الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: تطوّرات مفاوضات رفع الحظر في الصدارة
ما زال الاتفاق النووي ومفاوضات رفع الحظر الجائر عن طهران تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية. صحيفة "كيهان" أوردت ما جاء على موقع "تايمز أوف إسرائيل" حول أن واشنطن أبلغت "تل أبيب" أن اتفاق العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لن يكون على جدول الأعمال في الوقت الحالي.
وردًا على مقال نُشر في صحيفة "الجمهورية الإسلامية" الإصلاحية ذكر أن مسألة العقوبات على إيران ينبغي أن ينجز النقاش فيها لأجل اختتام الاتفاق وخاصة أن أوروبا تبحث عن النفط والغاز الإيراني قبل الشتاء القادم، قالت "كيهان": "نعم، أوروبا تعاني من أزمة طاقة، لكن ليست هي التي يجب أن تلتزم وتضمن رفع العقوبات بشكل دائم، فإذا كان للأوروبيين وزن مستقل للغاية، فقد يكون لديهم علاقات اقتصادية وصفقات نفطية مثل الدول الأخرى من دون خطة العمل الشاملة المشتركة"، وأضافت "مكان النقاش والخلاف هو الاتفاق الجيد أو السيئ، وليس الاتفاق فقط".
وجدّدت "كيهان" تأكيد المساعي الصهيونية الرامية الى تبديد الاتفاق، وقالت إنه في الوقت الذي يعترف فيه بعض المسؤولين الصهاينة بالمساهمة الفريدة لخطة العمل الشاملة المشتركة في كبح برنامج إيران النووي، فإنهم يعتبرون أن الخطة ليس لها بديل مفيد للغاية بالنسبة لهم، لذلك، أثناء تقسيم العمل مع أمريكا، مارسوا ضغوطًا حتى تتكرر الاتفاقية الكارثية ذاتها، وتبقى الوعود لإيران دون الوفاء.
أما صحيفة "آرمان ملي" فقد ذكرت أن إطالة أمد الاتفاقية الجديدة ليس بعيدًا عن الذهن بالنظر إلى أن المقترحات بين إيران والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد تغيّرت، وأثيرت عدة مرات سلسلة من الاعتراضات في مسودة الاتفاقية الجديدة، في حين أن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسّة للطاقة في الوقت الحالي، وقد تسبّب قطع الغاز الطبيعي عن روسيا في معاناة العديد من دول هذا الاتحاد، بطبيعة الحال، قبل حلول فصل الشتاء، حيث استهلاك الطاقة سيزداد.
وأشارت الى أن هذا الاتحاد يفكر في استبدال الغاز والنفط الروسي، وأفضل بديل هو إيران، ولهذا السبب يصر الاتحاد الأوروبي على التوقيع على هذه المسودة.
وقد أجرت "آرمان ملي" مقابلة مع السفير الإيراني السابق في بريطانيا جلال ساداتيان اعتبر فيها أنه كان أقل إنجاز لخطة العمل الشاملة المشتركة في عهد رئيس الجمهورية السابق حسن روحاني إزالة 6 قرارات دولية ضد طهران، وفي أحد هذه القرارات كان هناك احتمال للحرب على طهران، معربًا عن اعتقاده بأنه لا ينبغي تأجيج سباق التسلح في المنطقة، لأنه في هذه الحالة، ستسعى السعودية والإمارات وتركيا أيضًا إلى قوة ردع، معتبرًا أن هذا خبيث وليس المقصود.
وقال إنه بمجرد أن نحقق التكنولوجيا والصناعة النووية، لدينا قوة ردع بالقدر نفسه. وبالطبع، التحرك في هذا الاتجاه يمكن أن يصدر قرارات ضد إيران.
أما صحيفة "وطن أمروز" فقد ركزت على أن إشارات واشنطن بشأن التوصل إلى اتفاق أصبحت سلبية أكثر من ذي قبل، بينما تتواصل مراجعة نصوص الولايات المتحدة وإيران ردًا على مسودة النص التي اقترحها الجانب الأوروبي، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مع العراقيل الداخلية التي تواجهها، خاصة الانتخابات قبل الكونغرس، لا تزال لا تظهر الجرأة على اتخاذ القرارات اللازمة.
وبحسب "وطن أمروز"، فقد زعمت مصادر صهيونية أن رسالة بايدن نقلت إلى "تل أبيب" أنه لن يكون هناك اتفاق في أي وقت قريب، وكذلك اعتراف جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بتقليص التزام الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق.
إيران والعالم
كما أشارت "كيهان" وسائر الصحف الإيرانية إلى تحذير رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة محمد باقري من تهديد أمن الجمهورية الإسلامية في إيران، وقال: "نصيحتنا لدول الجوار ألا تعتمد على الأجانب".
ونقلت الصحف الإيرانية أن القوة البرية أجرت يوم أمس تدريبًا في سياق تدريبات متلاحقة، حيث ذكرت صحيفة "إيران" أن عدد التدريبات وإزاحة الستار في جيش جمهورية إيران الإسلامية يدل على توسع الجاهزية القتالية لهذه القوة.
الحرب الروسية الأوكرانية
من جهتها، طرحت صحيفة "إيران" أسئلة تتعلق بالحرب بين أوكرانيا وروسيا "ما هي أهمية هذا الصراع المكلف؟ ولماذا اتخذ رئيس روسيا مثل هذا القرار الجاد؟".
واعتبرت أن هذه الأسئلة مهمة للغاية، وقالت إن دومينيك دافارد (ضابط مخابرات سابق في الجيش الفرنسي) قام بتحليلها في مذكراته وكشف أسرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وذكر كيف يؤثر النظام الصهيوني على سياسة أميركا الخارجية والمصالح التي يسعى إليها موضحة جيدًا في مذكراته. وذكر في هذه المذكرات أنه قد يتبادر إلى الذهن أن أوكرانيا بعيدة جغرافيًا عن الشرق الأوسط، وفقًا للصحيفة.
ونقلت قوله إنه لا ينبغي للمرء أن يقرر على عجل أنه لا توجد علاقة بين أوكرانيا و"إسرائيل"، لأن عددًا كبيرًا من القرائن يشير إلى وجود علاقة مباشرة وكبيرة بين النظام الصهيوني والأحداث في أوكرانيا.
في السياق نفسه، اهتمّت الصحف الإيرانية بكلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنتدى الاقتصادي الشرقي وقوله إن روسيا لن تكون معزولة، محذرًا من أن "العقوبات الأمريكية تهدد أسس الاقتصاد العالمي".
وذكرت صحيفة "إيران" أنه بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس، فقد اعتبر الرئيس الروسي حمى العقوبات في الغرب تهديدًا مثل كورونا في العالم، وأكد أنه "لا ينبغي أن يحكم العالم بإرادة بلد معين يعتبر نفسه متفوقًا على الآخرين". وناقش عودة ارتداد العقوبات إلى الغرب وقال: "سارعت العديد من الشركات الغربية لمغادرة روسيا، لكننا الآن نشهد كيف تتعرض الشركات الأوروبية للخطر ويتم إغلاقها واحدة تلو الأخرى".
كما وصف قيمة الروبل بأنها قوية للغاية، بينما انخفضت قيمة الدولار واليورو والجنيه في الأشهر الأخيرة، وقال إن "ثقة الجمهور في هذه العملات آخذة في الانخفاض، بينما أنا متأكد من أن روسيا لم تخسر شيئًا حتى الآن ولن تخسر شيئًا في المستقبل".
بدورها، نقلت صحيفة "مردم سالاري" تفاصيل الجدل حول إدارة الطاقة الشتوية في أوروبا، حيث نقلت تشابك وتنافر الآراء في الدول الأوروبية حول قضية تنظيم استهلاك الطاقة في الشتاء القادم وخاصة مع تهديدات بوتين الجديدة.