معركة أولي البأس

الخليج والعالم

أميركا وبريطانيا على مسافة آمنة من أوكرانيا.. وأوروبا "المتضرّر الوحيد"
20/07/2022

أميركا وبريطانيا على مسافة آمنة من أوكرانيا.. وأوروبا "المتضرّر الوحيد"

تتوسع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، آخذة بالتمدّد باتجاه مناطق، لم تكن شملتها بعد، كجزء من الردود التصاعدية التي تتبعها روسيا بالتدريج، لمنع الولايات المتحدة وشركائها الغربيين من التدخل في هذه الحرب لمصلحة أوكرانيا.

وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لم تعد تقتصر فقط على شرق هذا البلد، بل ستشمل أيضًا "سلسلة من الأراضي الأخرى".

وأضاف لافروف: "لقد تغيرت المهام الجغرافية للعملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس، ولم تعد تقتصر على دونيتسك ولوغانسك فحسب".

وتابع، "إذا زود الغرب أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى فإن جغرافيا العملية العسكرية الخاصة سوف تمتد أوسع".

وردًا على سؤال قال لافروف: "شعوري تجاه العملية العسكرية الروسية الخاصة كان حتمية هذه العملية، ولكن في الوقت نفسه نتنفس الصعداء، بسبب اتخاذ القرار الذي يجيب على السؤال الآتي:  إلى أي حد يمكن الصبر على تعذيب المواطنين وتقويض قرارات مجلس الأمن بشكل علني ومباشر؟".

وتابع، "الرئيس بوتين صرّح بألّا تكون هناك أي مخاطر على الحدود الروسية بالقرب من أوكرانيا، وهو ما نستمر في تنفيذه في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة، وسنعمل على ذلك مهما تطلب ذلك من وقت، ولن نسمح بأن يكون هناك تهديد ضد روسيا أو ضد الجمهوريات المستقلة من الأراضي الأوكرانية. وإمداد الغرب لأوكرانيا بمزيد من الأسلحة الهجومية بعيدة المدى هو ما سيغير من جغرافيا العملية السياسية".

ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا موجودتان على مسافة آمنة، بينما يتضرر الاقتصاد الأوروبي وحده، مشيرًا إلى أن "الإدارة الأميركية تتصرف على نحو غير مسؤول، ولا تريد الحوار".

وأكد أنه "لا يوجد منتصر في الحرب النووية، ولا يجوز أن تندلع تلك الحرب أبدًا"، قائلًا: "عقيدتنا تفسر بصراحة الحالات التي يتعين فيها اللجوء إلى استخدام القوة النووية".

وأوضح لافروف أن الرئيس الأوكراني السابق بترو بوروشينكو تعهد بإرساء دعائم السلام في دونباس "وخدعنا وشن جولة جديدة من الحرب"، في حين أن الرئيس الأوكراني الحالي زيلينسكي الذي وصل إلى السلطة، بعد عودة السلام إلى أوكرانيا ودونباس، وبعد الاعتراف بحقوق جميع المواطنين، عاد ونكث بوعوده.

ورأى أن النخبة السياسية الجديدة في الغرب هي "نخبة محدودة الكفاءة بشكل جزئي، من حيث الخبرة السياسية وسعة النظر"، لافتًا إلى أن هنري كيسنجر ألمح إلى أن هناك فارقًا كبيرًا ما بين النخب السياسية الحالية والسابقة في الغرب.

وقال: إن "الرئيس بوتين تحدث مرارًا وتكرارًا حول العقوبات على "السيل الشمالي-2"، وتقليص حصة إمدادات الغاز عبر "السيل الشمالي-1" ليصل إلى 50% من طاقته"، مؤكدًا أن أوروبا هي المسؤولة عن أزمة الطاقة وليست روسيا.

وأضاف: "كل إمكانيات الغرب في العقوبات ضد روسيا انتهت، وعليهم الآن أن يفكروا في ما اقترفوه... الأسمدة والأغذية لا تخضع للعقوبات، ولكن السفن الروسية ومنعَها من الدخول إلى الموانئ هو ما يخضع للعقوبات".

وشدّد على أن "الطرف الأوكراني لم يسمح بتنفيذ الصفقة التي اتفقنا عليها في اسطنبول"، موضحًا أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يتعرض لضغط كبير من واشنطن.

وتابع لافروف: "عندما تجري عملية تصويت في مجلس الأمن أو الجمعية العامة، يضغطون على سفراء الدول بشكل شخصي"، معتبرًا، أن الغرب لا يستطيع التوفيق بين حقيقة أنهم أخطأوا، وبين ما يتعين عمله للخروج من الأزمة.

وأشار إلى أن الشعوب في الدول النامية تتذكر جيدًا ما اقترفه الأميركيون في يوغوسلافيا والعراق، بينما كانت أوروبا صامتة.

وأوضح لافروف أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا جاءت "بسبب التهديد الوجودي المباشر للأمن القومي الروسي".

وأعلن أن روسيا مستعدة للعودة إلى إمداد أوروبا بالغاز، إلّا أن لديها مسارات أخرى كثيرة لتصدير الغاز الروسي.

وردًا على سؤال، قال لافروف: "لدينا علاقات ممتازة ومتميزة مع إفريقيا منذ عهد الاتحاد السوفياتي، وشاركنا في تشييد المشاريع الصناعية العملاقة في القارة الإفريقية، علاوة على دور الاتحاد السوفياتي في تحرير كثير من الدول الإفريقية من الاستعمار، ولدينا زيارات سنوية متبادلة إلى إفريقيا. وفي هذه السنة ستشمل زيارتي إلى إفريقيا: مصر وإثيوبيا وأوغندا والكونغو".

وأضاف: "مصر شريكنا الرائد في بناء المنطقة الصناعية في السويس، ومحطة الضبعة النووية. لا بد من إعداد جيد للقمة الإفريقية الروسية التي سوف نعلن عن مكان انعقادها لاحقًا".

وأردف: "إفريقيا تمثل مليار و400 مليون نسمة، ومع الهند والصين، تعد سوقًا واعدة للغاية. الآلاف من المواطنين الأفارقة تلقوا تعليمهم العالي في معاهد وجامعات الاتحاد السوفياتي وروسيا، ويجب استثمار ذلك".

الاتحاد الاوروبي

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل