الخليج والعالم
الخارجية الإيرانية: من المحتمل أن نشهد جولة جديدة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بأي مسعى لتقريب وتنمية العلاقات مع دول المنطقة، مشددًا على الاحترام الدائم لخيار الشعب العراقي، ومتوقعًا في سياق آخر جولة جديدة من المفاوضات لإعادة إحياء الاتفاق النووي.
مواقف كنعاني جاءت في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، أكد فيه: أن "إيران لطالما دعت إلى إحياء الاتفاق النووي، وقدمت آراءها ومقترحاتِها حول الطرح الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية الأوروبي.
وردًا على سؤال حول موقف إيران من التطورات الأخيرة في العراق، قال كنعاني: "إن العراق بلد كبير، ويحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لنا، ومن الطبيعي أن نتابع التطورات الجارية في هذا البلد بعناية وحساسية".
وأضاف: "ما يحدث في العراق شأن داخلي، والأحزاب والتيارات العراقية قادرة على تخطي هذه المرحلة"، مجددًا موقف إيران الداعم لإرساء السلام والأمن في العراق.
وتابع: "نحن نحترم قرار الشعب العراقي، ونؤمن بأن الحوار أفضل طريقة لتسوية المشاكل. ونعتبر أن أمن العراق من أمن المنطقة"، مؤكدًا أن إيران تحترم دائمًا خيار الشعب العراقي.
وحول المفاوضات النووية، قال كنعاني: إنه "من الممكن أن نتوصل إلى نتيجة تتعلق بموعد المفاوضات في المستقبل القريب"، معلنًا ترحيبه بأي مبادرة تساعد على التوصل إلى اتفاق.
ورأى أنه "من المتوقع أن نشهد جولة جديدة من المفاوضات، إذا كانت لدى واشنطن الإرادة لتحقيق نتيجة"، لافتًا إلى أن طهران قدمت آراءً وملاحظات حول المقترح الذي حمله مسؤول السياسة الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، ودرست المقترحات الأوروبية.
ورحب كنعاني بأي مبادرة تساعد على التوصل إلى اتفاق، معربًا عن تفاؤله بالتوصل إلى نتيجة حول موعد المفاوضات في المستقبل القريب.
وشدّد على أن إيران تعتبر التوصل إلى الاتفاق، "استراتيجية جادة وليس تكتيكًا"، وقال: "إن التوصل إلى اتفاق يوفّر ويضمن مصالحنا ومصالح الأعضاء في الاتفاق".
وطالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية واشنطن بأن تطلق سراح المواطنين الإيرانيين الذين تحتجزهم باتهامات واهية دون أي شروط.
وحول حق إيران في مياه نهر هيرمند الحدودي مع أفغانستان، قال كنعاني: "نحن نعتبر الموضوع، بناءً على الاتفاقيات السابقة بين البلدين مهمًا للغاية، ونؤكد أن وفاء الحكومة الأفغانية بالتزاماتها الدولية تجاه إيران، هو معيار واختبار لمدى احترامها حقوق الجيران وتنفيذها الاتفاقيات المشتركة".
وأشار إلى أن إيران أعلنت استعدادها لإرسال فريق فني لحل المشاكل والعقبات المحتملة، بالتعاون مع الجهات المعنية في أفغانستان. وقال: "كما أعلنا استعدادنا لزيارة وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابيان، إلى أفغانستان والتشاور مع الجهات المعنية وتوفير الأرضية للتنفيذ الكامل لاتفاقية المياه بين البلدين".
وحول الأنباء التي تفيد بإجراء حوار مباشر بين المسؤولين الإيرانيين والأردنيين بوساطة عراقية قال كنعاني: "ليس لدي معلومات لتأييد الموضوع، لكني أؤكد أن لدينا علاقات مباشرة وثنائية مع الحكومة الأردنية، وأن سفارتي البلدين تنشطان في طهران وعمان، وهناك إمكانية لإجراء اتصالات ومحادثات دبلوماسية بين مسؤولي البلدين". معلنًا ترحيب طهران بأي مسعى لتقريب وتنمية العلاقات مع دول المنطقة، والتصرف بمرونة في هذا الخصوص.
وحول الترتيبات التي اتخذتها وزارة الخارجية لتسهيل دخول المواطنين الذين يرغبون بالمشاركة في مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في العراق، أوضح كنعاني أنه تم إبرام اتفاقيات مشتركة بين الجهات المختصة في البلدين، ومن المقرر تقديم تسهيلات جيدة للزوار، وتوفير الإمكانات اللازمة لنقلهم وإسكانهم على الحدود بين البلدين.
وأعلن كنعاني، عن تشكيل "مقر الأربعين" بالتنسيق بين وزارتي الداخلية والخارجية، لتسهيل دخول الزوار إلى الأماكن المقدسة في العراق، وذلك نظرًا للإقبال الواسع من إيران وأفغانستان وباكستان وأذربيجان على المشاركة في مراسم أربعينية الإمام الحسين (ع).
وبشأن الوساطة القطرية والعُمانية في المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن بعض دول المنطقة لديها دوافع إيجابية في هذا الخصوص"، مضيفًا بأن قطر وعُمان ترغبان بلعب دور إيجابي في المفاوضات، واصفًا علاقات إيران بهذين البلدين بـ"الجيدة وواسعة النطاق".
وردًا على سؤال حول الهدنة في اليمن قال كنعاني: "إن موقفنا من العدوان الغاشم على اليمن واضح"، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
وأضاف: "لطالما دعمنا الهدنة في اليمن، ونعتقد أنه ضروري لبدء العملية السياسية"، معتبرًا أن وقف إطلاق النار وحده لا يكفي لحل الأزمة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات تكميلية أخرى، خاصة رفع الحصار القاسي عن اليمن، في أسرع وقت ممكن.
ودعا كنعاني إلى إصدار التصاريح اللازمة لتشغيل الموانئ والمطارات اليمنية وإمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، مؤكدًا دعم إيران لاستمرار الهدنة وإقامة الحوار اليمني- اليمني وتشكيل حكومة وطنية يختارها الشعب.