معركة أولي البأس

الخليج والعالم

"الغارديان": موجة جديدة من الهجرة قادمة.. أوروبا غير مستعدة
26/07/2022

"الغارديان": موجة جديدة من الهجرة قادمة.. أوروبا غير مستعدة

 رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه مع تهديد روسيا بضم المزيد من الأراضي في أوكرانيا، والنقص المحتمل في إمدادات الغاز، وارتفاع التضخم وتفشي كورونا في جميع أنحاء أوروبا، يبدو من القسوة تقريبًا تذكير قادة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بأزمة أخرى تتكشف تحت أنوفهم، دون ملاحظة أحد إلى حد كبير.

وأضاف كاتب المقال في الصحيفة سايمون تيسدال "كما تحسر كلوديوس في مسرحية هاملت لشكسبير، فإنه عندما تأتي الأحزان، لا تأتي واحدة واحدة، لكنها تأتي في مجموعات"، وتابع "كما لو أن هزيمة الغزو الروسي لم تكن تحديًا كافيًا، تواجه أوروبا الآن أيضا "موجات" جديدة متصاعدة بسرعة من طالبي اللجوء غير المسجلين. ونظرًا للاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي أعقبت وصول مليون لاجئ، معظمهم من السوريين، إلى شواطئ أوروبا في عام 2015، فإنه من المتوقع أن يكون الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أفضل استعدادًا هذه المرة، لكن من الواضح أنهم ليسا كذلك".

ووفقًا للصحيفة تُظهر الأرقام التي نشرتها وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" أن "الدخول غير المنتظم" ارتفع إلى 114,720 في النصف الأول من عام 2022، بزيادة 84 بالمئة عن العام الماضي، وقد يكون العديد من المهاجرين الآخرين قد أفلتوا من الكشف، فيما ارتفع عدد الذين يحاولون الدخول عبر غرب البلقان بنحو 200 بالمئة، ويتوقع أن يعبر حوالي 60 ألف شخص القناة في قوارب هذا العام، أي ضعف العدد الإجمالي لعام 2021.

واللافت للنظر بحسب الصحيفة أن هذه الأرقام لا تشمل ملايين الأوكرانيين الذين طلبوا اللجوء في الاتحاد الأوروبي منذ شباط/ فبراير، ويأتي معظم اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية من غير الأوكرانيين المصنفين على أنهم غير نظاميين من سوريا وأفغانستان والعراق وتركيا وبيلاروسيا وبنغلادش ومصر وأفريقيا جنوب الصحراء.

وتعتبر "الغارديان" أن هذا مهمّ لفهم ما يقود الطفرة الجديدة، إذ انعكس تخلي الغرب عن أفغانستان العام الماضي بوضوح في زيادة أعداد اللاجئين، ومع استمرار الفتنة في سوريا، بما في ذلك إدلب والتهديد بمزيد من التوغلات العسكرية التركية عبر الحدود في المناطق الكردية ونزاعات مختلفة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى تركة حرب العراق، فإن كل ذلك لا يزال يؤجج عدم الاستقرار.

وتضيف "الغارديان": "بالنسبة لبوتين، فإن الهجرة، مثل الطاقة والغذاء، هي سلاح حرب يستهدف قلب أوروبا. حل وسط هش، تمّ الكشف عنه في اسطنبول الجمعة الماضي ويهدف إلى إنشاء طرق بحرية آمنة للحبوب من أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين، قد يخفف في نهاية المطاف الضغط على البلدان النامية المعتمدة على الاستيراد. ومع ذلك، فإنه حتى في حالة استمرار الاتفاق، فسيستغرق استئناف التجارة وقتًا، ولا يمكن للصادرات أن تصل إلى مستويات ما قبل الحرب بينما يستمر الصراع".

وتتابع الصحيفة: "بغض النظر عمّا إذا تمّ رفع الحصار، فإنه من المتوقع أن تستمر الهجرة غير المنظمة إلى أوروبا في الارتفاع حتى عام 2023. ووفقًا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فقد ارتفع إجمالي النازحين العالمي إلى أكثر من 100 مليون، وسيتم تحطيم هذا الرقم القياسي إذا استمرت الحرب في أوكرانيا". 

وتوقعت المحللة إليزابيث براو أن "الموجة الأولى من ضحايا الحرب غير المباشرة تتجه نحو أوروبا ومن شبه المؤكد أن تتبعها موجات أكبر".

وسألت "الغارديان": هل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على مستوى تحديات الهجرة المتجددة؟ لا يبدو الأمر كذلك. النسخة الأخيرة لاتفاق الهجرة المتعثر للاتحاد الأوروبي لعام 2020 - "آلية تضامن طوعية" - محدودة، وصياغتها غامضة وتفتقر إلى الإجماع. وكما هو الحال منذ عام 2015، فلا تزال النمسا والمجر وبولندا وغيرها ترفض بشكل أساسي بذل المزيد من الجهد لمساعدة دول "المواجهة" مثل اليونان وإيطاليا ومالطا وقبرص وإسبانيا في معالجة طلبات اللجوء وتوطين طالبي اللجوء.

وتؤكد الصحيفة أنه مع تصاعد الهجرة مرة أخرى، فإنه يتزايد خطر التداعيات السياسية السلبية على مستوى أوروبا. حالة اختبار هي إيطاليا، حيث من المتوقع أن يستغل السياسيون اليمينيون المتطرفون، على أمل محاكاة نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا، هذه القضية في الانتخابات المبكرة في أيلول/ سبتمبر.

وترى الصحيفة أنه يجب على حكومات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشكل فوري، التحرك لتجنب تكرار الأزمة الإنسانية لعام 2015. ووفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين، فإنه فقد أكثر من 24,000 شخص في البحر الأبيض المتوسط وحده منذ عام 2014، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، غرق 27 شخصًا في القناة في يوم واحد".

وختمت الصحيفة بالقول: "إن السياسة الحالية لا تعمل.. تواصل الخسائر البشرية، وتراكم الأحزان، وصمة عار على الجميع".
 

الهجرة

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم