الخليج والعالم
النجف الأشرف تحتضن أكثر من 6 ملايين زائر لإحياء ذكرى وفاة الرسول الأكرم(ص)
النجف الأشرف - عادل الجبوري
شارك أكثر من ستة ملايين زائر من داخل العراق وخارجه بإحياء ذكرى وفاة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله (ص) في مدينة النجف الاشرف، حيث مرقد ابن عمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وبحسب بيان للعتبة العلوية المقدسة، أصدرته مساء الأحد مع قرب انتهاء مراسم الزيارة، فقد "تم استقبال أكثر من ستة ملايين زائر في أيام ذكرى رحيل الرسول الأعظم محمد (ص)، مشيرة إلى استنفار جهود وإمكانات مختلف أقسام العتبة المقدسة والشعب التابعة لها لتقديم أفضل الخدمات للزائرين الكرام طيلة أيام الزيارة".
واشارت العتبة العلوية في بيانها الى انه "شارك في خطة الزيارة لهذا العام نحو 2000 متطوع من مختلف الهيئات والمؤسسات الحسينية، الى جانب مشاركة 600 عنصر من الكوادر الطبية والصحية والإخلاء الطارئ من داخل العراق وخارجه، وفرش أكثر من 21000 متر مربع في أماكن الاستراحة والأماكن المحيطة بالصحن الحيدري المطهر وصحن فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فضلًا عن توزيع قرابة 100 ألف وجبة طعام في المضيف المركزي وجميع المنافذ الأخرى المحيطة بالصحن الحيدري الشريف، ومواقع الضيافة في مدن الزائرين والمواكب الخدمية التابعة للعتبة المقدسة، ونشر 14 موقعًا للإجابة عن المسائل الشرعية، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 50 آلية لنقل الزائرين".
وساهمت مئات المواكب الحسينية في تقديم الطعام والشراب وتوفير أماكن الاستراحة للزائرين في داخل المدينة وفي الطرق المؤدية إليها التي سلكها الزائرون، سواء سيرا على الاقدام أو بواسطة وسائل النقل المختلفة.
وفيما يتعلق بتأمين الزيارة من الناحية الأمنية، شاركت مختلف المؤسسات والاجهزة الامنية، بما فيها تشكيلات الحشد الشعبي، في ذلك، ولم تسجل اي خروقات امنية على امتداد ايام احياء المناسبة، وفق ما ذكر النائب الاول لمحافظ النجف هاشم الكرعاوي، وقيادات امنية مسؤولة.
وفي تصريحات له، اشار الكرعاوي الى "ان الزيارة شهدت لأول مرة تسجيل أكثر من 6 ملايين زائر، وجميع الخطط الامنية والخدمية المقدمة للزائرين قد نجحت بمشاركة أكثر من 30 ألف عنصر أمنى من كافة الاجهزة الامنية والحشد الشعبي"، مضيفا: "لم يسجل اي خرق أمني خلال الزيارة، ولأول مرة في المحافظة لم تكن هناك مشكلة في النقل العكسي للزائرين، وحرصنا ان تدخل جميع اليات وزارة النقل الى النجف التي وصلتنا بشكل قوي، فضلا عن توفير أكثر من 6000 آلية نقل خاص تم تأمينها من المحافظة بالتنسيق مع باقي المحافظات".
ونوّه نائب محافظ النجف الى "الجهد المتميز لوزارة النفط بتخصيص محطات الوقود على مدى 24 ساعة بالسعر المدعوم، كذلك دعم الدوائر الخدمية بالوقود الاضافي والوقود بالأجل، فضلا عن الدور المهم لوسائل الاعلام والفضائيات في نجاح الزيارة".
وكالمعتاد تأتي ذكرى وفاة الرسول الاكرم (ص)، التي تصادف في 28 صفر، وكذلك حفيده الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، بعد وقت قصير من زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام، التي شهدت توافد أكثر من عشرين مليون شخص من ثمانين دولة الى كربلاء لإحياء المناسبة.
وكانت زيارة الاربعين قد شهدت العديد من الفعاليات ذات الطابع السياسي والثقافي والأكاديمي بمشاركة عشرات الشخصيات الدينية والفكرية من بلدان مختلفة. وكان اخر تلك الفعاليات، المؤتمر العلمي الدولي السادس لزيارة الاربعين، الذي نظمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة واستمر يومين، بالتعاون مع كلية الصفوة الجامعة والمجلس العلمي الاكاديمي، بمشاركة حوالي مائة باحث من خمس عشرة دولة عربية واجنبية، حيث قدم واحد وتسعون بحثا خلال المؤتمر، وتمحورت البحوث حول عدة قضايا، من بينها المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتحققة من زيارة الأربعين، والمنظور الفقهي والحداثي ودور الزيارة في إرساء أسس التعايش السلمي وعلاقته بالتسامح، والشجاعة الأخلاقية وعلاقتها بالتوجه نحو العمل التطوعي لدى النساء المتطوعات في الزيارة، وأثر زيارة الأربعين في الأمن الاجتماعي.
وفي الوقت الذي ثمنت إدارة المؤتمر قرار الحكومة العراقية القاضي باعتبار يوم 20 صفر من كل عام يوما وطنيا للعمل التطوعي، اوصت اللجنة العلمية للمؤتمر خلال الجلسة الختامية بضرورة دراسة التحديات التي تواجه زيارة الاربعين، وأبرزها تفويج الحشود المليونية للزائرين بطرق علمية وعملية للوصول الى حلول ناجعة تسهم في تذليل العقبات امامهم، وكذلك دعت وزارة التربية لتضمين الابعاد الإنسانية والقيم الروحية لزيارة الأربعين في المناهج الدراسية المعتمدة لغرسها في نفوس الأجيال.
الامام علي عليه السلامالنبي محمد