معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كيف يُقرأ "إعلان الجزائر" للمصالحة الفلسطينية؟
14/10/2022

كيف يُقرأ "إعلان الجزائر" للمصالحة الفلسطينية؟

تونس – عبير رضوان

وقّعت الفصائل الفلسطينية وثيقة "إعلان الجزائر" للمصالحة، وذلك في ختام أعمال مؤتمر "لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، بمشاركة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي وصف هذه اللحظة بـ "التاريخية". 

الاتفاق أثار ردود فعل واسعة في الشارع المغربي، فيما اعتبر العديد من النشطاء أن اتفاق المصالحة الفلسطيني يمثّل نقطة هامة في خضم التحولات التي تشهدها المنطقة، وضربة للكيان الصهيوني الذي ظلّ لفترات طويلة يعوّل على الإنقسام لإضعاف الفلسطينيين.  

المحلل الجزائري عثمان لاحياني

الصحفي والمحلل الجزائري عثمان لاحياني أكد لـ"العهد" أن المخرجات التي تمّ التوصل اليها اجتماع الجزائر حول المصالحة الفلسطينية مهمة لإنهاء الانقسام، مشيرًا الى أن تشكيل لجنة متابعة لتنفيذ هذا الإتفاق ترأسه الجزائر وبمشاركة فلسطينية وعربية، هو بند مهم جدًا يضمن وضع آلية تنفيذ هذا الاتفاق.  

وأضاف: "اعتقد أن التحضير الجيد من قبل الجزائر لهذا الإجتماع ساهم في إنجاحه، فالجزائر عملت منذ اطلاق المبادرة في كانون الأول / ديسمبر 2021 على سلسلة من اللقاءات المنفردة مع قادة الفصائل الفلسطينية. ثم عقدت لقاءات مباشرة مع فصيلين رئيسيين هما حركة "فتح" وحركة "حماس" وذلك في شهري تموز/يوليو ونهاية شهر ايلول/سبتمبر الماضي".  

وتابع أن هذه اللقاءات أُبعدت عن أي جدل اعلامي حتى يتم تحقيق المنجز الوطني. 

وأردف: "أعتقد أيضًا أن توقيع اتفاق اليوم في الجزائر في القاعة نفسها التي أعلن فيها الراحل ياسر عرفات في تشرين الثاني/نوفمبر من عام  1988 عن قيام الدولة الفلسطينية، يحمل رمزية كبيرة لأنه يشحن الفصائل الفلسطينية على المزيد من التمسك بالحقوق الفلسطينية، وعلى الجدية في تحقيق منجز المصالحة الفلسطينية الذي تنتظره كامل فصائل الشعب الفلسطيني". 

رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع في تونس

من جهته، لفت رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع في تونس أحمد الكحلاوي إلى أن الجزائر بذلت جهودًا حثيثة لإنجاح اتفاق المصالحة التاريخي. 

وقال لـ "العهد": "سُعدنا كثيرًا بما تقوم وقامت به الجزائر من مبادرات لتوحيد الصف الفلسطيني والموقف الفلسطيني. وليست هذه المرة الأولى التي تتدخل فيها الجزائر، بل تدخلت في السابق بنفس الموضوع، ولكن للأسف الشديد فقد واجهت الإخوة الفلسطينيون العديد من الصعوبات ولم يستطيعوا التحدث في هذا الأمر".

وأضاف: "رغم كل التحديات ومحاولات البعض لعرقلة هذا الاتفاق، فقد اجتمع الإخوة في الجزائر وقرروا الالتزام بروح الاتفاق، واتفقوا على مواصلة العمل بما جاء في "اعلان الجزائر"". 

وشدّد على أهمية الدور الوطني الذي بذلته الجزائر من أجل تخطي كل العقوبات الداخلية والخارجية حتى اللحظة الأخيرة، ومن أجل تجاوز الخلافات الفلسطينية الداخلية حول بعض البنود والتي كادت تطيح بهذا الاتفاق.

وختم الكحلاوي:"نحيي تصميم الجزائر وإرادتها لانجاح الاتفاق التاريخي ونوجه تحية شكر للأخوة الفلسطينيين من كل الفصائل الذين غلّبوا المصلحة الوطنية على المصالح السياسية الضيقة وقدموا هذا الإتفاق هدية للشعب الفلسطيني المناضل".

الجزائر

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم