الخليج والعالم
المقداد يبلغ العمامرة قرار دمشق بشأن قمة الجزائر
دمشق - علي حسن
بعد شد وجذب استمر شهورا طويلة ورغم الرغبة القوية للقيادة الجزائرية بإعادة سوريا لموقعها الطبيعي كعضو أساسي وفاعل في جامعة الدول العربية، أبلغ وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، نظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، عدم رغبة بلاده في طرح موضوع استئناف عضوية دمشق في الجامعة العربية، خلال القمة العربية المقبلة.
وأفادت وزارة خارجية الجزائر، في بيان، بأنّ "وزير الشؤون الخارجيّة والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري، فيصل المقداد"، مشيرًا إلى أنّ "من جملة المسائل التي تمت مناقشتها، كان موضوع علاقة الجمهورية العربية السورية بجامعة الدول العربية، حيث أكد رئيس الدبلوماسية السورية أنّ بلاده تفضل عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها بجامعة الدول العربية خلال قمة الجزائر".
وأضاف البيان أنّ "ذلك حرصاً من سوريا على المساهمة في توحيد الكلمة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأعرب الطرفان عن "تطلعهما لأن تكلل القمة بمخرجات بناءة، من شأنها أن تسهم في تنقية الأجواء وتعزيز العلاقات العربية-العربية للدفع قدما بالعمل العربي المشترك".
وكان لعمامرة قال في وقت سابق، إنّ بلاده جاهزة لعقد القمة العربية المقررة في الأوّل من تشرين الثاني المقبل.
كما سبق للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن أكد في تصريحات سابقة، مواصلة السعي لتكون سوريا حاضرة في القمة العربية المقبلة، المقرر عقدها أوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وتسلّم الرئيس السوري بشار الأسد، الشهر الماضي، رسالة من نظيره الجزائري حول التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر، والعلاقات الثنائية.
وفي 24 تموز/يوليو، أكد المدير العام للاتصال والإعلام بوزارة الخارجية الجزائرية أنّ الجزائر ستطرح مجدداً الدعوة إلى مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة، في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، في أيلول/سبتمبر الجاري.
عوائق مفتعلة حالت دون المشاركة السورية
وعلى الرغم من الرغبة الجزائرية الصادقة والمخلصة في العودة السورية لجامعة الدول العربية، فإن كثيرا من العوامل قد حالت دون تحقيق الطموح الجزائري، لا سيما بعض الدول العربية المرتبطة تماما بالمشروع الأمريكي في المنطقة. وحول هذا الموضوع قال المحلل السياسي عيسى عيسى لموقع "العهد" الاخباري في تعليقه على الحدث إن "بعض الرؤوس الحامية في أنظمة الاعتدال العربي لا تزال ترفض عودة سوريا إلى وضعها الطبيعي في المنطقة، وبالرغم من كل الانتصارات والحقائق التي ثبتها السوريون بدمائهم وإرادتهم فإن بعض القادة العرب لا زالوا يحاولون وقف عقارب الساعة وعدم الاعتراف بالأمر الواقع".
إلا أن الكاتب رأى "أنه سواء عادت سوريا إلى الجامعة العربية أم لا، فهذا لن يغير كثيرا من واقع الحال، خاصة بعد أن نجحت الديبلوماسية السورية في إحداث خروق كبيرة في العزلة المفروضة على دمشق على الصعيدين العربي والدولي".
وأضاف أن الدول الرافضة لعودة سوريا تعي هذا الأمر جيدا، لكن بعضها لا زال يحاول أن يقايض السوريين بالسماح لهم بالعودة للجامعة العربية مقابل نيل تنازلات سورية عن مواقفها الوطنية والقومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم حركات المقاومة، وهذا ما ترفضه دمشق رفضا قاطعا.
ويختم عيسى قائلا "سوريا التي صمدت طوال السنين الماضية وقدمت التضحيات الجسام وهي ثابتة في مواقفها، لن تفرط في كل مكاسبها مقابل ثمن بخس وهو العودة إلى جامعة لم تفلح يوما إلا في التنديد والشجب".