الخليج والعالم
الأزمة السياسية والاقتصادية تلقي بثقلها على أجواء العيد في تونس
تونس – روعة قاسم
استقبل التونسيون عيد الأضحى المبارك الذي يأتي هذا العام في خضم أزمة اقتصادية وسياسية خانقة تعيشها البلاد أثّرت على مختلف نواحي الحياة.
تونس تعيش منذ سنوات دون توقف صعوبات اقتصادية ومجتمعية انعكست على الأجواء العامة للعيد. ويتطلع التونسيون الى أن يحمل معه هذا العيد انفراجًا في المشهد السياسي وأن يكون بداية مرحلة جديدة تقطع مع حالة التخبط السياسي.
وأكد رئيس منظمة مقاومة التطبيع والصهيونية أحمد الكحلاوي لـ" العهد" أن تونس قادرة على تخطي كل التحديات، مضيفًا أن هذا " لعيد هو مناسبة للفرحة وعيش الأمل من جديد، ولولا الأمل لما استمرت هذه الأمة في الوجود وفي الدفاع عن حضارتها وثقافتها وعقيدتها ".
ويضيف الكحلاوي :"اذن الفرح هو السمة الأساسية للشعب العربي المسلم في تونس، والعيد يذكرنا بالتضحية لأنه قائم على مفهوم التضحية. فشعبنا يشارك الأمة في ايمانها وفي أن الأمة عليها ان تضحي دائمًا دفاعًا عن وجودها وحضارتها ".
وقال الكحلاوي "نحن في تونس وباعتبارنا جزءا من الأمة، نعيش بكل ايمان وفخر واعتزاز أننا أمة مضحية. ورغم المآسي التي نعيشها الآن بسبب هذا الورم الصهيوني أولاً وبسبب هذه الرجعية المتمثلة في الحكام الذين باعوا الأمة وباعوا أنفسهم للشيطان الأمريكي الصهيوني، لكن أبناء أمتنا الصالحين الخيّرين -ومنهم شعبنا في تونس- مؤمنون ايمانا حقيقيًا وصادقًا ومستعدون لمزيد من التضحية حتى يأتي اليوم الذي تعود فيه الأمة الى مجدها التليد مثلما عاشت زمن الأندلس .
اما الناشط السياسي محسن نابتي فأكد لـ" العهد " أن هذا العيد استثنائي لأنه يتزامن مع حملة الاستفتاء على الدستور الجديد وتعيش فيه تونس وضعًا اقتصاديًا صعبًا جدًا جراء الأزمة التي تعيشها منذ عشر سنوات وكذلك جراء الوضع الدولي والعالمي الذي فاقم الأزمة .
ويضيف نابتي قائلاً: "ولكن عمومًا الشعب التونسي يحب الحياة ويتأقلم مع الكثير من الظروف الصعبة، أجواء العيد عادية كما في كل مرة باستثناء بعض الحضور الطاغي للجدل السياسي، في ظل انطلاق حملة الاستفتاء، مع الإقرار أن هناك صعوبات اقتصادية كبيرة أثّرت على الكثير من المواطنين في علاقة بالأضحية والأجواء العامة للعيد . ولكن عمومًا تونس لديها من الإمكانيات البشرية والمادية بما يؤهلها أن تخرج في أسرع وقت من محنتها".
وأعرب النابتي عن أمله بأن ينجر الشعب التونسي المهمة بنجاح يوم 25 تموز/ يوليو وتخرج تونس من هذه الأزمة بخير.
يشار الى ان الرئيس التونسي قيس سعيد تعهّد في خطاب له توجه به للتونسيين بمناسبة عيد الأضحى بمراجعة مشروع الدستور دون أن يشمل ذلك المبادئ الأساسية التي وردت فيه.