الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: أيلول يحسم مصير المفاوضات حول رفع الحظر عن طهران
لا تزال مفاوضات رفع الحظر عن الجمهورية الاسلامية والاتفاق النووي تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية. صحيفة "كيهان" رأت أن المحادثات وصلت إلى مراحل حاسمة مع وصولها إلى خط النهاية والاتفاق النهائي بانتظار القرارات السياسية للغرب.
ونشرت "كيهان" عن أحد المراجع الخبرية أن المفاوضات أصبحت مشابهة للعبة ماربيل، في اللحظة التي تقترب فيها الأطراف من نقطة نهاية اللعبة، يجدون أنفسهم فجأة في أحد المنازل حيث يعضهم الثعبان ويسقطون، إن لم يكن حتى البداية، ولكن في منتصف الطريق.
وجاء في مقالة للصحيفة نفسها بعنوان "أوراق إيران الفائزة في المفاوضات النووية"، أن تحليل الوضع الحالي لأوروبا وأميركا بعد الفشل الذريع لسياسات أميركا في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط وبالإضافة إلى أزمة كورونا وأزمة الطاقة المتولدة عن الحرب الروسية الأوكرانية يشير الى أن الغرب ليس في موقف قوي في المفاوضات بل إن إيران في المقابل لديها من عناصر القوة ما يسمح لها أن تكون صاحبة اليد العليا في فرض الشروط.
في السياق نفسه، انتقدت "كيهان" إصرار الإصلاحيين في إيران على حصول اللقاء المباشر بين الإيرانيين والأميركيين وانتقاداتهم الدائمة للتفاوض عبر وسطاء مع أميركا، حيث ذكرت "كيهان" أن هؤلاء الإصلاحيين إلى الآن لم يقتنعوا بعدم جدوائية التواصل مع الأميركيين بل اللقاءات إن معهم ستجعلهم أكثر وقاحة في مواصلة طريقهم السابق.
وأكدت " كيهان" أن أهمية هذه الاستراتيجية العقابية المتمثلة في عدم التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة يتم اتباعها بجدية في الحكومة الثالثة عشرة.
أيلول والاتفاق النووي
من جهتها، توقّعت صحيفة "أرمان ملي" أن يحصل تجديد الاتفاق النووي في أيلول/سبتمبر القادم، والسبب في ذلك حاجة أوروبا للنفط الإيراني، لافتة الى أن هناك كمية كبيرة من النفط الإيراني على السفن، والتي يمكن لإمداداتها أن توازن السوق.
بدورها، اهتمّت صحيفة "مردم سالاري" بالحديث عن موقف الكيان الصهيوني الرافض للاتفاق النووي، وعلاقته بالولايات المتحدة الأميركية حيث يتوقع أن يزور رئيس وزراء الكيان الصهيوني في أيلول/سبتمبر المقبل الولايات المتحدة للإدلاء بموقفه الرسمي من الاتفاق هناك.
إيران والحكومة الثالثة عشرة
بالانتقال الى الشأن الإيراني الداخلي، أبرزت الصحف مضمون اللقاء الذي عقدته الحكومة مع آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
وذكرت أهمّ ما جاء في هذا اللقاء حيث كان الحثّ من قبل القائد على محورية التواصل المباشر مع الشعب، وأن الشعب هو العنصر الأهم في تحقيق الأهداف والنجاحات، كما دعا الحكومة إلى تحمل المسؤوليات وعدم الاعتماد على الأعذار والتبريرات، وأشاد بالزيارات التي كانت تجريها الحكومة وعلى رأسها رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي إلى المحافظات الإيرانية المختلفة واللقاء المباشر مع الناس، وختم اللقاء بجملة من النصائح والتوصيات.
صحيفة "كيهان" اختارت الردّ على ما ورد في بعض الصحف من انتقادات لعمل حكومة رئيسي، فركزت بشكل أساسي على الإخفاقات التي حصلت أثناء تولي التيار الإصلاحي العمل الحكومي لمدة 8 سنوات، هذا مضافًا إلى أن السنة الماضية كان الإنجاز الأكبر للحكومة هو تقليل الآفات والآثار السلبية التي ورثتها من الحكومة السابقة.
إيران والسعودية
في المقابل، توقّفت بعض الصحف الإيرانية عند علاقة إيران بالسعودية وعلاقاتها بالجوار والعالم شكل عام. صحيفة "أرمان ملي" ذكرت أن الجمهورية الإسلامية وإن حقّقت علاقات جيدة في العام الماضي مع جيرانها، إلّا أنها ينبغي أن تؤسّس لعلاقة منطقية مع العالم كله، ولفتت الى أن سياسة " لا شرقية ولا غربية" والتي كانت أحد شعارات الثورة، لا ينبغي أن تفسر على أساسها الغرب من جانب واحد، وتابعت أن المقصود من هذا الشعار هو رفض هيمنة كل من الشرق والغرب لا عدم إقامة علاقة متوازنة بين الجمهورية الإسلامية وبينهما.
وفي سياق العلاقة بين السعودية وإيران، ذكرت "أرمان ملي" أنه في عام 2014، أثناء تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، كان للسعودية مواقف قريبة من الصهاينة، ولكن الآن، بعد أن توصلت السعودية إلى فهم أن التحديات الأمنية في المنطقة لن يتم حلها دون التعاون مع طهران، وأن هذه التحديات سوف تؤثر على اقتصاد البلاد. لقد تبنت مواقف أفضل تجاه إيران.
وركّزت بعض المقالات في الصحيفة نفسها على أسباب تغير الطريق السعودي في التعامل مع إيران، وخلصت إلى أن ذلك يعود لسببين أساسيين، الأول هو تغيير نظرة البيت الأبيض للمنطقة، وحقيقة أن الديمقراطيين والرئيس الأمريكي جو بايدن ليس لديهم رؤية إيجابية لحكم ابن سلمان، ثانياً، أنفقت السعودية 350 مليار دولار خلال حرب 7 سنوات في اليمن، وواجهت مشاكل جسيمة اقتصادياً وعلى الصعيد العسكري والسياسي، لذلك، رغم أن السعودية كانت تنوي الاستمرار في الحرب، إلا أن أحد شروط إيران للمفاوضات الاتفاق مع السعودية على إنهاء الحرب في اليمن.
أميركا وأفغانستان
بمناسبة مرور ذكرى الانسحاب الأميركي من افغانستان، اهتمت بعض الصحف الإيرانية بالنتائج والمنطلقات للحروب الاميركية في المنطقة، فقد ذكرت صحيفة "إيران" ضمن مقال لإبراهيم متقي، الأستاذ الجامعي والخبير في القضايا الأميركية، أن أزمة أفغانستان أظهرت أن الولايات المتحدة تواجه علامات تراجع تدريجي في القوة في القرن الحادي والعشرين، النقطة الثانية أن الولايات المتحدة لم تنجح في استخدام الآليات المتعلقة بالحرب الاستباقية.
وبحسب الصحيفة، أظهرت المفاوضات الأمريكية في الدوحة أنه عندما تكون القوى العظمى في حالة تدهور، فلن تكون قادرة على تطبيق سياساتها القائمة على تعظيم المنفعة وبالتالي تحقيق أقصى فائدة استراتيجية تعكس نمط الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كل بوادر الفشل التكتيكي والهروب في أفغانستان.
وفي مقال بعنوان "دور النخب في الوضع الحالي في أفغانستان" نُشر في الصحيفة نفسها، ذكر عبد أكبري، مدير معهد أبرار للدراسات والبحوث الدولية، أن النخب في أفغانستان تعاني بشكل كبير من الصعوبة في التواصل وإنشاء جو خطابي جاد في الأجواء الأفغانية، وذلك أثر بشكل كبير على الوضع الراهن.