الخليج والعالم
هل ينفجر سجن جو بعد الاعتداء على الشيخ عبد الجليل المقداد؟
لا يكتفي النظام البحريني باعتقال عالم الدين البارز وأستاذ الحوزة العلمية الشيخ عبد الجليل المقداد، ولا حتى بالاعتداء الوحشي عليه داخل السجن، بل يقرّر أن يتجاوز كل الخطوط الحمراء أو تلك المنطقية ويتحوّل من سجّان ظالم الى ضحية فجأة، ويفبرك مظلومية يهرب عبرها من مسؤولية ما يقترفه بحقّ كلّ المعتقلين السياسيين والرموز المُحتجزين.
أحدث الأنباء الواردة من سجن جو تشير الى أن "النيابة العامة طلبت التحقيق مع الشيخ عبد الجليل المقداد، بسبب شكوى تقدّم بها مسؤول التحركات علي فرحان، وهو الذي قاد الاعتداء على الشيخ داخل السجن"، بحسب ما أكد الناشط الحقوقي البحريني أحمد الوداعي، موضحًا أن الشيخ رفض التجاوب مع الطلب، لافتًا الى أن الداخلية وبتواطؤ مع النيابة العامة قررتا فبركة قضية ضد الشيخ عبد الجليل بعد أن وثّق في العلن ما تعرّض له من انتهاكٍ صارخ بسجن جو، وفي الوقت نفسه، فتحت أمانة التظلمات تحقيقًا مع الشيخ بوصفه معتدى عليه!".
وقال الوادعي: "يتكرّر مسلسلُ ما حصل مع السجين أحمد جعفر، بعد أن وثّق الاعتداء الذي تعرّض له من جانب الشّرطي صدام، وقد فتحت التحقيقات الخاصة تحقيقًا في ذلك، ولكن المحكمة حكمت بالسجن ضد أحمد جعفر"، وختم "هكذا يتحوّل الضحية الى جانٍ، والهدف تكميم الأفواه عن أيّ انتهاك ضد السجناء".
سجن جو ينفجر غضبًا
بالموازاة، يشهد سجن جو منذ الأمس اعتصامًا غاضبًا ينفّذه المعتقلون السياسيون في مختلف المباني احتجاجًا على الاعتداء على الشيخ، رافعين صيحات التكبير.
ووفقًا لبيان من سجن جو، فقد افترش المعتصمون ممرات المباني رافضين الدخول إلى الزنازين، قبل تمكينهم من لقاء الشيخ المقداد للاطمئنان على سلامته.
وما تزال الإدارة تتجاهل مطالب السجناء، الأمر الذي يخشى معه استخدام القوة والبطش لتفريق المحتجين.
وقد أوصى المعتقلون بنقل تحيّاتهم الحارة للذين استجابوا لنداء الغيرة والضمير، وتظاهروا احتجاجًا على ما تعرض له سماحة الشيخ، ومُطالبين أبناء الشعب بأن يشملوهم بالدعاء بالحفظ والتسديد.
قوى المعارضة: الاعتداء على الشيخ خطيرٌ وتهديدٌ لحياته
من جانبها، أصدرت قوى المعارضة البحرينية بيانًا شجبت فيه الاعتداء الخطير من قبل شرطة سجن جو المركزي على حياة الشيخ عبد الجليل المقداد المحكوم بالسجن لمدة 30 عامًا.
وأصدرت البيان ست قوى سياسية معارضة وهي: جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، حركة أحرار البحرين الإسلامية، تيار الوفاء الإسلامي، جمعية العمل الإسلامي، ائتلاف 14 فبراير/شباط، حركة الحريات والديمقراطية (حق).
وشددت القوى على أنها تتابع بقلق شديد الأنباء حول الاعتداء الآثم من قبل قوات النظام على المعتقل السياسي سماحة الشيخ المجاهد عبد الجليل المقداد.
وأكدت أن هذا الاعتداء خطير ويشكّل تهديدًا لحياة سماحة الشيخ، وهو استمرار للتضييق والتعدي على الرموز الدينية والشخصيات الوطنية المعتقلة، وكل أبنائنا المعتقلين الذين يعانون جراء سياسة الانتقام.
وقالت "إننا ومن منطلق وطني وواجب اخلاقي نقف دفاعًا عن كل المعتقلين السياسيين الذين يتعرضون بشكل مستمر لكافة أشكال الاعتداء والتضييق في سجون النظام".
وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن سماحة الشيخ عبد الجليل المقداد، وكل الرموز، وجميع السجناء السياسيين، ووقف سياسة العقاب الجماعي والانتقام التي امتدت لأكثر من 11 عامًا على أسس غير إنسانية ولا وطنية.
منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الانسان
كما أصدرت منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الانسان بيانًا عبرت فيه عن قلقها على سلامة الشيخ عبد الجليل المقداد، وعدّدت جانبًا من التعذيب والإهانات البالغة التي تعرّض لها المقداد منذ اعتقاله في العام 2011.
وقالت إن "الجرائم ضد الإنسانية التي حدثت ضد شريحة من المواطنين بما فيهم الشيخ المقداد حدثت عندما أعلن ملك البلاد حالة الطوارئ في البلاد، وتمّ اعتقال الآلاف من المواطنين بينهم الناشطون، والمدافعون عن حقوق الإنسان، والسياسيون، و الأطباء والمحامون، ونواب سابقون. وقد حدثت جرائم قتل تحت التعذيب، في عملية انتقام شارك فيها الجيش البحريني وجميع الأجهزة الأمنية في البلاد، كما تم فصل الآلاف من وظائفهم وفصل الطلاب من مقاعد تعليمهم".
وطالبت المنظمة "حكومة البحرين بوضع حدّ لانتهاكات حقوق الإنسان التي تنفذها الأجهزة الأمنية ضد السجناء".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/11/2024