الخليج والعالم
لا بيئة حاضنة لسياسات واشنطن داخل الولايات المتحدة
أكد الكاتب في موقع "ناشيونال أنترست" جيفري أرنسون أن السياسات التي تبنّتها واشنطن في أعقاب الحرب العالمية الثانية لم تعد تحظى بالدعم الداخلي منذ فترة، مشيرًا إلى سياسات الجمهوريين خلال حقبة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حيال حلف الناتو وموضوع حماية أنظمة دول الخليج.
ولفت الكاتب إلى أن الديمقراطيين من جهتهم تخلّوا عن اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ وفضّلوا عقيدة "مسؤولية توفير الحماية" التوسعية بدلًا من عقيدة سيادة الدولة التي سادت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأضاف الكاتب أن الطبقة السياسية في واشنطن سواء من الحزب الديمقراطي او الجمهوري، لم تعد ترى مكسبًا كبيرًا في توسيع نظام التجارة الدولية وحشد الدعم السياسي عبر الأمم المتحدة، ناهيك عن تعزيز العلاقات مع روسيا والصين على أساس بناء الثقة.
ورأى الكاتب أن واشنطن تسعى إلى فرض ما تسميه "النظام الدولي القائم على القواعد"، معتبرًا أن اللافت في هذه العبارة هو أنها تسمح لواشنطن أن تختار تلك "القواعد" بشكل أحادي، واعتبر أن استخدام واشنطن للعقوبات يأتي في قلب هذا النظام الجديد، مضيفًا أن فرض العقوبات الاقتصادية والثقافية بات يشكّل السلاح المفضل لدى الإدارة الأميركية ليس حيال روسيا وإيران والصين فحسب، بل أيضًا حيال الأصدقاء والحلفاء، مشيرًا الى أن هذه العقوبات تسبب المأساة للمواطنين العاديين دون أن تحقق الأهداف الأميركية الموضوعة.
عقب ذلك، سأل الكاتب عمّا إذا كانت واشنطن دخلت في لعبة خاسرة جراء هذه المقاربة، مضيفًا أن إدارة بايدن وعلى الرغم ممّا قد تقوله عن النجاح في تشكيل ائتلاف من أجل هزيمة روسيا، إلّا أن العقوبات والسياسة التي تستند عمومًا الى الإجراءات العقابية تقوّض زعامة أميركا للعالم دون أن تقدم دليلًا واضحًا على أنها ستجبر روسيا على التراجع، ومشددًا على أن مثل هكذا نهج لا يوسّع من دائرة أصدقاء الولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى أن القوى العظمى من روما إلى واشنطن حافظت على نفوذها وعزّزت هذا النفوذ من خلال "توسيع الخيمة"، وليس من خلال إيجاد طرق من اجل اقصاء الأطراف من مكاسب النظام الدولي الذي تحاول هذه القوى الترويج له، وتابع "سيكون أمرًا مفاجئًا إذا ما نجحت الولايات المتحدة في أن تتزعم العالم جراء تبني مقاربة تقوم على تضييق دائرة الحلفاء والتجارة الدولية من خلال فرض عقوبات لا تميّز ما بين صديق وعدو.