الخليج والعالم
المظاهرات المؤيدة للثورة الإسلامية في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين بالمظاهرات المؤيدة للثورة الإسلامية والمنددة بأعمال الشغب التي جرت في الأيام الماضية، حيث نزل المؤيدون إلى الشوارع في مختلف المناطق الإيرانية بدءًا من يوم الجمعة الماضي بعد الصلاة مباشرة.
الأحداث الداخلية في إيران
وقد ذكرت صحيفة "إيران" أنه "بالتزامن مع ذكرى وفاة الرسول الأكرم (ص) واستشهاد الإمام الحسن المجتبى (ع)، نزل الملايين من أبناء الشعب الإيراني إلى الساحات الرئيسية في عدد من المدن، معبرين عن إدانتهم لأعمال الشغب الأخيرة التي كانت مصحوبة بإهانات للمقدسات.
ولفتت الصحيفة إلى أن "التجمع الاحتجاجي لأبناء طهران احتجاجًا على تدنيس القرآن الكريم والمسجد وعلم الجمهورية الإسلامية نظم مساء أمس الأحد في ساحة الثورة بطهران"، مشيرًا إلى أن "وسائل الإعلام المناهضة للثورة كانت حاضرة وحاولت خلق أخبار كاذبة حول إلغاء هذا الحفل في الفضاء الإلكتروني، للحد من احتشاد الناس".
وأضافت الصحيفة أن "مشهد المقدسة وشيراز وطهران يوم أمس، شهدت مراسم تشييع شهداء الدفاع عن الأمن (شهداء قوات الأمن الإيرانية) من الذين قضوا في مواجهة أعمال الشغب".
وبدورها، أشارت صحيفة "وطن امروز" إلى أن "حضور الثوار من جميع أنحاء البلاد في هذه التجمعات كان واسعًا ومثيرًا للإعجاب، إذ لم يكتف الناس بتأكيد ولائهم للثورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل نزلوا إلى الشوارع والميادين، وهتفوا بشعارات ثورية ليقولوا للعالم إنهم ما زالوا يراقبون الفتن بيقظة ضد الثورة الإسلامية".
هذا وزار الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي أسر شهداء القوى الأمنية الذين قضوا في الأحداث الأخيرة، حيث ذكرت الصحف الإيرانية أنه "بعد ساعة من عودة رئيسي من رحلته إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اتصل بأسرة الشهيد دوست محمدي، المدافع عن الأمن في مدينة مشهد المقدسة وأجرى محادثة معهم".
وبحسب الصحف، اتصل رئيسي في اليوم التالي بأسرتي الشهيد الأمني الآخر، والشهيد ندياد حسين أوجاغي في مدينة تبريز وقدم واجب العزاء باستشهادهما .
وشدد رئيسي في اتصاله على نقطتين أساسيتين، أولًا تقدير شجاعة هؤلاء الشهداء في مواجهة المشاغبين، وثانيًا التأكيد على ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم في مشهد أو تبريز.
وذكرت الصحف أن "شعارات أطلقت خلال التظاهرات المؤيدة للثورة استهدفت بريطانيا، وذلك لرعايتها وسائل إعلام حرضت ودعت إلى الشغب في الأيام الأخيرة"، ولفتت إلى أن السفير البريطاني في إيران سيبلغ لندن بهذا الأمر على الفور.
وردًا على المواقف التدخلية لرئيس البرلمان النرويجي فيما يتعلق بالتطورات الداخلية في الجمهورية الإسلامية، استدعى المدير العام لدول غرب أوروبا يوم أمس السفير النرويجي في طهران إلى وزارة الخارجية، وفي هذا الاجتماع تم نقل اعتراض إيران الشديد على التصريحات المتحيزة وغير الواقعية بشأن الاضطرابات الأخيرة وتم التأكيد على أن هذه التصريحات غير البناءة تعتبر تدخلًا في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية".
وبحسب "وكالة أنباء الطلبة الإيرانية"، نشر روب مالي الممثل الخاص للحكومة الأمريكية لشؤون إيران رسالة عبر حسابه على "تويتر" ردًا على تصريحات المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الذي اعترض على تدخل الولايات المتحدة في شؤون إيران. وادعى مالي أن قوات الأمن الإيرانية تتعامل بعنف مع المتواجدين في أعمال الشغب، وقال إن "الولايات المتحدة تتخذ إجراءات في هذا الموقف حتى يتمكن الشعب الإيراني من التواصل مع بعضه البعض".
كما أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الجمعة بيانًا تدخليًا لدعم الاضطرابات في إيران وأعلنت أنها أصدرت تفويضًا عامًا لزيادة دعم الإنترنت المجاني في إيران، كما اعترفت ويندي شيرمان نائبة وزير خارجية الولايات المتحدة في بيان لها أن واشنطن تحاول التدخل في مجال الاتصالات في إيران.
الأزمة المعيشية في أوروبا
من جهة اخرى، تابعت بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، مستجدات العملية الروسية في أوكرانيا وتداعياتها على أوروبا. وذكرت صحيفة "إيران" أن أزمة الطاقة التي لم يسبق لها مثيل في العالم في العقود الأخيرة، أصابت دول القارة العجوز بأوضاع أسوأ بكثير من البلدان الأخرى، وبالإضافة إلى اقتراب موسم الشتاء، ارتفعت الأسعار في ألمانيا دون إيجاد أي حل لأزمة أفران المخابز المرتقبة في العديد من المناطق، في حين يعاني المستأجرون البريطانيون من ارتفاع قياسي في كلفة إيجارات المنازل.
وفقًا لموقع Fortune الإلكتروني، مع بداية الأزمة الأوكرانية فقدت دول الاتحاد الأوروبي، التي كانت تزود بـ 40٪ من غازها الطبيعي من روسيا، ثاني أهم مصدر للطاقة بسبب عقوبات موسكو، وتضاعف سعرها ثلاث مرات.
كما أدت الزيادة غير المسبوقة في أسعار الطاقة في أوروبا، والتي تفاقمت بسبب العقوبات الغربية ضد روسيا ورد موسكو، إلى إقفال العديد من المخابز الألمانية. ووفقًا لـ Yoas News، فقد فرضت هذه الظروف وارتفاع التضخم ضغوطًا كبيرة على الشركات لدرجة أن أحد أقدم المخابز في كولونيا، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 90 عامًا، اضطر إلى إيقاف تشغيل أفرانه.
كما أن زيادة سعر الفائدة المصرفية في المملكة المتحدة، في ذروة الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الطاقة في هذه البلدان، ستسبب مشاكل لمئات الآلاف من الأشخاص في بريطانيا لتأمين عقود الإسكان. بمعنى آخر، فإن 1.8 مليون أسرة ستنهي عقودها السكنية في عام 2023، ومن المتوقع أن يواجه خُمس هؤلاء الأشخاص (حوالي 360 ألف أسرة) صعوبات في العثور على مأوى بسبب العقود الثقيلة.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "وطن أمروز" خبر بدء مشاورات أنقرة مع "تل أبيب" لتصدير الغاز إلى أوروبا، حيث أكد إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية أن أنقرة و"تل أبيب" تتفاوضان بشأن نقل الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، وسيعقد مسؤولو الجانبين اجتماعًا حول هذا الموضوع في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وبحسب موقع "اي 24 نيوز" الإسرائيلي، قال كالين إن "الغاز القادم من شرق البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يصبح بديلًا عن الطاقة التي تزودها روسيا للاتحاد الأوروبي في أيار/مايو المقبل، مؤكدًا أن "أنقرة مستعدة لأن تكون جزءًا من هذه المعالجة".