الخليج والعالم
عقود شراكة بين ألمانيا والسعودية على خلفية أزمة الطاقة الأوروبية
تُسارع الدول الأوروبية مع اقتراب الشتاء للتفتيش عن بديل لمصادر الطاقة الروسية نتيجة العقوبات المفروضة على الأخيرة والتي انعكست بنتائجها السلبية على دول الاتحاد الأوروبي والغرب ولا سيما ألمانيا.
وفي هذا السياق، قام المستشار الألماني أولاف شولتس في زيارة الى الخليج العربي حيث كانت أول محطاته في السعودية إذ إستقبله ولي العهد محمد بن سلمان في قصر السلام بجدة.
واستهل أولاف شولتس جولته الخليجية التي تشمل الإمارات وقطر، بزيارة المملكة السعودية لمحاولة عقد شراكات في مجال الطاقة في مواجهة أزمة الغاز الأوروبية، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وفي التفاصيل، استقبل أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل، بمطار جدة، شولتس، الذي توجه إلى قصر السلام حيث اجتمع بولي العهد محمد بن سلمان، في حين أنه من المقرّر أن يجتمع في وقت لاحق بمجموعة من النساء السعوديات، ويرافق شولتس وفد كبير يضم ممثلين لقطاعات اقتصادية عدة بينها الطاقة.
وقال مصدر مقرب من شولتس قبيل وصوله إلى السعودية: "إنها الزيارة الأولى (للمستشار الألماني) للمنطقة في إطار المرحلة المتغيرة التي تسببت بها الأزمة الأوكرانية"، حيث أنه بعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، يسابق شولتس الوقت لايجاد موردين جدد للتعويض عن شحنات الغاز الروسي التي ستنفد قريبًا، فيما قد تفضي الجولة في الدول الخليجية التي تلعب دورًا "إقليميًا رئيسيًا" إلى توقيع عقود خصوصًا مع الإمارات، للحصول على الغاز الطبيعي المسال، وفق ما ذكرت "فرانس برس".
وأوضح أحد مستشاري شولتس قائلًا: "سنضع اللمسات الأخيرة على طروحات طموحة"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وبحسب "فرانس برس"، أفادت المصادر الحكومية بأن برلين ترغب في توسيع التعاون في تقنيات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر المنتج باستخدام الطاقة المتجددة، والذي يمكن أن تستورده ألمانيا بكميات كبيرة من دول الخليج"، في حين سعى المستشار الألماني إلى تعزيز التعاون السياسي مع القوى الإقليمية لمنع تقاربها من روسيا والصين.
ونقلت "فرانس برس" عن أحد مستشاري شولتس قوله: "ولي العهد، الحاكم الفعلي للبلاد، سيقود المملكة في "السنوات العشر او العشرين او الثلاثين المقبلة.. علينا التحدث مباشرة مع السعودية اليوم إذا أردنا حل مسألة الحرب في اليمن مثلًا أو التطرق إلى المسألة الإيرانية.. لا يمكننا ان نتجاهل ضرورة العمل معًا".
يُذكر أنّ الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان سيستقبل شولتس يوم غد الأحد، على أن ينتقل لاحقًا إلى قطر، أحد اكبر مصدري الغاز قي العالم، للقاء أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني.