الخليج والعالم
سوريا: العصابات المسلحة تواصل تدمير الثروة الحرجية في مناطق سيطرتها
دمشق - علي حسن
رغم عمليات السلب وإرهاق جيوب المواطنين بأخذ الضرائب والخوات منهم، إلا أن الجشع وحب الامتلاك ألهم الجماعات الإرهابية المسلحة في الشمال السوري ابتداع وسائل جديدة لجمع المزيد من الأموال، وآخر تلك الابتكارات قيام فرقة "الحمزات" المنضوية ضمن ما يسمى الجيش الوطني الموالي لتركيا بقطع الأشجار من "حي العبرة" ضمن مدينة رأس العين بريف الحسكة قرب الحدود التركية، حيث قاموا بتجميع الأشجار المقطوعة بهدف الاستفادة من الحطب وبيعه مع اقتراب فصل الشتاء.
تدمير الغابات
وبحسب ناشطين، فإن عملية القطع تتم بحراسة من عناصر الفصيل وتُستخدم العربات العسكرية لنقل الأشجار المقطوعة وتجميعها في أحد منازل المهجرين من المدينة والتي استولت عناصر الفصيل عليها.
وكان ناشطون أشاروا في وقت سابق إلى أن تلك الجماعات قد قامت بتدمير الغابة الجميلة المطلة على بحيرة ميدانكي وتحويل الخضرة الشجرية هناك إلى مكان قاحل بعد أن كان قبلة للسياح والمصطافين، وأظهرت الصور الجوية قساوة المشهد الذي بات عليه الحال قرب بحيرة ميدانكي.
الناشط والإعلامي حازم عبد الله، أسف للوضع المزري الذي بات عليه الحال في مناطق سيطرة الجماعات الإرهابية، وقال عبد الله في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري إن الوضع المزري لم يعد محصورا بحالة المواطن الذي بات أسير نزوات تلك الجماعات الإرهابية وابتزازها، بل تعدى الوضع ذلك إلى تدمير البنية التحتية وكل ما تمَّ إنجازه عبر سنين طويلة بسرعة قياسية ولقاء مردود محدود، وقال الناشط إن مجرد المرور بمناطق سيطرة الإرهابيين يكفي للدلالة على حجم المأساة التي وصلت إليها تلك المناطق.
وتوقع عبد الله أن تتدحرج الأمور بسرعة في تلك المناطق نحو مزيد من الصراعات والنزاعات البينية بين الفصائل المتعددة الموجودة نتيجة حاجة أمراء الحرب هناك إلى مزيد من الأموال وإظهار قوتهم أمام سيدهم التركي الذي يقوم برعايتهم.
"الأموال مقابل العودة إلى الديار"
وفي نفس السياق أشار ناشطون محليون في ريف الحسكه إلى أن مواطنا من أبناء الطائفة "الإيزيدية"، لا يزال يحاول منذ أكثر من عام استرجاع ممتلكاته من أراضي زراعية ومنازل من فصيل "جيش الإسلام" المنضوي تحت قيادة ما يسمى "الجيش الوطني السوري" الموالي لتركيا.
ووفقًا للمصادر، فإن فصيل "جيش الإسلام" يستولي على أراض ومنازل لأهالي قرية السكرية بريف رأس العين الشرقي ضمن منطقة "نبع السلام"، وحولها لمقرات عسكرية واستثمار تلك الأراضي من قبل عناصر الفصيل.
المصادر أكدت أن عناصر الفصيل طردوا صاحب الممتلكات بعد أن جاء مع والدته المسنة لتقديم أوراق تثبت ملكيته، وتركوهما في العراء دون مأوى.
رغم أن المواطن قدم جميع الثبوتيات على ملكيته للأرض وحصوله على موافقة من "المجلس المحلي" لاستلام أرضه التي تبلغ مساحتها نحو 750 دونم، في حين طالبه عناصر الفصيل بدفع مبلغ 150 ألف دولار أمريكي لقاء استردادها.