الخليج والعالم
العراق: تظاهرات حاشدة لـ"التيار التنسيقي" وإعلان الاعتصام المفتوح لتحقيق المطالب
نظّم أنصار "التيار التنسيقي" في العراق، مساء الجمعة، تظاهرات حاشدة تحت شعار "الدفاع عن الدولة ودعم القانون"، في محيط المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، وفي نينوى والبصرة.
وتوافد المتظاهرون منذ الصباح إلى محيط المنطقة الخضراء، للمشاركة في التظاهرة الحاشدة، تلبية للدعوة التي وجهها "الإطار التنسيقي"، دعمًا للشرعية والدستور والقانون والدفاع عن الدولة، في مقابل مطالبة زعيم التيار الصدري القضاء العراقي بحل البرلمان.
وشارك في التظاهرات حشود غفيرة من مختلف المناطق العراقية، رفعوا فيها الأعلام العراقية بكثافة ورايات الحشد الشعبي ورايات أخرى، وحملوا صورًا للمرجع آية الله السيد علي السيستاني، ولافتات عليها شعارات تطالب بالحفاظ على الدولة والشرعية، وردد المشاركون شعارات تنسجم مع مطالبهم بالدفاع عن الدولة والقانون، ومنها: "نعم نعم للعراق"، "نعم نعم للدستور"، و"تاج.. تاج على الراس، سيد علي السيستاني".
وأصدرت "لجنة تظاهرات الدفاع عن الدولة"، بيانًا أعلنت فيه "الاعتصام المفتوح من أجل تحقيق المطالب العادلة"، وأكدت على ضرورة "الإسراع بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لإعادة هيبة الدولة ومعالجة جميع المشاكل".
اللجنة طالبت القوى السياسية وخصوصًا الكردية بإنهاء كل ما يعيق الإسراع بحسم رئاستي الجمهورية والوزراء، وأعلنت دعمها للقضاء ومؤسساته، ورفضها أي تجاوز أو إساءة إليه "كونه ركيزة الدولة العراقية".
كما طالبت رئيس مجلس النواب بالتحرك الفاعل لإخلاء المجلس وتفعيل عمله التشريعي والرقابي، لافتة إلى أن البرلمان منتخب من الشعب الذي له حقوق معطلة وينتظر أداء واجبات ممثليه بصورة كاملة.
كذلك طالبت القوات الأمنية بحماية مؤسسات الدولة والحفاظ على هيبتها وتمكينها من أداء عملها، ودعت القوى السياسية للالتزام بالقانون والدستور لمواجهة تحديات الغلاء المعيشي وشح الماء، وإنهاء مأساة الكهرباء وغيرها من الخدمات التي يجب على الدولة تقديمها للمواطنين.
لجنة التظاهرات لفتت إلى أن "البلد وصل إلى مرحلة صعبة، فاتركوا المصالح الشخصية والحزبية والفئوية واحتكموا للدستور والقانون"، مؤكدة الالتزام التام والطاعة لكل ما يصدر عن المرجعية الدينية العليا، وتقدمت بالشكر لكل من شارك بتظاهرات الدفاع عن الدولة في بغداد ونينوى والبصرة.
الأمين العام لعصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، خاطب المتظاهرين قائلًا "اليوم أدخلتم الفرح إلى قلوب العراقيين والشهيد أبو مهدي المهندس... الشهيد المهندس كله فرح عندما يرى أبناءه يدافعون عن العراق وعن مصلحة الشعب والدولة بشجاعة ووعي".
وأضاف "اليوم أثبتم أنكم الجمهور الواعي الثابت الذي أرسل تلك الرسالة للجميع، ونحن نعاهدكم على الاستمرار بطريق بناء الدولة والدفاع عنها والإسراع بتشكيل الحكومة لتقديم الخدمات".
وشدد الخزعلي على وجوب الإسراع بانعقاد مجلس النواب ليقوم بواجباته التي أهمها معالجة موضوع الموازنة، معتبرًا أن معالجة الموازنة يكون إما عبر تشكيل الحكومة أو تعديل قانون الموازنة الحالي، ومحذرا من أن بقاء قانون الموازنة على وضعه الحالي خطر كبير لأن هذه الحكومة لا يمكنها دفع الرواتب خلال السنة القادمة، ومصلحة العراق أهم منا جميعًا ويجب تقديم غاية شعب العراق على مصالحنا الخاصة.
بدوره رأى رئيس "ائتلاف دولة القانون"، نوري المالكي، أن هذه التظاهرات عبرت عن تفاعل جماهيري كبير لمواقف الاطار الشيعي، وبعثت رسالة واضحة أن الجماهير العراقية بتوجهاتها تفاعلت مع الدفاع عن شرعية الدولة، كما بعثت رسالة أخرى للمكونات السياسية أن تعالوا إلى كلمة سواء لعبور الأزمة لاجتناب تعطيل الحكومة".
وأكد المالكي، أن تظاهرات الإطار التنسيقي، أوضحت أن الشارع لا يمكن الاستحواذ عليه إنما هو ساحة استجابة لكل ما هو دستوري ومشروع، وقال "العراقيون لا يريدون أن يروا المؤسسات معطلة دون وجه حق شرعي ولا وطني ولا دستوري".
وفي ختام تظاهرة بغداد باشر المنظمون بنصب الخيام والسرادق أمام أسوار المنطقة الخضراء لتنفيذ الاعتصام الذي دعت إليه لجنة التظاهرات في بيانها.
وتزامنًا مع تظاهرات "الإطار التنسيقي" نظم أنصار التيار الصدري تظاهرات في العاصمة بغداد، والمحافظات الأخرى، للمطالبة بحل البرلمان.
وكان "الإطار التنسيقي"، نظم قبل يومين تظاهرة حاشدة على تخوم المنطقة الخضراء في بغداد، "دعمًا للشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة، والإسراع بتشكيل حكومة خدمة وطنية كاملة الصلاحيات، والحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تضمن حياة العراقيين وأمنهم، وتمنع كل أشكال الفوضى ومحاولات الإخلال بالسلم الاهلي".