معركة أولي البأس

الخليج والعالم

رشاوى سعودية وإماراتية لموظّفي "تويتر" لاختراق المستخدمين والتطبيل لابن سلمان
25/08/2022

رشاوى سعودية وإماراتية لموظّفي "تويتر" لاختراق المستخدمين والتطبيل لابن سلمان

كشفت مجلة التايم الأميركية أن السعودية والإمارات هما في طليعة المتلاعبين بوسائل التواصل الاجتماعي لتضليل المعلومات، ونشر دعاية مزيّفة لدعم النظام، لافتة إلى أن منصة "تويتر" أوقفت في 2019 شبكة من 88 ألف حساب مزيّف تروج لوليّ العهد محمد بن سلمان.

ولفتت المجلة في تقرير مطول إلى أن السعودية والإمارات اللتين تحتلان المرتبة الثانية في التلاعب على "تويتر"، هما من بين أكبر عملاء الشركة الصهيونية NSO التي تبيع برنامج التجسس Pegasus، واللتين استخدمتاه لاستهداف عشرات الناشطين والصحفيين والأكاديميين، معتبرة أن الأنظمة الخليجية مثل السعودية والإمارات معادية للحقيقة، لكن تحالفها مع أميركا يوفر غطاء غير متاح لروسيا أو للصين.

ومن بين الأدلة القطعية التي عرضتها على تلاعب السعودية والإمارات بوسائل التواصل الاجتماعي لتضليل المعلومات، ونشر دعاية مزيفة لدعم النظام، لفتت المجلة الأميركية إلى عالم الأرصاد الجوية ديف شوارتز الذي كان معروفًا دائمًا بأسلوبه السهل وحس الفكاهة اللطيف، تفاجأ المتابعون له والمعجبون، بتغريد دعاية للنظام السعودي، بالعربية، على حسابه بعد عامين من وفاته بسرطان البنكرياس.

ومع ذلك، ظلّ حساب شوارتز على Twitter "متحققًا" لأشهر، مع علامة الاختيار الزرقاء التي يستخدمها Twitter للإشارة إلى المصداقية. كما تم اختراق حوالي 70 حسابًا آخر تم التحقق منها تخص رياضيين ولاعبي بيسبول محترفين وموسيقيين وكوميديين من خلال حسابات أبلغت عن مواقعهم في السعودية.

وقالت المجلة إن "بعض أكثر الأدلة دامغة على الجهود المبذولة للتأثير على الرأي العام الأميركي تؤدي إلى حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.. السعودية والإمارات في طليعة من يقوّضون التداول الديمقراطي، من التلاعب بتأثير تغريدات دونالد ترامب، إلى خداع المحررين في جميع أنحاء العالم لنشر الدعاية"، وأضافت "من المثير للقلق أن تويتر يبدو بطيئًا جدًا في فعل أي شيء حيال ذلك".

وتابعت: "تمتلك السعودية أكبر عدد من مستخدمي "تويتر" في الشرق الأوسط، وقد سُمح لتلاعبها بالمنصة بالوصول إلى نسب تنذر بالخطر. في عام 2019، أوقف تويتر شبكة من 88 ألف حساب مزيف تروج للدعاية للنظام. على الرغم من التلاعب المعروف بوسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، لا يمكن لروسيا المقارنة. عندما تجمع الإمارات والسعودية ومصر معًا - كما تفعل الشركة في مقالب المعلومات الخاصة بها - تحتل الدولتان الخليجيتان المرتبة الثانية في التلاعب بـ"تويتر"".

وأردفت المجلة: "وجد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في عام 2019 دليلًا على أن الموظفين في مقر شركة "تويتر" في سان فرانسيسو، الذين يتلقون رشاوى مثل الساعات الفاخرة، ينسّقون مع أفراد العائلة المالكة السعودية للحصول على معلومات خاصة من مستخدمي تويتر. في آب/ أغسطس الجاري، وجدت هيئة محلفين أن أحد هؤلاء الرجال مذنب. لم تتم محاكمة اثنين آخرين لأنهما كانا في السعودية".

ولفتت إلى أنه في العام 2017 عندما غرد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دعمًا للملك السعودي سلمان، أعادت آلاف حسابات الروبوت تغريد مديح ترامب للنظام السعودي.

وكشفت المجلة أيضًا أن المقالات الافتتاحية التي تدعم موقف السياسة الخارجية للإمارات والسعودية والولايات المتحدة في عهد ترامب ونشرت بين عامي 2019 و2021 في العديد من المنافذ الأميركية المعروفة، مثل: نيوزماكس، وناسيونال انترست، وبوست ميلنيال، وواشنطن، كانت لصحافيين وهميين لم يكونوا موجودين بالفعل.

وأوضحت: "كان الصحفيون المزيّفون يسرقون صور الملفات الشخصية من أناس حقيقيين بمن في ذلك مواطنون أميركيون، ثم يقومون بإنشاء حسابات على "فيسبوك" و"تويتر" و"لينكدان"، ويقدمون الأفكار إلى المحررين المطمئنين في المواقع الإخبارية الذين يطلبون المساهمات. مع تطور المشروع، استخدم المتلاعبون وجوهًا تبدو واقعية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الصناعي لإعداد ملفات تعريف الوسائط الاجتماعية. بحلول الوقت الذي تم فيه الكشف عن المحتالين، كانوا قد نشروا ما لا يقل عن 90 مقال رأي مختلفًا في 46 مطبوعة مختلفة".

وأضافت: "تمت مشاركة بعض هذه المقالات على تويتر من قبل أمثال رايان فورنييه، مؤسس "طلاب من أجل ترامب"، والسناتور الفرنسية ناتالي غوليه".

وأشار كاتب التقرير إلى أنه تحدث إلى محرري بعض المطبوعات الذين تم خداعهم لنشر المقالات، لم يلتقوا أحدًا ولم يجروا محادثة فيديو مع الصحفيين الذين كانوا ينشرون.

وإذ أكدت المجلة أن الإماراتيين عملوا مع جواسيس سابقين لوكالة الأمن القومي لاختراق أجهزة المواطنين الأميركيين، لفتت إلى أن كلًا من السعودية والإمارات من بين أكبر عملاء شركة NSO الصهيونية التي تبيع برنامج التجسس Pegasus ، الذي استخدموه لاستهداف عشرات الناشطين والصحفيين والأكاديميين.

وخلصت المجلة الأميركية الى أن الأنظمة الاستبدادية في الخليج الآن تستخدم جنبًا إلى جنب مع الشركات والخبرات الغربية، التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة اختراق الديمقراطية أينما وجدت، بما في ذلك الولايات المتحدة، وختمت "مع إسكات النقاد من خلال السجن والمراقبة والتعذيب أو الموت، تخشى أصوات المعارضة بشكل متزايد من التعبير عن الذات، مما يعني أن المجال العام الرقمي هو مجرد مساحة لمدح النظام أو الانخراط في الابتذال".

الإمارات العربية المتحدة

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل