "نفاق الدول الغربية الداعمة للحظر الروسي" وكتبت أنه في الأشهر الثمانية الماضية، زاد العديد من الدول الغربية من استيراد المنتجات الروسية.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" استنادًا إلى بيانات التجارة من مرصد التعقيد الاقتصادي: "زاد عدد من الدول وارداته الشهرية من روسيا بشكل كبير هذا العام، برزت الهند وتركيا كمستوردين رئيسيين للسلع والمنتجات الروسية، وزادت وارداتهما من هذا البلد، كما زادت واردات البرازيل من روسيا، كما زادت الصادرات الروسية إلى الصين، وسجلت واردات البضائع الروسية إلى السعودية نموًا بنسبة 45٪".

وبحسب وكالة "فارس"، على ما تنقل عن تقرير "نيويورك تايمز"، فإن بعض الدول التي زادت شراء السلع والمنتجات من روسيا، لعبت دورًا نشطًا في معارضة العمليات العسكرية لهذا البلد في أوكرانيا، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنرويج.

الهند

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم