الخليج والعالم
اهتمامات الصحف الايرانية ليوم السبت 24 أيلول/ سبتمبر 2022
تصدرت أعمال الشغب التي قام به متظاهرون عناوين الصحف الايرانية، وأبرزت المقالات والتحليلات حجم الخديعة التي نفذها العملاء للانتقام من الشعب الايراني وايران الاسلام تحت ذريعة حادثة وفاة السيدة مهسا أميني.
الأحداث الأخيرة التي انشغل بها الإيرانيون بعد نزول بعض المتظاهرين إلى الشوارع ليأخذ نزولهم طابعًا تدميرياً، فقد نقلت "كيهان" عن رئيس تحريرها حسين شريعتمداري، أن أعمال الشغب والشعارات الهدامة التي يطلقها المتظاهرون وأعمالهم الوحشية تظهر بوضوح أن حادثة وفاة السيدة مهسا أميني كانت مجرد ذريعة، والأعداء الخارجيون أرسلوا مرة أخرى عملاءهم الداخليين إلى الميدان للانتقام من الشعب والجمهورية الاسلامية.
وأضاف شريعتمداري: "إن الدعم الرسمي والعلني من الولايات المتحدة وأوروبا والنظام الصهيوني وبعض الجماعات المحلية سيئة السمعة لمثيري الشغب لا يمكن أن يكون بدون اتصال منظم مع العملاء الرئيسيين لأعمال الشغب".
وقال شريعتمداري: "وفاة السيدة محسة أميني كانت حدثًا مؤسفًا، ولكن كما تظهر جميع الأدلة والوثائق:
أولاً: لا علاقة له بقوات الشرطة
ثانياً: أعمال الشغب والأعمال الوحشية التي يرتكبها المشاغبون لا يمكن أن تكون رداً على ذلك، فإن قتل المواطنين وحرق المصحف والاعتداء على سيارات الإسعاف التي تنقل المرضى وتحطيم واجهات المتاجر وحمل الأسلحة النارية وما إلى ذلك ، لا يمكن تقييمها إلا في إطار الأوامر التي تمليها المخابرات الأجنبية لمرتزقتها الداخليين.
وربط شريعتمداري بين الأحداث الأخيرة والسبب الذي دعا الشخصيات "المتطرفة" في البلاد إلى تبنيها والدعوة إليها، حيث ذكر أن الضرر الجسيم الذي عانى منه هؤلاء من "فضائح" الإدارة في الحكومة والبرلمان والبلدية ومجلس مدينة طهران جعلهم لا يدخرون أي عذر لكسب ثقة الرأي العام، ومن المحتمل أن يستمر هذا النوع من السلوك في الأشهر المقبلة حتى الانتخابات البرلمانية على ليستخدم فرصة للعودة إلى السلطة حتى يتمكن البعض على الأقل من جمع بعض الأصوات بهذه الطريقة.
"إطلاعات"
كما نقلت " إطلاعات" بعض التقارير الرسمية حول نتائج التحقيقات الامنية، ومنها إعلان المركز الإعلامي لقوات شرطة كوردستان عن ضبط 65 سلاحا أوتوماتيكيا في مدينة "ديواندارا"، وكشف التقرير أن هذه الأسلحة تم تحميلها من محافظة أذربيجان الغربية إلى المحافظات الوسطى وصادرتها شرطة ديواندارا بعد متابعة أمنية، وبحسب إعلان الشرطة فقد خطط المهربون لتوزيع هذه الأسلحة.
وكشفت التقارير أيضاً ونقلاً عن بعض المسؤولين أن أربعة شهداء على الأقل من المدنيين خلال التجمعات وأعمال الشغب الأخيرة في كردستان قتلوا بأعيرة نارية من نفس نوعية الأسلحة المصادرة.
وأيضًا نقلت "إطلاعات" عن قائد حرس حدود أذربيجان الشرقية أنه تم التعرف على أعضاء شبكة إرهابية واعتقالهم من خلال استخبارات حرس الحدود.
من ناحية أخرى، قال نائب قائد شرطة جيلان إن مثيري الشغب كانوا يطلقون النار على الناس والشرطة، وتم تحديد 3 من منفذي إطلاق النار واعتقالهم.
"إيران"
بدورها نشرت صحيفة " إيران" تعليق رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي على أعمال الشغب الأخيرة حيث قال: "أعداء يريدون ركوب موجة وإثارة أعمال شغب، ويعتقدون أن بإمكانهم إيقاف الأمة الإيرانية بهذا النوع من الحركة". وأضاف رئيسي: "لن نسمح بتعريض أمن الشعب والبلد للخطر تحت أي ظرف من الظروف".
كذلك غطت الصحف الايرانية مسيرات التضامن التي خرجت أمس عقب صلاة الجمعة مؤيدة الثورة والنظام، حيث خرج أهالي المدن في جميع أنحاء البلاد في مسيرات تأييد، وأدانت المتضامنون إهانة الأماكن المقدسة، وتدنيس حجاب المرأة المسلمة، وتدمير الأماكن العامة ، والاعتداء على قوات الشرطة، وأبدوا اعتراضاتهم على الذين يشتمون المقدسات.
وتجدر الإشارة إلى ان الأحداث الأخيرة التي وقعت بحجة وفاة مهسا أميني، جاءت بعد طلب الجهات المسؤولة فور وقوع الحادثة وقبل أن يعلم أحد أو يتحرك أحد توضيح القضية وإبلاغ الجمهور بتفاصيل قضية الوفاة وأسبابها، وقد أظهر تقرير الطب الشرعي الأولي أن الشائعات المنشورة عن سبب الوفاة غير صحيحة.
وفي آخر أخبار التحقيقات، أعلن الدكتور فروزيش، المدير العام للطب الشرعي في محافظة طهران، قبل يومين ، في التقرير الأولي لتشريح جثة الراحلة أميني، أنه بعد فحص وتشريح الجثة، لم تكن هناك علامات إصابة في الرأس والوجه، أو كدمات حول العينين، أو كسور في الجمجمة.. مما يدحض أكاذيب مثيري الشغب.
المفاوضات النووية
من جهة أخرى اهتمت الصحف الإيرانية بآخر المستجدات والتصريحات حول مصير المفاوضات النووية حيث ذكرت " كيهان" أنه رغم إعلان السلطات الإيرانية الدائم والمتكرر وللمرة المليون أن الأسلحة النووية ليست جزءًا من العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية، صرح منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي بأنه لن يسمح لإيران بالوصول إلى الأسلحة النووية!
ونقلت "كيهان" عن صحيفة The Arab Independent أن الدلائل تشير إلى أن إيران تفاوض من موقع قوة، وأن أمريكا وأوروبا حاضرتان في المفاوضات من موقع ضعف وأن "إسرائيل" أجبرت واشنطن على تنسيق مواقفها مع تل أبيب".
ونقلت " إطلاعات" وسائر الصحف الإيرانية رد الرئيس الإيراني على سؤال حول المفاوضات النووية حيث قال: "لم ولن نعتمد على خطة العمل الشاملة المشتركة أو ختام المحادثات لتحسين أوضاعنا الاقتصادية".
وأضاف رئيسي: "سياسة حكومتنا هي أن نشارك في المفاوضات ونرحب باتفاق جيد، لكن ربط اقتصاد البلاد بقضية خطة العمل المشتركة الشاملة يخلق مشاكل لاقتصاد البلاد".
وقال رئيسي: "إذا أظهر الأمريكيون التزامهم بالاتفاق، فإننا بالتأكيد نرحب باتفاق عادل وجيد يمكن للجمهورية الإسلامية الاستفادة منه اقتصاديًا".
وردا على سؤال آخر حول الملف النووي الإيراني قال الرئيس الايراني: "لقد أكدنا دائما وأعلنا رسميا أن أهم قضية اليوم هي رفع العقوبات وأن الاتفاقية التي تجري مناقشتها لن تكون مستقرة إذا كانت بدون حل قضية الضمانات".