الخليج والعالم
ماذا يمثل انتصار تموز في الوعي التونسي؟
تونس – عبير رضوان
لا تزال ذكرى انتصار حرب تموز 2006 راسخة في وجدان التونسيين، فهي الحرب التي أظهرت زيف ادعاءات الاحتلال الصهيوني، وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وسطرّت خلاله المقاومة اللبنانية أروع ملاحم الانتصار البطولي على المحتل.
فانتصار 14 آب/أغسطس، والذي جاء بعد 33 يومًا من الصمود والتضحيات، يمثل محطة هامة في مسيرة النضال ضد المحتل، ورغم كل الدمار الذي ألحقته آلة الحرب الصهيونية بالأحياء السكنية والمدارس والبنى التحتية بشكل عام في لبنان، إلا أنَّ المقاومة تمكنت من إلحاق هزيمة موجعة بالكيان المحتل، وقلبت معادلات القوة.
ويؤكد رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع أحمد الكحلاوي لـ" العهد"، أنَّ المقاومة اللبنانية حقَّقت في 14 آب انتصارًا تاريخيًّا، قلَب المعادلة في الصراع مع العدو الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنَّ "16 سنة مرَّت على انتصار تموز العظيم، والذي حصل في مثل هذه الأسابيع والأيام من سنة 2006، ومثّل عنوانًا جديدًا، وتاريخًا عربيًّا مقاومًا جديدًا".
وأضاف: "الانتصار في حرب تموز صنع تحولًا نوعيًّا في المقاومة، حيث بتنا نرى أنَّ الكيان الصهيوني لم يعد قادرًا على مواجهة المقاومة أو التصدي لها، والدليل على ذلك هذه الانتصارات التي فضحت ضعف الكيان وأدائه وضعف إمكانياته، حيث تمّ التنكيل بما يسمى "ميركافا 5 "، والتي كانت تمثّل رمز تطور الصناعات العسكرية الصهيو-أمريكية، ولكن هذه المقاومة البطلة استطاعت أن تسحق كل هذه الأسلحة، وكل هذه الإمكانيات لدى الكيان الصهيوني الذي أصبح جيشًا جبانًا. والمستوطنون اعتادوا على العيش في الملاجئ".
ويرى الكحلاوي أنَّ "هذا الكيان بات اليوم عاجزًا عن حماية نفسه، ومهما فعل فهو محاصر من كل الجهات"، مبيّنًا أنَّه "مما لا شك فيه، ستقوم المقاومة، وهذا شيء مؤكد، على إثر هذه الانتصارات و مراكمة الانتصارات بالانقضاض على هذا الكيان حتى يرحل نهائيًا وتتخلَّص الأمة من هذه الجريمة النكراء التي صنعتها أمريكا ودول الغرب والحركة الصهيونية العالمية".
بدورها، تقول الصحفية منى بن غمرة لـ"العهد" أنَّه لا خيار اليوم لتحرير الأرض والقضاء على الأطماع الصهيونية إلا المقاومة بمختلف أشكالها.
وتتابع بالقول:"33 يومًا كنا نتابع خلالها كل الأحداث بتفاصيلها وشهدنا معجزة انتصار الحق على الباطل وانتصار الأرض على المحتل، ولكن اليوم فإن الرهان هو على كيفية مراكمة الانتصارات والإنجازات، فالمعركة مع المحتل لا تنتهي بانتهاء الحرب فقط، بل تتواصل على كل الجبهات وفي مختلف المنابر، فهي حرب ثقافية فكرية وإنسانية ومجتمعية".
وتؤكد محدثتنا أنَّ ذكرى حرب تموز تأتي في ظرف دقيق، تمّر به المنطقة في خضم مسلسل التطبيع الصهيوني المتواصل، وهو ما يؤكد ــ أكثر من أي وقت مضى ــ على الحاجة الماسة للعمل وتطوير كل القدرات الفكرية واللوجستية والعسكرية من أجل صدّ كل هذه الاختراقات الصهيونية في المنطقة.