معركة أولي البأس

الخليج والعالم

تداعيات هجوم شيراز الإرهابي محور اهتمام الصحف الإيرانية
01/11/2022

تداعيات هجوم شيراز الإرهابي محور اهتمام الصحف الإيرانية

تصدّرت عناوين الصحف الإيرانية اليوم ما جاء في تفاصيل اعتقالات لعملاء إرهابيين وصحفيين على صلة بالهجوم الإرهابي في مرقد شاهجراغ - شيراز، إذ  القى الأمن الإيراني القبض على العنصر العملياتي الثاني إلى جانب 6 وكلاء دعم.

اعتقالات لعملاء إرهابيين وصحفيين

ورغم أن الأنباء الأولية عن العمل الإرهابي في مرقد شاهجراغ - شيراز أفادت أولاً بارتكاب ثلاثة أشخاص لهذا الفعل الإرهابي، لكن بعد فحص كاميرات الضريح تبين أن هناك شخصًا واحدًا، ومع ذلك ، كان من الواضح أن مثل هذا العمل لا يكون فرديًا بحتًا بل لا بد من وجود شبكة من الأفراد تخطط وتنفذ، وكان هذا الموضوع محل بعض التحليلات في بعض الصحف الإيرانية.

بداية، نقلت صحيفة "مردم سالاري"  عن وزارة المخابرات إعلانها أمس الاثنين أنه بعد خمسة أيام من الجريمة، تم إلقاء القبض على العنصر العملياتي الثاني إلى جانب 6 وكلاء دعم.

وقد أوضح النائب السياسي والأمني والاجتماعي لمحافظة فارس، تفاصيل اعتقال الشخص الثاني بالهجوم الإرهابي على مرقد حضرة شاهجراغ، وقال  - بحسب ما نقلت صحيفة " مردم سالاري": "بعد تنفيذ إجراءات استخباراتية مكثفة وبالتعاون مع جميع الجهات المعنية وتحت إدارة مجلس أمن فارس، تم إلقاء القبض على العميل الثاني والداعم للإرهابي الذي هاجم مرقد حضرة شاهجراغ المقدس في شيراز".

وقد اتهم بيان وزارة الإعلام وجهاز المخابرات التابع للحرس الثوري صحفيين بتلقي تدريبات على يد الاستخبارات الأميركية بما يؤدي إلى التحريض والشغب، وفي هذا الإطار ردّت صحيفة "كيهان" على ردود الأفعال التي طالت هذا البيان، حيث جاء فيها: "حاول النشطاء الإعلاميون والصحف الإصلاحية في عمل متضافر أن يشوشوا على تقارير جهازي الأمن والمخابرات الرسميين في البلاد ليحلوا مكانهم كصحفيين لم يؤدوا سوى واجباتهم الصحفية".

وأضافت الصحيفة أنه "بالتزامن مع الصحف والنشطاء الإصلاحيين، احتجت وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية، بما في ذلك البي بي سي الفارسية والسعودية الدولية وصوت أمريكا وغيرها، على اعتقال هذين الصحفيين في العديد من الأخبار والتقارير وطالبت بالإفراج عنهما في أسرع وقت ممكن".

وختمت الصحيفة بالقول: "إن بائعي الأقلام والوطنيين هؤلاء قد خانوا مهنة الصحافة الشريفة ووطنهم وشعبهم، بينما يعمل في المقابل العديد من المراسلين والصحفيين بجد ورحمة للتعبير عن آلام ومشاكل مجتمعهم في وسائل الإعلام المختلفة في البلاد".

محاولات تبرئة "داعش"

كتبت صحيفة " إيران" اليوم في ردها على محاولات بعض الإصلاحيين أنه "بعد الهجوم على المرقد الديني في شيراز وقع حادث إعلامي وسياسي شنيع، وكان هذا الحادث محاولة من بعض الإصلاحيين لتبرئة "داعش "والتكفيريين، فبعد ساعة من مساء الأربعاء الماضي -عندما هاجم الإرهابي المسلح مرقد شاهجراغ في مدينة شيراز-، حاول أشخاص إصلاحيون إنكار حقيقة الهجوم، وإلقاء اللوم على المؤسسات الثورية والأمنية داخل هيكل الحكم في البلاد إذ كانوا يسعون وراء هدف أكثر عمومية في هذه العملية النفسية التي تم اتباعها في الفضاء الافتراضي".

وأضافت صحيفة "إيران": "حتى المحللين الأجانب أكدوا حقيقة أن سبب اختيار "داعش" هذه المرة للهجوم هو معرفة أن التعامل مع الفوضى وأعمال الشغب قد حول بؤرة اهتمام الأجهزة الأمنية والمخابرات، لكن هؤلاء الذين يسمون بالإصلاحيين، بدلاً من قبول هذا الأمر والاعتراف به ومحاولة إخماد نيران الشغب، أنكروا إمكانية تنفيذ عمليات إرهابية من قبل "داعش"، كما لجأوا إلى الأكاذيب السخيفة لإرباك واتهام المؤسسات الأمنية، ومن بينها شكوك حول وجه المهاجم، وشكوك حول ارتدائه حذاءً أم لا، وأخيرًا شكوك حول البيان الذي نشرته وسائل إعلام موالية لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية".

ومن هنا كشفت العملية الأمنية الأخيرة -التي ألقت الأجهزة الأمنية القبض من خلالها على الشخص الثاني المتورط في العمل الإرهابي وشبكة أفراد آخرين- عن زيف ما سارع الإصلاحيون إلى إظهاره وجعله رأيًا عامًا، حسب الصحيفة.

نحن لا ننتظر إتفاقية لتأمين مصالحنا

كما نقلت الصحف الإيرانية اليوم تفاصيل ما ذكره المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني تعليقًا على التصريحات المتكررة للمسؤولين الأمريكيين بأن مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة والاتفاق مع إيران لا تنظر فيهما الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وأن اهتمام الدولة يتركز على القضايا الداخلية والاحتجاجات في إيران.

وقال: "هناك نشاط فعّال في ما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة ولا نشهد ركودًا سياسيًا في نقل الرسائل في هذا الصدد ، لكن ما إذا كانت هذه العملية ستؤتي ثمارها أم لا، فإن هذا  يعتمد على الإرادة السياسية لأمريكا".

وأضاف: "نحن لا ننتظر اتفاقًا لتأمين مصالحنا، وإيران لم ولن تربط سياستها الخارجية بخطة العمل الشاملة المشتركة".

وتابع كنعاني: كما قلنا من قبل، لا علاقة لمفاوضات خطة العمل المشتركة الشاملة بقضايا أخرى، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بالمفاوضات، وإذا تصرفت أمريكا بمسؤولية فسنقترب أكثر من الاتفاق، وإذا ما خططت فقد نأت بنفسها عن الاتفاقية، ومن أجل التوصل إلى اتفاق يجب على أمريكا أن تتخذ قرارًا مسؤولاً وتتصرف".

كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية في ما يتعلق بالتصريحات المتجددة للسلطات الغربية بشأن إرسال معدات عسكرية، بما في ذلك طائرات بدون طيار، من إيران إلى روسيا: "كما قلنا عدة مرات، إيران ليست مُصدرة للأسلحة إلى أي جانب في الحرب في أوكرانيا، إيران تعارض الحرب في أوكرانيا وسوريا واليمن... وتؤمن بضرورة إيجاد حلول سياسية لحل الخلافات".

وحول العقوبات المتكررة من قبل الاتحاد الأوروبي وأميركا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن قرار الولايات المتحدة وأوروبا في ما يتعلق بإيران هو تكرار لأفعال غير بناءة ولسوء فهمهم لأحداث إيران الداخلية،ولكن  في مرحلة لاحقة، مع فهمهم الواقعي لعدم فعالية العقوبات، أصبحوا مهتمين بالحوار والتفاوض مع إيران".

وقال: "ونصيحتنا للاتحاد الأوروبي أن لا يربطوا مصالحهم بأمريكا، وأن يروا مصالحهم بشكل مستقل، وألا يقوموا برهانات خاطئة على التطورات الداخلية الإيرانية التي تتعلق بإيران".

تحدي إيران مع أوروبا

اهتمت بعض الصحف الإيرانية بتسليط الضوء على العلاقات والتوترات الأخيرة بين أوروبا وإيران، حيث كتبت "آرمان ملي": "لطالما كانت أوروبا اتحادًا يتبع أمريكا ولم تظهر أي سلوك مستقل من منظور دولي، في الوضع الحالي ، تهيمن أمريكا على أوروبا أكثر مما كانت عليه في الماضي وتملي سياساتها على الأوروبيين، وفي ما يتعلق بإيران، لم يكن لأوروبا سياسة مستقلة أبدًا، في الوقت الحالي، تمارس أمريكا ضغوطًا نفسية وبرمجية شديدة على طهران حتى تتمكن من الحصول على تنازلات أكبر من إيران".

وبحسب "أرمان ملي"  هناك احتمال أن تقلص أوروبا مستوى علاقاتها مع طهران وتستدعي السفراء الأوروبيين من إيران وتدخل ساحة الحرب النفسية مع طهران. إذا حدث هذا فهو بداية تحد أكبر مع أوروبا، بالطبع، لدى إيران بعض الأوراق لتلعبها في ما يتعلق بهذه السياسة وستستخدمها في وقتها.

الاتفاق النووي الايراني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم