الخليج والعالم
أنباء زيارة بيلوسي لتايوان تؤجج النار بين بكين وواشنطن
تعتزم الولايات المتحدة وتايوان الإعلان عن إجراء مفاوضات ثنائية لتعميق العلاقات الاقتصادية؛ فمنذ سنوات تطالب تايوان الولايات المتحدة بإجراء مفاوضات بشأن اتفاقية تجارية، ولكن واشنطن كانت متردّدة في التواصل معها اقتصاديًا أثناء مفاوضاتها بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع بكين "لأنها تسعى فقط وراء مصالحها الذاتية".
بموازاة ذلك، لا يزال الغموض يلف جولة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في آسيا بعدما وصلت إلى أولى محطاتها في سنغافورة، في ظل عدم تأكيد زيارتها إلى تايوان، الأمر الذي أبقى الوضع في حالة من الترقب والتوتر.
وبينما حذّرت الصين من إقدام بيلوسي على زيارة تايوان -التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءًا من البلاد (وهو ما تدعمه معظم دول العالم)- معتبرة ذلك تدخلًا في سياستها الداخلية، شدّدت واشنطن في المقابل على أن من حق بيلوسي أن تجري الزيارة في حال أرادت ذلك.
وفي هذا الصدد، قال منسّق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي: "إنّه ليس لديه أي تأكيد بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي لتايوان"، مضيفًا "أن مسؤوليتنا هي أن نضمن سفرها بصورة آمنة، وفي النهاية هي التي تتخّذ قرارها".
ونفى كيربي التقارير التي تفيد أنّ "الجيش الأميركي حثّ رئيسة مجلس النواب على عدم الذهاب إلى تايوان"، على الرغم مما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام ومفاده أن "الجيش يعتقد أنه ليس من الجيد أن تقوم بيلوسي بهذه الزيارة".
وخلال مؤتمر صحافي، أردف كيربي أنّ "الولايات المتحدة لا تريد تصعيدًا مع الصين، وهي ملتزمة سياسة صين واحدة"، واصفًا التصريحات الصينية الأخيرة، والتي رافقت أنباء زيارة بيلوسي لتايوان، بأنها "غير مسؤولة".
وقال كيربي: "ندعو الصين إلى أن لا تحمّل هذه الزيارة، إن حدثت، أكثر مما تحتمل".
وأضاف كيربي أنّ "واشنطن لا تعتقد أن الصين لديها أي أسباب لاستخدام زيارة بيلوسي لتايوان ذريعةً لشن عدوان على الجزيرة".
وكان قد أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان في وقت سابق أنّه "إذا زارت بيلوسي زيارة تايوان، فسيكون هذا تدخلًا سافرًا في السياسة الداخلية للصين، وسيؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية".
ورأى المتحدث الصيني أنّ "زيارة بيلوسي ستزعزع استقرار الوضع في مضيق تايوان، وتوجه ضربة إلى العلاقات الصينية الأميركية"، مؤكدًا أنّ "بلاده ستتخذ بالتأكيد إجراءات مضادة وحازمة".
كما صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي الأسبوع الماضي أنّ "الجيش الصيني لن يقف مكتوف اليدين إذا زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان وستتخذ بكين إجراءات حاسمة لصد التدخل الخارجي".