الخليج والعالم
ولايتي: مواقف السيد نصر الله الحازمة أثارت إعجاب شعوب المنطقة والعالم الإسلامي
أكد مستشار آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي للشؤون الدولية، الدكتور علي أكبر ولايتي، أنّ مواقف الأمين العامّ لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الحازمة والصلبة أثارت إعجابًا كبيرًا لدى شعوب المنطقة والعالم الإسلامي.
وخلال مقابلة صحفية، اليوم الأربعاء، قال ولايتي ردًّا على سؤال عن رأيه بوثيقة تعيين الحدود البحرية للبنان التي تمت بعد تهديد السيد نصر الله: "أنا أعرف السيد حسن نصر الله منذ 40 عامًا؛ هو يدافع عن لبنان من شماله إلى جنوبه وعن منطقة شمال البحر الأحمر التاريخية؛ نحن ندعم لبنان ويجب بكل تأكيد تحديد هذا الخط البحري الحدودي، ويجب أن تغادر "إسرائيل" منطقة الحدود البحرية اللبنانية. لقد أثارت مواقف السيد حسن نصر الله الحازمة والصلبة إعجاباً كبيراً لدى شعوب المنطقة والعالم الإسلامي".
ورأى أنّ مشكلة الأوربيين والغرب هي أنهم يعتقدون أن العالم أحادي القطب، وأن أميركا قوة عظمى، وقال: "الأميركيون يعتبرون أن كل من يعارض وجهة نظرهم هو ضدهم، وهم يريدون أن يكونوا في مكان وموقع يمكّنهم من نهب ثروات الدول الأخرى، كالنفط الذي يسرقونه من سوريا".
وأكد ولايتي أنّ بث التّفرقة والانقسام وخلق العداء، إنما تجري إدارتها بتوجيهات الأميركيين والنظام الصهيوني وبدعم من بعض الدول التي تبحث عن سياساتها في التبعية لهم، برغم أن الأمة الإسلامية في العالم باتت أكثر يقظة مما كانت عليه في الماضي، وأصبحت تعي وتدرك عمق هذه المخططات وتتصدى لها وتقاومها. معتبراً أن الحل للوضع الدولي الحالي هو انسحاب الناتو وحل الأزمة الأوكرانية عن طريق "الجلوس في الأمم المتحدة وحل المشاكل والقضايا العالقة".
الأحداث الأخيرة في إيران مؤسفة ومحزنة جدًّا
وردًّا على سؤال حول أحداث الشغب الأخيرة في إيران لفت ولايتي إلى أن الأميركيين لم يحركوا ساكنًا حيال الجرائم التي ارتكبها "داعش" في العراق وسوريا. وفي الأسابيع الأخيرة، جرى نقل وإحضار داعش من العراق إلى أفغانستان، ليكون أداة في أيدي الأميركيين. وقبل أيام فجّروا مدرسة "شيعية" للبنات واستُشهدت عشرات الفتيات البريئات، وظل الأميركيون صامتين.
وأضاف: "لا شك أن الأحداث الأخيرة في إيران كانت مؤسفة جدًا ومحزنة للجميع، والإيرانيون لديهم مشاعر عالية، وكانت لهم ردود فعل منطقية، ولكن ما علاقة ذلك بحقيقة أن مجموعة مسلحة من قبل السيد بارزاني تأتي من خارج الحدود وتقتل أبناء شعبنا من الكرد"؟
وردًّا على سؤال آخر قال ولايتي: "إيران في قلب جبهة المقاومة وتعمل جنبًا إلى جنب مع اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين والعراق. لقد ساعدنا العراقيين ضد داعش، وما حدث في سوريا كان فريدًا أيضًا... نحن معًا إلى جانب بعضنا البعض".
وعمّا إذا كان يعتقد أن محور المقاومة أصبح متفوقًا في المنطقة؟ أجاب ولايتي: "لقد اقتربنا كثيرًا مما تقوله، أي أن الوضع تحسّن بمرور الوقت، ونوع التفاعلات والتواصل بين مكوّنات جبهة المقاومة جيدة جدًا. الغربيون ليسوا معًا، هم يجلسون جنبًا إلى جنب مرغمين، لكننا نحن وأهل العراق وسوريا ولبنان واليمن، و... كالإخوة".
الشعب الإيراني لن يسمح لهم بتقسيم إيران
وعن دور أميركا والعدو الصهيوني في الأحداث الداخلية التي جرت في إيران بهدف تقسيمها، شدّد ولايتي على أن أميركا والكيان الصهيوني ليسا قويين بما فيه الكفاية لفعل ذلك، والشعب الإيراني لن يسمح بهذا الأمر، معتبرًا أن "تكثيف الضغوط على إيران تأتي ردًّا على النمو الذي حققته رغم العقوبات".
وقال: "أميركا و"إسرائيل" رأتا أننا أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في المنطقة. ولا شك في أن الأميركيين لا يستطيعون مقاومة إيران وعليهم مغادرة هذه المنطقة".
وعن العلاقة مع السعودية، قال ولايتي: "نحن جيران للسعودية، وليس لدينا مشكلة، وعلينا أن نعيش معًا. يجب أن تكون السفارات نشطة في كلا البلدين، لأنه يمكن حل النزاعات بطريقة أفضل. مما لا شك فيه، أنه بسبب الاحترام المتبادل والاحتياجات القائمة، هناك إمكانية لحل بعض الخلافات في وجهات النظر والآراء".
التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة للمسلمين
بالموازاة شدّد ولايتي على أن تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني "أمر خاطئ جدًّا وله الكثير من الأضرار"، لافتًا إلى أن "إسرائيل" لم تفعل شيئًا سوى الخيانة للمسلمين. لقد احتلت أرض فلسطين المقدسة، والأميركيون يضغطون على هذه الدول لتطبيع العلاقات.
وأضاف: "كل الخطط والمشاريع الموضوعة حول فلسطين والصهاينة، كانت لمصلحة "إسرائيل"، من كامب ديفيد ومدريد وأوسلو وواشنطن وكامب ديفيد-2، والأسوأ من ذلك كله، اتفاقية العقبة وميثاق أبراهام. كلها كانت لمصلحة "إسرائيل"، ولحسن الحظ فإن العالم الإسلامي والدول المحبة للحرية لا يلتفتان إلى هذه الأعمال ويبحثان عن حرية القدس". مؤكدًا أن ما فعلوه هو خيانة للمسلمين.
وختم ولايتي مؤكدًا أن أهم إنجاز تحقق في المنطقة هو "تشكيل جبهة المقاومة التي استمرت بقوة، وإن شاء الله سنعمل قريبًا مع كل المسلمين الأحرار في العالم على تحرير فلسطين من هيمنة الكيان الصهيوني الغاشم واحتلاله".