الخليج والعالم
الجولاني يفرض على سكان مناطق سيطرته بطاقات شخصية.. والأسباب أمنية
دمشق - علي حسن
بعد سبع سنوات من سيطرته على محافظة ادلب وطرده غالبية الجماعات التكفيرية الاخرى منها، اوعز زعيم "جبهة النصرة" الارهابية، أبو محمد الجولاني، الى ما تسمى حكومة الانقاذ التابعة له باستخراج بطاقات شخصية وفرضها على جميع المقيمين في مناطق سيطرته بما في ذلك المقيمين الأجانب من الارهابيين الذين قاتلوا الى جانبه.
وقال ما يسمى رئيس حكومة الانقاذ، علي كده، والتي تعتبر حكومة ظل بالنسبة للجولاني ان هذه البطاقات سيتم توزيعها على الناس خلال مدة اقصاها كانون الاول القادم اي في نهاية العام الحالي، زاعما أن هذه البطاقات متطورة وتتضمن شريحة الكترونية من اجل ربطها بالنظام الالكتروني الشامل، ولذلك فهي بحد زعمه ستكلف كل مواطن استخرجها وتجاوز عمره 14 عاما حوالي دولارين ونصف الدولار، ولم تضف ما تسمى حكومة الإنقاذ اي تفاصيل أخرى، كما رفضت وزارة الاعلام فيها الرد على اسئلة الصحفيين، ولم تشرح اي تفاصيل أخرى باستثناء ما نشره ما يسمى وزير الاعلام في تلك الحكومه على موقع فيسبوك من نموذج متوقع للبطاقة، لكنه سرعان ما قام بحذفه بعد وقت قصير.
أسباب ومآرب
وفي الوقت الذي زعمت فيه حكومة الانقاذ التابعة للجولاني أنها اتخذت هذا القرار من اجل خدمة المواطنين في تلك المناطق، فإن توقيت القرار ودلالاته تطرح العديد من الاسئلة حول الاسباب التي دفعت الجولاني للقيام به، وفي معرض تعليقه على هذا القرار، قال المحلل السياسي عيسى عيسى بأن الهاجس الأمني هو ابرز الاسباب التي دفعت الجولاني الى قراره هذا وبحسب المحلل فان الجولاني الذي يحاول منذ فترة ليست بالقليلة الظهور امام الغرب بمظهر القائد المتمدن الذي يكافح الجماعات الارهابية، بالرغم من أنه كان يتبع لتنظيم "القاعدة"، وهو يريد من هذه البطاقات ان يمتلك داتا معلوماتية كاملة عن كل المقيمين في مناطق سيطرته خاصة، وان العديد من افراد "داعش" باتوا يلتجؤون الى مناطق نفوذه بشكل سري بعد هزيمة تنظيمهم، ويشكلون هناك خلايا تابعة لهم، وآخرهم زعيم تنظيم "داعش" الذي اعلنت الولايات المتحدة اغتياله قبل عدة ايام في مناطق الجولاني، كما ان هناك العديد من الارهابيين الاجانب الذي قاتلوا الى جانبه ولا يملكون اي اوراق ثبوتيه تعرف عنهم ولا يعرفهم احد الا من خلال الكنا، والجولاني يريد ان يحاول ضبط تحركاتهم من خلال ذلك، خاصة وان هؤلاء يبدلون انتماءهم بسهولة وهناك قسم كبير منهم منزعج من سلوك الجولاني في الاونة الاخيرة، ويخافون على حياتهم من ان يقوم الجولاني بقتلهم ارضاءا للدول الغربية ويفكرون في الانتماء الى تنظيمات ارهابية أخرى.
خطوة خطيرة
واعتبر المحلل السياسي ان اعطاء هويات شخصية لهؤلاء الاجانب خطوة خطيرة سوف تسهم في احداث شرخ بالنسيج الاجتماعي السوري، خاصة وان اعداد الارهابيين الاجانب المقيمين في مناطق سيطرته كبير جدا ويتبعون الى 56 جنسية اجنبية، وسبق للجولاني ان قال في لقاء تلفزيوني سابق عند سؤاله عنهم انهم يشكلون ما نسبته 36 بالمئة من قوام مقاتليه، وانهم بحسب الجولاني القوة الضاربه والاكثر شجاعة وخبرة حسب ما قال.
ومن ناحية اخرى فان قرار الجولاني يهدف الى التمايز عن باقي الجماعات الارهابية التابعة لتركيا والموجوده في بعض مناطق ادلب وارياف حلب، وسبق لها ان فرضت هي الاخرى بطاقات شخصية خاصة بها، وبذلك سوف يكون في منطقة جغرافية صغيرة جدا حكومتان من الجماعات الارهابية حكومة الانقاذ التابعة للجولاني والحكومة المؤقته التابعة لعدة فصائل ارهابية اخرى، ويتبع كلا الحكومتين اللا شرعيتين الى الاحتلال التركي الذي يسيطر على القرار في نهاية الامر.
ورأى عيسى ان كل هذه القرارات لن تغير ولن تؤخر من النهاية الحتمية والمعروفة لهؤلاء الارهابيين الذين يستخدمهم الغرب ضد اوطانهم، ثم لا يلبث ان يتخلص منهم عندما تنتهي الاسباب والمسوغات لهذا الإستخدام.
الارهابادلبجبهة النصرةأبو محمد الجولاني