الخليج والعالم
افتتاح دورة الأمم المتحدة وغوتيريش يحذر من "ورطة كبيرة"
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال افتتاحه الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الثلاثاء، من خطورة الانقسامات والعنف وأزمة غلاء المعيشة، مما ينذر بموجة من "السخط العالمي"، معلنًا أن العالم في "ورطة كبيرة".
وعلى مدى أسبوع تقريبًا سيلقي نحو 150 رئيس دولة وحكومة من كافة أنحاء العالم خطاباتهم، وستتجه أنظار العالم إلى هذا الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الأولى حضوريًا بعد سنتين من الغياب والاجتماع الافتراضي بسبب أزمة وباء كورونا.
وفي الخطاب الافتتاحي أبدى غوتيريش تشاؤمًا كبيرًا من الأزمات في العالم، إذ سبق أن أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه أن الأمين العام "لن يلطف الأمور".
وقال غوتيريش في بداية خطابه "عالمنا في ورطة كبيرة، والانقسامات تزداد عمقًا.يلوح في الأفق شتاء من السخط العالمي في ظل اشتداد أزمة غلاء المعيشة وانهيار الثقة وتزايد اللامساواة".
وأضاف أن الإمدادات الغذائية ستكون مشكلة العام المقبل إذا لم يستقر سوق الأسمدة، مشيرًا إلى أن نقصها سيتحول بسرعة إلى نقص غذائي عالمي في حال عدم اتخاذ إجراءات الآن.
واعتبر غوتيريش أنَّ المجتمع الدولي ليس مستعدًا أو راغبًا في مواجهة التحديات الدراماتيكية الكبرى في العصر الحاضر، وأن الانقسامات الجيوسياسية تقوض عمل مجلس الأمن والقانون الدولي.
وأشار إلى أنَّ أحدث التقارير عن مواقع الدفن في مدينة إيزيوم بأوكرانيا مزعج للغاية، كما أنَّ التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ما زال بعيد المنال.
كما لفت غوتيريش إلى أنَّ العنف والمعاناة لا يزالان سائدين في سوريا، فيما يواجه أكثر من نصف سكان أفغانستان مستويات شديدة من الجوع، حيث يعاني الاقتصاد الأفغاني من حالة خراب.
كما حذر من أنَّ عدد الفقراء والمحرومين من الرعاية الصحية والتعليم في تزايد، وأن الفوارق بين البلدان المتقدمة والنامية والشمال والجنوب أضحت أكثر خطورة.
وأضاف "ملتزمون بالاستفادة من كل أداة دبلوماسية للتسوية السلمية للنزاعات وفق ميثاق الأمم المتحدة".
وندد غوتيريش بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي "القائمة على الغضب والسلبية"، معتبرًا أنها تسبب أضرارًا لا توصف للمجتمعات، حسب وصفه.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن أزمة المناخ هي القضية الأهم حاليًا، وأنه يجب أن تكون أولوية كل حكومة ومنظمة.
وقال أيضا إن الكوكب أصبح ضحية لسياسات الأرض المحروقة، مطالبًا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45% بحلول عام 2030.
وتابع "يجب على المتسببين بالتلوث أن يدفعوا ثمن أفعالهم، ويجب فرض ضرائب على الشركات المتسببة بالتلوث".
من جهة أخرى، قال الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي، إن ربع البشرية يعيشون في مناطق نزاع محاصرة وسط القتال وعدم الاستقرار السياسي.
وأضاف الدبلوماسي المجري في خطابه أمام زعماء العالم، أن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في الأشهر الماضية دفع 70 مليون شخص إلى الفقر، معتبرًا أن العالم يحتاج إلى حلول عبر التضامن والاستدامة والعلم.
واعتبر أن الجوع بلغ مستويات تنذر بالخطر بسبب تغير المناخ وكورونا، مشددًا على أن أكثر من 300 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.