الخليج والعالم
بعد تهديدات أردوغان بشن حرب شمال سوريا.. أنقرة نحو الحوار در
قبل أسابيع مضت، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتكلم بكل ثقة عن قراره النهائي بتنفيذ عملية أمنية عسكرية في الشمال السوري لإكمال ادعائه تنفيذ حزام أمني لحماية الداخل التركي من "الإرهابيين". وبدا الأمر كأنه ماضٍ في العملية مهما كانت المستجدات، ورغمًا عن كل المعترضين، لكن بعد قمة طهران الثلاثية المخصصة للوضع السوري، والتي جمعت رؤساء إيران وروسيا وتركيا، تبخر الحديث عن عمل عسكري، بل إن أنقرة باتت تخطب ودّ دمشق، وجرى حديث عن لقاءات أمنية لمسؤولين من البلدين، لا سيما أن الرئيسين الروسي والإيراني كانا دائمًا من معارضي التدخل التركي في سوريا.
وبدا لافتًا تركيز حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم على مهاجمة الدور الغربي في سوريا، بالتزامن مع الحديث المتزايد عن تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية وضرورة التوصل لاتفاق بين المعارضة السورية والنظام، وهو الحديث الذي بدأ يطغى على التصريحات الصادرة عن أنقرة بشكل مركّز منذ عقد قمة دول "أستانا" في العاصمة الإيرانية طهران.
من الواضح أن تركيا قد حسمت أمرها في إنجاز حلّ سياسي وفق التصورات الروسية للقضية السورية، وبغضّ النظر عن ترويجها القوي لوجود مؤامرة غربية - أمريكية، إلا أن المؤكد هو توافق أطراف أستانا على الشروع بخطوات الحلّ هذه، دون الأخذ بالاعتبار التحفظات أو حتى الرفض الأمريكي، في وقت لا يبدو فيه أن لدى واشنطن، على الأقل الآن، أي رؤية أو استراتيجية واضحة فيما يتعلق بسوريا.
الحديث عن مؤامرة غربية، ومهاجمة الولايات المتحدة وقوات "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" في سوريا، لم يغِب عن حديث الرئيس التركي عقب عودته من أوكرانيا يوم الجمعة الماضي، حيث أكد في حديث للصحفيين أنه "يجب ضمان السير بخطوات متقدمة مع سوريا، وذلك في سبيل تعطيل عدد من المؤامرات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي".
ولفت أردوغان إلى أن "الولايات المتحدة وقوات التحالف هي التي تغذّي الإرهاب في سوريا بشكل أساسي".
وفي إشارات جديدة لنوايا تركيا، أكد وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، أن هناك حوارًا يجري بين أجهزة المخابرات السورية والتركية، مؤكدًا أن ليس لدى أنقرة شروطًا مسبقة للحوار مع سوريا، معتبرًا أن الحوار مع الحكومة السورية يجب أن تكون له أهداف محددة.
ولفت أوغلو إلى أنه لم يتم التخطيط في شنغهاي لاجتماع بين الرئيسين التركي والسوري، لأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يُشارك بالقمة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024