معركة أولي البأس

الخليج والعالم

ماذا عن السياسة الخارجية لرئيسة الوزراء البريطانية الجديدة؟
08/09/2022

ماذا عن السياسة الخارجية لرئيسة الوزراء البريطانية الجديدة؟

اعتبر المحرر الدبلوماسي في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية كيم سينغوبتا أن رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة ليز تراس تسعى إلى تقديم نفسها كنموذج ثانٍ عن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر.

وفي مقال نشره في الصحيفة تحدث فيه عن مقاربة تراس حيال السياسة الخارجية، قال الكاتب إن تراس تسلمت منصب رئاسة الوزراء في فترة شبيهة بالفترة التي تسلّمت فيها ثاتشر الحكم، إذ أصبحت روسيا مجددًا "عدوًا"، مؤكدًا أن هناك عدوًا جديدًا للغرب وهو الصين أيضًا، مذكّرًا بأنه لم يكن يُنظر الى بكين خلال حقبة مارغريت ثاتشر على أنها "تهديد خطير". 

وتابع الكاتب أن حكومة تراس أمام تحدٍ صعب مع الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست"، محذرًا من تداعيات دولية على نطاق واسع نتيجة التوتر في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولندن في حال قامت الأخيرة بتفعيل المادة 16 من بروتوكول إيرلندا الشمالية، لافتًا إلى أنه يجري مناقشة اتخاد مثل هذه الخطوات. 

وقال إن ذلك سيؤثّر على اتفاقية السلام في ايرلندا الشمالية، مرجحًا أن تدخل الولايات المتحدة على الخط بمثل هكذا سيناريو، معتبرًا أن واشنطن حذرت مرارًا من تداعيات تقويض اتفاقية الجمعة العظيمة. 

وأضاف الكاتب أن الرئيس الأميركي جو بايدن من جهته أكد ضرورة الحفاظ على اتفاقية الجمعة العظيمة، ونقل عن بايدن قوله إن أي اتفاقية تجارية بين واشنطن ولندن يجب أن تكون مشروطة باحترام الاتفاقية المذكورة. 

واعتبر سينغوبتا أن تراس لن تتمتّع بالعلاقة الخاصة التي جمعت بين الولايات المتحدة وبريطانيا خلال حقبة ثاتشر والرئيس الأميركي وقتها رونالد ريغان.

وفيما يخصّ ملف أوكرانيا، أشار الكاتب إلى أن تراس تدعم بقوة فكرة تزويد بريطانيا أوكرانيا بالسلاح، معتبرًا أنها شخصية محبوبة لدى الحكومة الأوكرانية. 

أما بالنسبة إلى الصين، فقال سينغوبتا إن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة هي أكثر تشددًا حيال بكين بالمقارنة مع سلفها بوريس جونسون، لافتًا إلى أنها كانت قد دعت إلى تعزيز شراكة "أوكوس" مع الولايات المتحدة وأستراليا. 

وتابع الكاتب أن المواقف المتشددة هذه حيال روسيا والصين وإلى جانب تعهدات تراس بزيادة الإنفاق العسكري قد تؤدي إلى تكثيف الدور البريطاني على المسرح العالمي. 

ورأى الكاتب أن السيناريو على الأمد الطويل مرهون بالانتخابات، وليس تلك التي ستجري في بريطانيا فحسب، بل أيضًا في الولايات المتحدة. 

وخلص الى أن المشهد قد يتغيّر في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض عام 2024، واذا استمرت تراس في منصبها فإنها ستجد التعامل مع ترامب – في حال عاد الأخير إلى الرئاسة – مهمة أصعب بكثير مقارنة مع ما واجهته مارغريت ثاتشر مع رونالد ريغان.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم