الخليج والعالم
قمة جدة تؤكد الالتزام بقواعد حسن الجوار وتدعو لحل سلمي في أوكرانيا
دعا زعماء دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة، الذين شاركوا في قمة جدة للأمن والتنمية اليوم السبت، المجتمع الدولي لمضاعفة الجهود من أجل الوصول إلى حل سلمي للحرب في أوكرانيا.
ومع انطلاق قمة جدة، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: "قمة جدة تعقد في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة..نأمل أن تواجه قمة جدة التحديات العالمية".
وأضاف محمد بن سلمان: "التحديات العالمية بسبب جائحة كورونا تستدعي مزيدًا من الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي..نأمل أن تؤسس قمتنا هذه لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية".
وأردف: "ندعو إيران للتعاون مع دول المنطقة لتكون جزء من هذه الرؤية والالتزام بالمبادئ الشرعية الدولية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وزعم بن سلمان إلى أن السعودية "دعمت جميع الجهود الرامية للوصول لحل سياسي يمني - يمني وفقًا للمرجعيات الثلاث".
وقال أن "ازدهار المنطقة ورخائها يتطلب في الإسراع في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية"، حسب قوله.
وأكمل ولي العهد السعودي: "المملكة أعلنت عن زيادة القدرة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميًا وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية للزيادة".
واستطرد: "يسرنا ما يشهده العراق مؤخرًا من تحسن في أمنه واستقراره وتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي والإقليمي".
وأضاف: "نريد تقديم رسالتنا وقيمنا النبيلة للعالم التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الأخرى".
بايدن: لن نترك فراغًا في المنطقة لصالح روسيا والصين وإيران
من جهته أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع بداية انطلاق هذه القمة دعم شركاء الولايات المتحدة والدول الحليفة لحل المشكلات التي تواجهها المنطقة.
وزعم بايدن أن "أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، ولدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب".
وأوضح بايدن قائلاً: "سنعمل في منطقة الشرق الأوسط ونؤسس لعلاقات اقتصادية مستدامة، والولايات المتحدة ستبقى شريكاً نشطًا في الشرق الأوسط، والمصالح الأمريكية مرتبطة مع النجاحات في الشرق الأوسط"، متابعًا: "لن نسمح لإيران بنشر التوترات في المنطقة، كما نرفض استخدام القوة لتغيير الحدود، لن نسمح بتعريض حرية الملاحة البحرية في المنطقة للخطر، وإدارتي تمنح الأولوية لحرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر"، حسب اعتقاده.
وأكمل بايدن: "سنستثمر مليارات الدولارات في الطاقة النظيفة والبنية التحتية، نأمل في إنجاح ربط شبكة كهرباء العراق بدول الخليج العربي"، مضيفًا: "سنعمل على تقليل التوترات في المنطقة، ونعمل مع السعودية وعمان لإيجاد حل سياسي في اليمن".
واستطرد: "سنعزز الدفاعات الجوية والإنذار المبكر لمواجهة التهديدات الجوية، ولن نسمح لإيران أبدًا بالحصول على سلاح نووي، لن نترك فراغًا في المنطقة لصالح روسيا والصين وإيران".
السيسي: لم يعد مقبولاً أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية من هو لاجئ أو متضرر من ويلات الحرب
من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال انطلاق قمة جدة: "حان الوقت لكي تتضافر جهودنا لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد"، مؤكدًا أنه "لم يعد مقبولاً أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية من هو لاجئ أو متضرر من ويلات الحرب".
وأوضح أن "قمة جدة تأتي في لحظة استثنائية"، لافتًا إلى أنها "تحمل دلالة واضحة بتجديد عزمنا على تطوير المشاركة بين دولنا وبين الولايات المتحدة سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي".
وشدد السيسي على أنه "لا بد من تكثيف الجهود المشتركة لإحياء عملية السلام بشكل لا يمكن رجعة فيه، والعمل على بناء المجتمعات من الداخل على أساس المواطنة والديمقراطية، والحفاظ على مقدرات الشعوب والحيلولة دون السطو عليها، ودعم ركائز الدول الأساسية".
الملك عبد الله: لتكامل إقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه
هذا وقال الملك الأردني عبد الله الثاني، في بداية هذه القمة: "نجتمع اليوم، ومنطقتنا والعالم يواجهان تحديات متعددة من التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، وانعكاسات الأزمة الأوكرانية على الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى الصراعات المستمرة التي يعاني منها الإقليم، لذا، لا بد لنا من النظر في فرص التعاون والعمل معًا، من خلال السعي نحو التكامل الإقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه".
وأضاف الملك عبد الله: "نحن في الأردن، نحرص على ترجمة هذه الفرص إلى شراكات حقيقية في المنطقة، عن طريق البناء على علاقاتنا التاريخية والراسخة مع دول مجلس التعاون الخليجي وأشقائنا في مصر والعراق، لخدمة مصالح شعوبنا".
واستكمل: "ننطلق في هذه الجهود، إيمانا منا بأن السبيل الوحيد للتقدم، هو العمل بشكل تشاركي، حيث إننا في الأردن، ما زلنا نستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، نقدم لهم شتى الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية، كما نواجه المخاطر الأمنية المتجددة على حدودنا، في مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، التي باتت خطرًا كبيرًا يداهم المنطقة بأكملها..وتلك مسؤوليات نتحملها بالنيابة عن المجتمع الدولي، الذي لا بد أن يواصل دوره في التصدي لآثار أزمة اللجوء على اللاجئين والمجتمعات المستضيفة".
أمير قطر: لن تدخر جهدًا في العمل مع شركائها لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة
من جهته، قال أمير قطر، تميم بن حمد في بداية القمة: اجتماع اليوم ينعقد وسط تحديات أمام المجتمع الدولي لتعزيز التعاون لإيجاد حلول للقضايا العالمية..لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات".
وأردف: "احتكام أطراف النزاعات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يوفر على الشعوب الكثير من الضحايا والمآسي".
وأكمل الأمير تميم: "الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره..الحرب في أوكرانيا ساهمت في مفاقمة أزمة اقتصادية قد تؤدي لكوارث إنسانية".
وتابع: "نؤكد أهمية العلاقات الخليجية والعربية عموما مع الولايات المتحدة وعلى ضرورة الحفاظ عليها وتعميقها"، مشيرًا إلى أن " تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب بل للمجتمع الدولي بأسره".
وأضاف: "نؤكد على موقفنا الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عمومًا مخاطر التسلح النووي، وعلى حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقًا للقواعد الدولية".
وتطرق إلى القضية الفلسطينية بالقول:"المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية..سيظل أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائمًا ما لم تتوقف "إسرائيل" عن انتهاكاتها للقانون الدولي.. التوتر سيظل قائمًا ما لم تتوقف "إسرائيل" عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار الحصار على غزة".
كما أكد أن "دولة قطر لن تدخر جهدًا في العمل مع شركائها لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة".
الكاظمي: التحديات في المنطقة تستدعي التعاون بين الدول
وفي كلمته بقمة جدة، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي: "نسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين دول المنطقة"، مشددًا على أن "التحديات في المنطقة تستدعي التعاون بين الدول".
وأردف: "العراق له دور أساسي في الانتصار على داعش الإرهابي"، مؤكدًا أن "العراق يسعى إلى تعزيز لغة الحوار في المنطقة".
وفي السياق، قال ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ببداية هذه القمة: "نؤكد على أهمية تعزيز الشراكة الخليجية الأمريكية.. ونتطلع لتطور التعاون الخليجي الأميركي على الأصعدة كافة.. ونؤكد الدعم الكامل للمجلس الرئاسي القيادي في اليمن".
بدوره، قال ملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، خلال انطلاق القمة: "هذه القمة تعتبر فرصة طيبة لتوثيق علاقات الصداقة التاريخية وتكريس الشراكة الإستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة"، لافتًا إلى أن "الحفاظ على الأمن الإقليمي يستدعي العمل المشترك نحو الازدهار".