الخليج والعالم
هل تتحوّل المؤسسات الحكومية الأميركية الى أهداف لليمين المتطرّف؟
حذّرت مجموعة "صوفان" الاستشارية من تنامي موجة التطرف المعادي للسلطة والحكومة في الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب قيام مكتب التحقيقات الفدرالي "الـ-FBI" بتفتيش منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ولفتت المجموعة إلى وقوع العديد من أعمال العنف بعد الإدانات التي أطلقها مشرعون جمهوريون وأنصار الحزب الجمهوري تجاه السلطات الفدرالية التي نفّذت عملية التفتيش.
وبحسب المجموعة، حاول أحد الأفراد استهداف مكتب تابع للـ-FBI في مدينة Cincinnati الأسبوع الفائت، فيما خرجت مظاهرة مسلّحة خارج مكتب للـ-FBI في مدينة Phoenix نهاية الأسبوع الماضي.
كذلك لفتت إلى قيام أحد الافراد بصدم حاجز عند مبنى الكونغرس بسيارته قبل ان يطلق النار في الهواء وينتحر.
وأضافت المجموعة أن مدير الـ-FBI كريستوفر راي تطرق إلى موضوع سلامة الموظفين في مكتب التحقيقات الفدرالي في مذكرة جرى تعميمها الأسبوع الفائت، وقالت إن ذلك يُسلّط الضوء على مدى خطورة الوضع، وأردفت أن الخطاب الذي اعتمده ترامب أحيانًا بعد تفتيش منزله ساهم في تأجيج الوضع.
وتابعت المجموعة أن التهديدات التي وجهت عبر منصات الانترنت تضمنت الدعوات لقتل جميع عناصر الـ-FBI واستهداف قضاة وكذلك وزير العدل Merrick Garland نفسه. كما اضافت انه أطلقت ايضاً تهديدات عبر الانترنت لتفجير قنبلة قذرة امام مقر الـ-FBI، وذلك إلى جانب التهديدات بحرب أهلية قريبة وتمرد مسلح.
ولفتت المجموعة إلى أن مشرعين في الكونغرس حتى شاركوا في التغريدات، مشيرة في هذا السياق إلى تغريدة النائب الجمهوري Paul Gosar التي دعا فيها إلى "تدمير الـ-FBI". وأردفت أن ترامب نفسه لم يبذل أي مساعٍ من أجل الثني عن توجيه التهديدات إلى عناصر إنفاذ القانون وأنه قام بنشر المعلومات المضلّلة حول تفتيش منزله والتحقيق المستمر معه.
وقالت المجموعة إن المتطرفين اليمينيين في الولايات المتحدة يتحركون مجددًا ويصعّدون الدعوات من أجل العنف بعد مرور حوالى عام ونصف على اقتحام مبنى الكونغرس. كما رأت أن مشهد العنف السياسي والتطرف المعادي للحكومة يذكر بحقبة التسعينيات، حيث قالت إن هذه البيئة نفسها وقتها دفعت بالمدعو Timothy McVeigh إلى تفجير المبنى الفدرالي في Oklahoma City والذي أدى إلى مقتل ١٦٨ شخصًا.
كذلك أشارت إلى أنه جرى تشبيه الـ-FBI بالشرطة السرية في ألمانيا خلال حقبة الحزب النازي، منبهة من أن ذلك إنما يساهم في ارتفاع حدّة التوتر وتشجيع المتطرفين على التحرك، ونبهت إلى أن سياسيين جمهوريين أجروا هذه المقارنة.
وخلصت المجموعة الى أنه من شبه المؤكد أن يؤدي خطاب العنف الذي يجري تضخيمه في بيئة اليمين المتطرف إلى أعمال عنف تستهدف المؤسسات الحكومية الأميركية وأجهزة إنفاذ القانون وعناصرها.
مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي (FBI)