الخليج والعالم
النظام البحريني يضيّق الخناق على مراسم ومظاهر ذكرى عاشوراء
سعى النظام الخليفي البحريني لطمس معالم ذكرى عاشوراء وتقييد إحياء مراسمها، بدءًا من محاربة الشعائر وليس انتهاء بالتضييق على الخطباء والمنشدين وتكميم الأفواه.
ومع بدء إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وآل بيته وأصحابه، بدأ النظام الخليفي في تعدياته الممنهجة على المظاهر العاشورائية والرايات الحسينية.
إزالة يافطات ورايات عاشورائية من منطقة عالي
وفي هذا السياق، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصوّرة لإزالة يافطات ورايات عاشورائية من منطقة عالي.
وقالت جمعية "الوفاق" المعارضة البحرينية: "إن السلطات اعتدت على مظاهر عاشوراء في عالي ضمن مسلسل الاضطهاد الطائفي بحق المواطنين الشيعة".
إدارة سجن جو تمنع المعتقلين السياسيين من إحياء مراسم عاشوراء
كما قال معتقلون سياسيون في سجن جو المركزي: "إن إدارة السجن منعتهم بشكل رسمي من إحياء مراسم عاشوراء بحجة وجود مخالفات".
وقال معتقل الرأي حسين هلال أحمد في اتصال هاتفي: "إن السلطات على الرغم من ادعائها حماية الحريات الدينية، لكنها أبلغتنا في مبنى 7 (مبنى 15 سابقًا) بعدم السماح لنا بإقامة شعائرنا الدينية".
وأوضح أن "المنع جاء على لسان عدد من الضباط أبرزهم "الرويعي" و"أحمد العمادي"، وجاء المنع بسبب ما أسموه وجود بعض المخالفات".
وأشار المعتقل إلى أن "هذا المنع لم يكن الأول وأن الأمر حدث في الأشهر الماضية، فقام نزلاء مبنى 7 بتنظيم اعتصام سلمي داخل السجن رفضوا بموجبه الدخول إلى الغرف، فما كان من شرطة السجن إلا تهديدهم باستخدام القوة في حال عدم فض الاعتصام، وبعد فض الاعتصام تمت معاقبة نزلاء المبنى بإخراجهم للباحة الخارجية لمدة 20 دقيقة فقط لكل غرفة وحدها، وفي حال مكوث نزلاء الغرفة أكثر من المدة المسموحة يتم معاقبة العنبر بأكمله ويمنع من الخروج للباحة الخارجية".
وأكد المعتقل أسامة الصغير في اتصال هاتفي أنباء المنع من إقامة الشعائر الدينية، مشددًا على أن السجناء السياسيين "مستهدفون ومحاربون طائفيًا والإعلام الرسمي شريك في الاضطهاد والتعمية على الانتهاكات الممنهجة بحقهم".
ودعا معتقل رأي آخر "كل من يدّعي أن السجناء يمارسون حقوقهم، للحضور إلى مبنى 7 في سجن جو المركزي ليرى بأم العين ما يتعرضون له من تجاوزات وازدراء للشعائر الدينية".
الشيخ الديهي: التضييق على إحياء "عاشوراء" سياسة عنصرية
وفي سياق متصل، انتقد نائب أمين عام "الوفاق" الشيخ حسين الديهي استمرار السلطات البحرينية في التضييق على المواطنين الشيعة أثناء إحيائهم لمراسم عاشوراء، معتبرًا أن ما يحصل جزء من "سياسة عنصرية كبرت وتوسعت في السنوات الأخيرة".
وفي سلسلة من التغريدات له على حسابه على "تويتر"، اعتبر الديهي أن "الخلل بين الحكم والشعب في البحرين عميق جدًا"، مضيفًا "عندما يشخص مسؤول أمني المصلحة في موضوع يتعلق بالطائفة الشيعية فاعلم أن البلد في منحدر سحيق جدًا".
واتهم الشيخ الديهي الحكومة "بممارسة دور الوصاية بالقوة واستخدام مؤسسات الدولة في تشخيص مصلحة البلد والشيعة والحسينيات والخطباء وأن من يخالف الأوامر يتعرض للعقاب"، سائلاً "لأي عصر ينتمي هؤلاء؟".
وتابع أن "الأوطان لا تستقيم بالتفرد والتسلط، وما يحدث في البحرين وصل إلى حد التدخل في الخصوصيات المذهبية وتفاصيلها وتحديد ما يمكن وما لا يمكن"، ورأى أننا أمام "واقع خطير لا يطاق ولا يمكن القبول به، والبلد بحاجة لإصلاح شامل يوفر الأمن والأمان والاستقرار والحرية للجميع على قدم المساواة".
وأردف قائلًا: "إن الشيعة في البحرين لا يسعون لقيام حكم شيعي وفي نفس الوقت يرفضون فرض حكم لمذهب أو توجه ديني آخر عليهم وهو ما يجري في البحرين، فالعقاب والقانون والمناهج والإعلام والقضاء والأمن مفصلة على معاقبة الشيعة وهو أخطر مستويات الاستبداد".
ودعا الشيخ الديهي إلى "تحكيم الإرادة الوطنية التي توفّر لكل المواطنين الحرية الدينية في ممارسة شعائرهم وطقوسهم على قدم المساواة"، مجددًا رفضه التعدي على "الحرية الدينية لكل المذاهب والطوائف والأفراد" وأن ذلك "هو ديننا ومعتقدنا ومشروعنا ومطلبنا".
وختم بالقول: "إنّ التغني والتفاخر بوجود حريات دينية في البحرين كذبة كبرى وتدليس لا مثيل له، خصوصًا في ظل وجود تمييز طائفي عميق لا تخفيه المعالجات السطحية أو غير المؤثرة، وما يجري يحتاج لانتصاف حقيقي؛ ففي كل زاوية من زوايا الحكم تهميش وتمييز لا حصر له، والحديث عن التضييق على إحياء موسم عاشوراء في البحرين، وتمزيق يافطات عاشوراء والتهديد والوعيد للخطباء والحسينيات هو امتداد لسياسة عنصرية كبرت وتوسعت في السنوات الأخيرة وستستمر ما لم يكن هناك مشروع سياسي شامل ينقل البلد لحالة التوافق الدستوري والوطني الحقيقي".
ومنذ العام 2011 كثّفت السلطات الأمنية من حملتها ضد المواطنين الشيعة، وانتقلت من استهدافهم سياسيًا، إلى محاربتهم دينيًا والتضييق عليهم وعلى ممارساتهم الدينية.